العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ

مناقشة الهوية الإعلامية لتسويق البحرين والمطالبة بتطوير "الغرفة"

خلال اجتماع جمعية رجال الأعمال الشهري

تعرض الاجتماع الشهري لجمعية رجال الأعمال البحرينية مساء أمس الأول إلى قضايا مستحدثة وقديمة طفت على المشهد الاقتصادي البحريني فمن محاضرة الهوية الإعلامية لتسويق البحرين للمتحدث الرئيسي في الاجتماع رئيس جمعية المعلنين البحرينية خميس المقلة، مرورا بدور مجلس التنمية الجديد وخصوصا بعد المرسوم الملكي الأخير بتعديل بعض مهمات المجلس ودوره وإلزام الوزارات والهيئات الرسمية بقرارات المجلس، وصولا إلى دور الغرفة ووضعها الراهن، واتسم الاجتماع بالشفافية والصراحة.

وقال رئيس جمعية رجال الأعمال خالد عبدالرحمن المؤيد: "نروج ونبشر العالم بأن المناخ الاستثماري في بلدنا ملائم... لكن هل نعترف بالسلبيات وهل نستطيع القول بأن تنفيذ تعليمات القيادة قد بدأ فعلا لدى صغار الموظفين؟"، وأضاف "بقصد أو من دون قصد لدينا عوامل تعرقل المسيرة الميمونة التي يقودها جلالة الملك".

ومن جانب آخر، قال المؤيد في كلمته الافتتاحية: "غرفة تجارة وصناعة البحرين غرفة عريقة تأسست قبل أخواتها في دول الجوار بكثير. كما أخذت دورا قياديا في تمثيل جزء كبير من القطاع الخاص على مر السنين. وقد اعتمد الكثيرون على تمثيل الغرفة لهم على رغم التحفظ على أدائها بين الحين والآخر. وفي مواجهة التحديات الجديدة وجد الكثير من التجار يشكون من مواقف وقرارات الغرفة التجارية التي اتت في كثير من الاحيان متذبذبة مجاملة وخجولة تفتقر إلى الجدية ولا ترقى إلى المستوى المطلوب. بالإضافة إلى انها تأتي في غالبية الأحيان متأخرة أو مبتورة".

واستطرد المؤيد قائلا: "للغرفة أسس ومعايير أسست من أجلها منذ زمن طويل وقد تغيرت احتياجات القطاع الخاص فأمسى من يتوقع من غرفته مشاركة فعالة ومساهمات لم تكن ضمن التركيبات الأولى. بدأوا يتساءلون عن مقدرة القطاع على مواكبة المتغيرات على الساحة من خلال تلك الغرفة بالمنظور القديم ذاته"، وأضاف "جميع فئات المجتمع تطالب بالشفافية بما فيهم جهاز الغرفة ومجلس إدارتها. ولا يجوز أو تعطى أي مجموعة لنفسها حصانة تحرمها على غيرها وخصوصا إذا كان في أدائها تقصير".

وأضاف رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية "انتخابات مجلس إدارة الغرفة قريبة. الجمعية العمومية بعد أسبوعين للموافقة على الحسابات الختامية للعام 2004 وتبرئ ذمة مجلس الإدارة ثم تجري الانتخابات لاختيار مجلس جديد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل" وتساءل "من المسئول إذا عن الستة أشهر بين مايو/أيار وأكتوبر؟، ولماذا التأخير إلى أكتوبر".

وأكد المؤيد خلال كلمته أن "مسئولية إدارة الغرفة كبيرة وعلى المجلس المقبل تحديات وضغوط كبيرة ومطلوب منا الكثير لتعزيز الدور المناط بالقطاع الخاص لننتخب من يجب أن يمثل مصالح القطاع الخاص في مجلس الغرفة ومجلس النواب. واختيار ممثلينا يجب أن يكون مفيدا إذا تم ضمن معايير وضوابط تخدم القطاع. بعيدا عن المجاملات نطالب أنفسنا بإلقاء نظرة مستقبلية ناضجة ودعونا ندعم القيادة الرشيدة في سعيهم إلى البحث عما يفيد مجتمعنا".

وطالب الحضور خلال مداخلاتهم في هذا الموضوع بتحريك وتطوير الوضع في "الغرفة" وضرورة المشاركة بفعالية في انتخابات "الغرفة" وعدم الوقوف موقف المتذمر، وضرورة وجود روح المبادرة من التجار للدخول في الغرفة والتغيير في قراراتها بشكل يتيح تمثيلها لشرائح أكبر من التجار بدل الكلام فقط عن عدم ميل الغرفة للقطاعات التجارية.

وأشار المؤيد مستنكرا "يعبث العابثون بالاقتصاد ويسيئون لمصادر الأرزاق ولا يلقون من اللوم ما يكفي. نسمع كل أسبوع عن سرقات الرمل أو سرقات السيارات أو المصارف ولا نسمع عن معاقبة الجناة. "..." نشكو من عوامل سلبية خارجة عن سيطرتنا مثل الإجازات المفرطة، المعارض غير المرخصة، أساليب البحرنة القسرية، الإعلام الفاشل الخجول "..." كلها في مضمونها لا تزيد من جاذبية البحرين وتأتي في النهاية بنتائج سلبية".

من جانبه، أكد المقلة خلال محاضرته عن أهمية الهوية الإعلامية لتسويق البحرين على أن الوقت حان لكي تأخذ مملكة البحرين دورها وأهميتها بين دول المنطقة من خلال برنامج إعلامي وتسويقي تساهم فيه كل الأطراف ذات العلاقة سواء كانت جهات رسمية أو قطاع خاص، لتلبية طموحات وتطلعات هذه الأطراف، وتوحيدهم حول رؤية وهوية واحدة محددة المعالم، تستقطب أيضا كل من اختار البحرين لغرض الاستثمار أو العمل أو الإقامة.

وأشار المقلة في محاضرته إلى أن برامج الهوية للدول لم تعد بذخا وإنما ضرورة تحتمها المتغيرات التي يعيشها العالم من حولنا، والتي تنعكس سلبا أو إيجابا على الدول حسب تعاملها مع هذه المتغيرات، ومنها مملكة البحرين، التي بالإضافة إلى تعاملها مع هذه المتغيرات، وأخذها زمام المبادرة في إجراء اصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية، تواجه أيضا منافسة حادة في اجتذاب الاستثمارات ورؤوس الأموال والكفاءات البشرية.

واستعرض المقلة في محاضرته أهمية الهوية سواء للأفراد أو المنتجات أو الخدمات أو المؤسسات التجارية، مؤكدا أن ما ينطبق على كل هذه الجهات ينطبق على الدول أيضا، وهو أمر ليس بالجديد، لأن هوية الدول ارتبطت عبر التاريخ بمبادئ وأفكار وشعارات وقادة، وغيرها من رموز لتأكيد الهوية، وعليه، فإن الهوية هي رحلة نحو هدف محدد وليست رحلة نحو المجهول، وإن الدول الناجحة هي تلك الدول التي استطاعت أن تحدد أهدافها بدقة، وأن تتميز عن غيرها وتنطلق بشجاعة وقوة نحو أفكار خلاقة ومبدعة، وربما قد تكون مستحيلة في نظر البعض، ولكي تصل هذه الدول إلى مثل هذه المكانة، فإن عليها أن تعرف كيف تروج وتسوق لهويتها مع مواطنيها ومع العالم الخارجي.

وعرف المقلة الهوية الإعلامية على أنها مجموعة من التصورات الذهنية التي لدى الفرد عن منتج أو خدمة أو جهة معينة أو دولة أو شعب من الشعوب، ومنها الهوية الإعلامية للبحرين، التي ارتبطت ببعض الشعارات المختلفة مثل "جزيرة الابتسامة المشرقة"، و"العاصمة المالية للشرق الأوسط"، و"مملكة الفرص"، و"المملكة الذكية" وغيرها من الشعارات. وتساءل أيضا عن هل نحن مملكة حديثة وديناميكية؟ أم مملكة محافظة وتقليدية؟ مؤكدا أهمية أن تحدد البحرين بشكل واضح ومركز على الهوية الإعلامية التي تناسبها، مع الأخذ في الاعتبار مكامن الضعف والتحديات التي تواجهها مملكة البحرين.

أما لماذا الحاجة إلى هوية إعلامية للبحرين، فقد حرص المقلة على التأكيد بأن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البحرين تتطلب المزيد من التواصل الإعلامي مع المواطن في الداخل ومع العالم الخارجي، وبالمثل يتطلب تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية بهدف تحقيق النمو الاقتصادي والقدرة على المنافسة وجود هوية واضحة ومحددة المعالم. كما تساهم الهوية الإعلامية في إظهار ما يميز البحرين عن غيرها، وتعطي صورة واضحة عن الأهداف والتوجهات المستقبلية، بهدف مشاركة قطاع الأعمال وجميع القطاعات في نجاحها. وعن أهم عناصر الهوية الإعلامية، أوضح المقلة بأنها تتركز في وجود رؤية موحدة لكل الأطراف ذات العلاقة، ووجود استراتيجية واضحة ومحددة المعالم، وتوفير التمويل، وسرعة التنفيذ لإحداث التغييرات المطلوبة في السلوكيات والتجاوب وروح العمل لدى كل الأطراف، بالإضافة إلى برامج اتصالات تسويق كالإعلان والعلاقات العامة وغيرها في الداخل والخارج.

أما عن أهم عناصر قوة البحرين وفرص الهوية الإعلامية، فقد أوضح المقلة أن أساسها الطبيعة المتميزة للإنسان البحريني المعروف بسمعته الطيبة وانفتاحه على ثقافات العالم وغيرها من صفات اكتسبها بالعلم والمعرفة والممارسة عبر مرحلة طويلة من تاريخ البحرين، ومنها المرحلة الحديثة التي قادت فيها البحرين الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعليمية في المنطقة بعد إعلان البحرين مملكة دستورية، وكذلك الدور الذي الحيوي للمرأة في البحرين التي أصبحت تتقلد أعلى المناصب القيادية ومنها عضوية مجلسي الوزراء والشورى، واختيار البحرين لسباقات "الفورمولا 1" ولتوقيع أول اتفاق تجارة حرة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج. ولتنفيذ الهوية الإعلامية، فإن المطلوب بعد تحديد الاستراتيجية المناسبة، وضع برنامج إعلامي متكامل يشمل الإعلان والعلاقات العامة والترويج وغيرها من وسائل اتصال وإعلام، مع ضرورة وجود خطة طويلة الأمد وتوفير الموازنة الكافية لهذه الخطة من قبل كل الأطراف ذات العلاقة من جهات رسمية وقطاع خاص ومتابعة نتائجها. وأورد المقلة في محاضرته نماذج لدول مثل سنغافورة، وألمانيا، وسويسرا، وهونغ كونغ، ودبي والأردن.

واختتم المقلة محاضرته بالتأكيد على أن اكتشاف الهوية الإعلامية وتطويرها يتطلب التركيز والتميز والإقدام والتفكير والطموح، أما الهوية الإعلامية للدول، فإنها تتطلب أيضا وجود قيادة واحدة ملهمة لديها وضوح في الرؤية والتوجه، تتبنى برنامج الهوية الإعلامية وتدعمه على أعلى المستويات

العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً