أبرقت نجمة البحرين إشعاعها وحلقت فرحة بالانتصار الذي حققه أبناؤها في الملحمة النهائية الكبيرة على كأس الاتحاد وجزر أمواج التي جمعته برفيق دربه الأهلي وانتهت لصالحه 43/41، بعد ستة أشواط مثيرة قدم خلالها الفريقان كل ما يملكان من فنون اللعبة وذلك على صالة مركز الشباب في الجفير التي غصت بالجماهير الغفيرة التي تدافعت لمشاهدة المباراة قبل ساعات من بدايتها المتأخرة عن موعدها، وليتقاسم الفريقان بطولات الاتحاد للموسم الجاري، إذ تحصل الأهلي على لقب الدوري، فيما حصل النجمة على كأسها.
بدأت المباراة حماسية وسريعة كما هو متوقع منها، وخصوصا أنها تجمع بين قطبي كرة اليد البحرينية، أشعلها الجمهور الحاضر الذي أعاد إلى الأذهان الزمن الرائع، فظهر على الفريقين الحذر الدفاعي، إذ اعتمدا فيه طريقة دفاعية متقدمة للحد من الخطورة لدى كل فريق، وعلى رغم ذلك فإن التسجيل بدأ منذ الدقيقة الأولى من تسديدة صادق القوية بعدما استفاد من إصاغة سيد علي الفلاحي لفرصته.
وجاءت البداية متقاربة، ظهرت فيها رغبة الفريقين في عدم إضاعة أية فرصة تكون مكلفة، فعمد الأهلي الى اللعب بدفاعه المتقدم 4/2 من أجل مراقبة محمد عبدالنبي وسيدعلي الفلاحي مع محاولة التشديد على رقابة لاعب الدائرة لدى النجمة يوسف أحمد وهو ما نجح فيه رافعا الفارق إلى 7/4 في الدقيقة (9)، فيما جاءت خطة الدفاع النجماوية مشابهة بعض الشيء بتقدم وائل جمعة لمراقبة أحمد عبدالنبي، فيما ترك صادق طليقا وهو ما استفاد منه الأهلي جيدا في الهجوم، إذ سجل بنفسه ثلاثة أهداف في ظرف الدقائق العشر الأولى.
وحاول النجمة التعامل مع طريقة الدفاع الأهلاوي الساعية إلى الضغط على حامل الكرة، من خلال التسقيط للاعب الدائرة أو التسديد من الخارج أو حتى الاختراق وهي الطريقة التي تمكن من خلالها في قلب النتيجة إلى 9/8 في الدقيقة (15)، ما اضطر مدرب الاهلي بدر ميرزا إلى اشراك قائد الفريق ماهر عاشور من أجل تحريك خطط الفريق الهجومية وهو ما نجح فيه معيدا الفارق إلى 11/9، إثر ذلك غير النجمة دفاعه إلى 4/2 نجح من خلالها في تعديل النتيجة وإيقاف الخطورة الأهلاوية خصوصا أحمد عبدالنبي الذي شكلت له الرقابة اللصيقة مشكلة كبيرة فلم يتمكن من التسجيل طوال خمس وعشرين دقيقة، وليستغل النجمة ذلك في خطف أسبقية التقدم لصالحه 12/11 مستفيداً من حالات الإيقاف المتكررة للأهلي، إلا أن استفادته كانت كالعادة لم تدم طويلا فلم يستغلها في رفع الفارق، ما أعاد الأهلي إلى الواجهة رافعا الفارق إلى 17/14 قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الذي شهد محاولة من مدرب النجمة نبيل طه في إضفاء حيوية على هجومه بإشراك جاسم محمد، وهو ما تحقق فعلا محققا التعادل في الثواني الأخيرة مستفيدا من ضعف مستوى الحراسة لدى الأهلي لينتهي الشوط بالتعادل 17/17.
وعموماً، جاء الشوط رفيع المستوى نجحت فيه الخطط الدفاعية لكليهما، فيما كان الهجوم متوسطا لم يستفد فيه الفريقان من لاعبي الأجنحة.
تواصل في الإثارة
في الشوط الثاني غير النجمة تكتيكه الدفاعي، إذ ترك الحرية للاعب أحمد عبدالنبي، فيما غيرت الفرقة الأهلاوية دفاعها إلى 3/2/1 ليتقدم الأهلي بالنتيجة 22/20 في الدقيقة (6)، لكن تقدمه لم يدم فتقدم النجمة 23/22 عبر رميتين جزائيتين.
واستغل النجمة نقص الأهلي نتيجة إيقاف عباس حبيب لمدة دقيقتين، ليلعب دفاعا متقدما 3/3، ولينجح من خلاله إلى التقدم 25/24 عبر انطلاقات سيدمجيد الموسوي مستغلا الكرات الضائعة والأخطاء الهجومية للاعبي الأهلي الذين عجزوا عن اختراق هذا الدفاع، إضافة إلى الضعف الواضح لمستوى حراسه الثلاثة الذين تناوبوا على حراسة المرمى، والاستيقاظ المتكرر لحارسه محمد أحمد الذي لم يكن بمستواه المعهود ليرفع الفارق إلى 28/26 في الدقيقة 17، غير انه وكعادته لم يحافظ على تقدمه الذي خسره بسبب استعجاله في التسديد وخصوصا من سيدعلي الفلاحي ليقلبها عبدالهادي عاشور في الدقيقة 22 إثر تعامل جيد مع تقدم الدفاع النجماوي، لتشهد الدقائق الست الأخيرة أخطاء بالجملة من الدفاع النجماوي استفاد منها الأهلي في توسيع الفارق 33/31، وحاول بعدها النجمة الناقص نتيجة استبعاد الموسوي لدقيقتين لتحقيق التعادل وهو ما تحقق قبل 18 ثانية فقط عبر رمية جزائية صوبها كعادته سيدعلي الفلاحي بنجاح، لتصبح الكرة إلى الأهلي الذي عجز عن تشكيلها لينتهي الشوط بالتعادل أيضا 34/34 وتنتقل المباراة لوقت إضافي.
الأشواط الإضافية
دخل الفريقان في شوط إضافي أول، قدما فيه فاصلاً آخر من التشكيلات الهجومية التي جعلت النتيجة متقاربة أنهاها النجمة متقدما 37/36، وكان بمقدوره مضاعفة الفارق في بداية الشوط الإضافي الثاني من محاولة انفراد إثر انطلاقة سريعة من جاسم محمد الذي أطاح بالكرة عالية ليتيح للأهلي التسجيل عبر حسين مهدي.
ووضح اتجاه الفريقين إلى التقسيط إلى لاعب الدائرة واللعب على المضمون، لتشكل الدقيقة الرابعة نقطة تحول في المباراة باستبعاد لاعبين اثنين من النجمة استغلها الأهلي لتحقيق التعادل قبل 10 ثوان 39/39، لتنتقل المباراة لشوطين إضافيين آخرين.
وبدأ النجمة ناقصا في الشوط الإضافي الثالث ما استغله الأهلي بالتقدم بالنتيجة، ولكنه خسر جهود حسين مهدي لدقيقتين ليخسر تقدمه للنجمة الذي أنهى الشوط متقدما 41/40 ليكمل تقدمه موسعا الفارق إلى هدفين قبل ثوان قليلة من النهاية مستغلا خبرة لاعبيه الحارس محمد أحمد ومحمد عبدالنبي، لتبدأ الجماهير الأهلاوية في رمي ما بيدها في الملعب احتجاجاً على قرارات الحكام، ولتصيب احدها الحكم إبراهيم المدني لتمضي الثواني الأخيرة في صالح النجمة الذي أنهى المباراة لصالحه 43/41، لتبدأ الجماهير النجماوية بالرقص والفرح للانجاز الذي حققه الفريق واسترداده الكأس الذي فقده العام الماضي لمصلحة باربار.
الطاقم التحكيمي
أدار اللقاء الحكمان الدوليان سعيد جعفر وإبراهيم المدني الذي أصيب في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني، فيما نجح الحكمان في قيادة المباراة إلى بر الأمان على رغم الأخطاء التقديرية التي احتسباها على الفريقين
العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ