اتهم ديوان الوقف السني في العراق أمس قوات الأمن بقتل عدد من رجال الدين والمصلين والعاملين في مساجد بغداد وناشد الأمم المتحدة والجامعة العربية والدول الإسلامية التدخل لمراقبة ما يحدث. وقال رئيس الوقف السني عدنان سلمان الدليمي في مؤتمر صحافي: "لقد وقعت حوادث خطيرة بعد تشكيل الحكومة الجديدة قد تؤدي إلى فتنة طائفية تطاول جميع العراقيين". يذكر أن قوات الشرطة عثرت خلال اليومين الماضيين على 25 جثة لمدنيين مجهولي الهوية شرق بغداد. ومن جانبه، نفى وزير الدفاع سعدون الدليمي التهم الموجهة لقوات الحرس الوطني بالوقوف وراء عمليات القتل. وقال إنه "أعطى أوامر لمنع اقتحام المساجد والحسينيات والكنائس". وفي تطور متصل، قال رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري بعد لقائه المرجع الديني السيدعلي السيستاني إنه شدد على "الأخوة بين الشيعة والسنة وعلى ضرورة مشاركة إخواننا السنة في صوغ الدستور". وفي وقت سابق، دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر الشيعة والسنة إلى ضبط النفس.
بغداد - الوسط، وكالات
رحب العرب السنة في العراق أمس بالدعوة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس بإشراكهم في العملية السياسية وخصوصا صوغ الدستور.
وقال رئيس ديوان الوقف السني، عدنان سلمان الدليمي إن "هذه الدعوة أمر جيد" مع أنها "جاءت متأخرة بعض الشيء وكان لابد أن تأتي منذ زمن منذ أول دخولهم "الأميركيين" العراق". وأضاف أن "تهميش أبناء السنة غبن ولا يؤدي إلى مصلحة البلاد واستقرارها "..." ولعل جميع الأطراف تدرك أهمية مساهمة أبناء السنة ليس في عملية صوغ الدستور فحسب بل في عملية تحقيق الموازنة والاستقرار ووحدة الصف".
وأوضح الدليمي أن الولايات المتحدة "بدفاعها عن أبناء السنة إنما تدافع عن مصالحها في العراق لأنها تعي أن هذه المصالح لن تتحقق إلا بوجود مكثف لأبناء السنة". وأكد أن "الوقف بدأ بإعداد لائحة بأسماء عدد من الشخصيات السنية للمساهمة في عملية صوغ الدستور، ستقدم في وقت قريب إلى اللجنة والبرلمان".
ومن جانبه، رأى عضو هيئة علماء المسلمين مثنى حارث الضاري أن "هذا مجرد كلام والقضايا لا يمكن أن تحل بمجرد كلام وما قالته رايس يحتاج إلى معرفة الدوافع وراء مثل هذه التصريحات قبل أن نعطي رأيا بخصوصه". وأضاف أن "موقفنا ثابت وقد أعلنا عنه مرارا وهو أننا لن نشترك بأية عملية سياسية تحت ظل الاحتلال".
من ناحيته، أكد الناطق الرسمي باسم الحزب الإسلامي ناصر العاني "نحن نريد من شركائنا الشيعة أن يدعونا لان نلعب دورا اكبر في عملية صوغ الدستور". واقترح "إنشاء لجنة من خارج الجمعية الوطنية تعمل جنبا إلى جنب مع لجنة صوغ الدستور المنبثقة عن البرلمان لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد".
يذكر أن لجنة صوغ الدستور التي شكلها البرلمان في العاشر من الشهر الجاري تتألف من 55 عضوا، 28 منهم من الائتلاف الموحد و15 من التحالف الكردستاني وثمانية من القائمة العراقية وأربعة من بقية مكونات الشعب. وهي تضم عضوين سنيين فقط.
من جهته، دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر الشيعة والسنة إلى ضبط النفس فيما تتضاعف الحوادث بين الطائفتين، وذلك في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ نحو عام. وقال الصدر في النجف "إن كل ما يستهدف المدنيين العزل هو محرم على جميع الأصعدة ونحن نستنكر وندين هذه العمليات الإرهابية سواء من قبل المحتل أم من غيره هو أمر غير مقبول شرعا وعملا".
إلى ذلك، قالت صحيفة "التايمز" إن السفير البريطاني في بغداد ادوار تشابلين سيترك منصبه هذا الأسبوع بعد اقل من عام على تعيينه هناك. وابلغ تشابلين الصحيفة أن مهمته القصيرة "كانت من أهم التجارب في حياته وكان أسوأها اختطاف كينيث بيغلي من ثم مارغريت حسن وقتلهما واللذين لم يتمكن موظفو سفارته من إنقاذ حياتهما".
وأضاف أن أفضل التجارب "كانت الانتخابات التي شهدها العراق إذ لم يكن احد يعرف حجم الإقبال ثم تبين فيما بعد أن ملايين العراقيين شاركوا فيها وكانت بحق تجربة مثيرة للمشاعر"
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ