قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) إنه يريد أن يبدأ الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على وجه السرعة محادثات سلام كاملة وذلك خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل ليستمع إلى نتائج مباحثاته مع الجانب الفلسطيني.
وأضاف نتنياهو «هلا بدأنا... فلنشرع في المحادثات... هذه رسالتي بأكملها... ما أقوله منذ عام ونصف العام هو فلنشرع في المحادثات». وقال ميتشل لنتنياهو: «نشاركك هدفك». وجاء اجتماعهما في خامس جولة مكوكية لميتشل منذ بدء المحادثات غير المباشرة في مايو/ أيار بعد توقف في عملية السلام استمر نحو 18 شهراً.
وفيما يبدو انه عملية دبلوماسية مصممة بعناية لتنفذ على مدى الأيام المقبلة من المتوقع أن يسقط الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتراضاته وينتقل من المحادثات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة. إلا أن الفرصة تتقلص. فالتعليق الجزئي لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر الذي أمر به نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني يوشك على الانتهاء في 26 سبتمبر/ أيلول الأمر الذي قد يمثل تهديداً خطيراً للمحادثات.
وقال مسئول فلسطيني كبير إن ميتشل «أجرى محادثات جادة وإيجابية» مع عباس أمس الأول. وأضاف انه ليس هناك اتفاق بعد على الانتقال إلى المحادثات المباشرة لكن «نواصل جهودنا للتوصل إلى صيغة» لمفاوضات اتفاقية السلام النهائية. لكن مصادر فلسطينية قالت إن عباس قد يقرر «خلال أيام» بدء المحادثات المباشرة شريطة أن يحصل على تأييد سياسي لهذه الخطوة من القوى الكبرى.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه كرولي إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ناقشت الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية. وأضاف كرولي «إذا كان صدور بيان من اللجنة الرباعية سيساعد في تشجيع الجانبين على المضي قدماً فأعتقد جازماً أن هذا أمر ستؤيده الولايات المتحدة».
ووصفت كلينتون لقاء ميتشل الذي استمر ساعتين مع نتنياهو بأنه «اجتماع جيد مثمر»، مضيفة أن الولايات المتحدة «ستواصل العمل بشكل وثيق مع الطرفين للوصول إلى المحادثات المباشرة بأسرع ما يمكن». ومن وجهة النظر الفلسطينية فإن الموافقة على المحادثات المباشرة الآن قد تعتبر في الداخل تنازلاً آخر بلا مقابل قد يزيد تقلص مكانة عباس السياسية. وقد يتيح تأكيد موقف اللجنة الرباعية من جديد ورقة توت.
من جانبه، أكد رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات أن الاتصالات الفلسطينية - الأميركية - الأوروبية - الروسية ومع الأشقاء العرب والسكرتير العام للأمم المتحدة، لخلق الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات سلام مباشرة تستند إلى جدول أعمال محدد وجدول زمني ومرجعيات ووقف الاستيطان.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن ذلك جاء أثناء لقاء عريقات مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك أوت والمبعوث النرويجي لعملية السلام جون هانسون بيير. وأكد عريقات أن استمرار الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار التوسع والضم والنشاطات الاستيطانية، وهدم البيوت وتهجير السكان والاقتحامات والاغتيارات وفرض الحقائق على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة وما حولها تؤدي إلى تدمير كل الجهود المبذولة لإطلاق عملية سلام ذات صدقية.
في سياق آخر، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جابي اشكينازي أمس إن القوات الإسرائيلية لم تكن مستعدة للمقاومة العنيفة التي واجهتها عندما نزلت على سطح سفينة مساعدات متجهة لغزة وانتهت بقتل 9 نشطاء متضامنين مع الفلسطينيين.
وقدم اشكينازي للجنة تحقيق أكثر التفسيرات تفصيلاً حتى الآن لما حدث من خطأ في الخطة العسكرية أثناء الغارة التي وقعت يوم 31 مايو والتي فجرت غضباً عالمياً.
وأضاف اشكينازي أن قوات «الكوماندوس» الإسرائيلية فشلت في إخلاء سطح السفينة باستخدام قنابل الصوت وهبطت باستخدام المظلات من طائرة مروحية «لتجد نفسها مباشرة في مواجهة رجال يحملون قضباناً حديدية ومِدىً بل إنها واجهت إطلاق نيران». وأردف أنه سرعان ما اتسمت الغارة «بالفوضى» وقال إنه «بعدما هبط أول جندي على الحبل لم يكن هناك من خيار سوى مواصلة الخطة».
العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ