نفت حركة "حماس" أمس ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن اتصالات جرت بين جهات أمنية إسرائيلية وأفراد من الحركة الذين فازوا في الانتخابات المحلية التي أجريت أخيرا في الأراضي الفلسطينية.
وقال القيادي البارز في "حماس" محمود الزهار إن هذا الكلام عار عن الصحة، متهما الإعلام الإسرائيلي بالكذب وإحداث بلبلة، موضحا أن إجراء اتصالات مع الطرف الآخر "ممنوع".
وكانت مصادر إسرائيلية ادعت أن اتصالات جرت بين جهات أمنية إسرائيلية وأفراد من "حماس" الذين فازوا في الانتخابات المحلية التي جرت في الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة، موضحة أن الحركة شهدت في الآونة الأخيرة تغييرا استراتيجيا فباتت حركة سياسية.
كما قال مدير عام جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني رشيد أبوشباك إن الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من قطاع غزة، وشمال الضفة الغربية، لم يأت في إطار خطة سياسية، أو نتيجة اتفاق مع الجانب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الانسحاب من القطاع، يقابله تكريس للاحتلال والفصل العنصري في الضفة الغربية.
وأضاف أبوشباك في تصريحات صحافية أمس: "نحن نرحب بأي انسحاب من مدننا ومناطقنا، لأنه لا يوجد شعب يرغب ببقاء الاحتلال"، منوها إلى أن الانسحاب الإسرائيلي كان ولايزال انسحابا أحادي الجانب، وبأن هناك لقاءات مدنية فقط مع الجانب الإسرائيلي، ولا يوجد في الوضع الراهن أي لقاءات تفاوضية.
وبشأن بيوت المستوطنين قال أبوشباك: "إن الإسرائيليين بدأوا يميلون إلى تدميرها، ولكن فيما لو تركت هذه البيوت، فإن السلطة الفلسطينية ستقوم باستثمارها لصالح الشعب الفلسطيني، إذ أعددنا خطة متكاملة لمواجهة هذا التحدي، لأن هذه البيوت هي جزء من ممتلكات الشعب الفلسطيني".
وميدانيا، استشهد قرب طولكرم في الضفة الغربية، أمس، الفلسطيني عمر مطيع عسراوي "22 عاما" من بلدة علار جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال الذين ادعوا محاولته طعن أحدهم.
وزعم الجنود أن الفلسطيني وصل إلى حاجز عسكري جنوب المدينة، وأمروه بالتوقف لكنه استل سكينا وواصل التقدم نحوهم، فأطلقوا عليه النار وقتلوه. وادعى الجنود كذلك أنهم قتلوه بعد اتخاذ إجراءات التحذير العسكرية.
إسرائيليا، قالت الإذاعة العبرية إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أمس 9 من المتطرفين اليهود كانوا يخططون لقصف المسجد الأقصى بالصواريخ وأنه تم إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص لعدم كفاية الأدلة.
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن تخوفات كبرى في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" من مغبة قيام محافل يهودية متطرفة بتدمير الحرم القدسي الشريف عبر استخدام طائرات شراعية أو قذائف محددة المسار وذلك في محاولة لحرف المسيرة السياسية وتدمير خطة "فك الارتباط" بحسب المصادر.
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت في عددها الصادر أمس بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد بأن الحراسة المشددة حول الحرم، ستدفع متطرفين يهودا للمس به عن بعد وذلك من خلال إطلاق القذائف محددة المسار والصواريخ أو طائرة شراعية مؤللة. كما صدق رئيس الحكومة الإسرائيلية، أرييل شارون، على توصيات لجنة "غاديش" للإصلاح في "دائرة أراضي إسرائيل"، والتي تسمح بالملكية الشخصية لأراضي الدولة. وتوقعت مصادر عبرية أن تقدم هذه التوصيات قريبا إلى الحكومة للتصديق عليها.
وفي سياق آخر، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس، الأوامر الاحترازية التي صدرت سابقا وأوقفت بناء جدار الفصل العنصري إلى جانب مستوطنتي "أريئيل" و"عمونائيل"، المحاذيتين لقرية سلفيت الفلسطينية، في الضفة الغربية المحتلة.
وسمحت المحكمة العليا الإسرائيلية لجيش الاحتلال بالاستمرار في أعمال البناء والتأسيس إلى حين التداول في الالتماسات المقدمة ضد جدار الفصل العنصري، بتركيبة موسعة من تسعة قضاة.
وفي موضوع آخر، أبلغ رئيس الوزراء الياباني غونيشيرو كويزومي أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور طوكيو أن بلاده ستقدم معونات اقتصادية للسلطة الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار في مسعى لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال كويزومي: "قررت اليابان تقديم المعونات لفلسطين استنادا إلى انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة". وستحدد الحكومتان اليابانية والفلسطينية المشروعات التي سيجري تنفيذها بأموال المعونة اليابانية خلال اجتماع وزاري يعقد في طوكيو العام المقبل. من جانبه، حث عباس رئيس الوزراء الياباني على قيام بلاده بدور سياسي في عملية السلام. وقال: "إنني أود أن تمارس اليابان تأثيرا سياسيا وأعتقد أن بوسع اليابان ذلك لأنها تتمتع بعلاقات مع دول المنطقة بطريقة متوازنة".
ووجهت طوكيو الدعوة لشارون لزيارة اليابان ومن المتوقع أن يقوم بهذه الزيارة في نهاية مايو/ أيار الجاري أو مطلع يونيو/ حزيران المقبل. من ناحية أخرى قبل كويزومي دعوة من عباس لزيارة الأراضي الفلسطينية.
رام الله - أ ف ب
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أن "إسرائيل" منعت رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، الذي أثارت تصريحاته في السابق غضب اليهود، من دخول القدس أثناء زيارته الضفة الغربية أمس. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني إن السلطات الإسرائيلية عرقلت وصول مهاتير محمد إلى الأراضي الفلسطينية من الأردن لمدة ساعة عند معبر الكرامة "جسر الالنبي" وحظر عليه المسئولون الإسرائيليون زيارة مدينتي القدس وجنين بالضفة الغربية. وقال قريع في مؤتمر صحافي مشترك مع مهاتير في رام الله "اعتذر للصديق باسم الشعب والحكومة الفلسطينية عما حدث معه ومنعه من زيارة القدس وتأخيره أثناء قدومه، وأقول للعالم هذه سياسة الاحتلال وعقليته بأن يتم التعامل بهذه الطريقة مع رجل مهم مثل مهاتير محمد". وقالت السلطات الإسرائيلية، التي لاتزال تسيطر على مداخل معظم البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية إضافة إلى المعبر من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية، إنها لم تتلق معلومات مسبقة بوصول مهاتير
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ