العدد 2899 - الجمعة 13 أغسطس 2010م الموافق 03 رمضان 1431هـ

بعد مرور 10 أعوام على غرق الغواصة الروسية كورسك... أين الحقيقة ؟

يحلق طائر نورس من الحجر بأجنحة ممتدة بلا حراك فوق كتلة من الجرانيت الأسود في مقبرة سيرافيموفسكوي في سان بطرسبرغ، وهو نصب خاص بـ 118 من البحارة الروس الذين غرقوا في بحر بارنتس وهم داخل الغواصة كورسك التي تعمل بالطاقة النووية في 12 أغسطس/ آب العام 2000.

وأحد الأسماء المنحوتة هناك، هو سيرجي دودكو. وتزور والدته، صوفيا، المقبرة مراراً بقدر إمكانها. ورغم مرور عشر سنوات، فإنها مازالت لاتشعر بالارتياح لعدم تحديد أسماء الأشخاص المسئولين عن أكبر كارثة في تاريخ البحرية الروسية. وقال بوريس كوسنيتسوف، وهو محام يمثل بعض أقارب البحارة،: «فقد الغواصة كورسك كان نتيجة مباشرة للإهمال من جانب قيادة الأسطول». وأضاف: «ولكن عندما تثار مسألة المسئولية الجنائية القانونية، فإن هناك قراراً سياسياً بعدم إثارة هذه المسألة». وجرى إسقاط الإجراءات الجنائية ضد قادة البحرية الروسية قبل حلول الذكرى الأولى لغرق الغواصة. وحصلت أسر الضحايا على 720 ألف روبيل (671ر23 ألف دولار) لكل منها كتعويضات. وذكرت صحيفة «نوفايا جازيتا»، التي تنتقد الكرملين بشدة، أن هذه كانت المرة الأولى التي «تشتري فيها الحكومة صمت الأقارب». غير أن بعض الأقارب واصلوا البحث عن إجابات. وقدم رومان كوليسنيكوف، الذي لقي نجله، دميتري ، حتفه إثر غرق الغواصة، التماساً للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ لإعادة فتح تحقيق في الحادث. وعلى الأقل فإن السبب الفوري للكارثة يبدو واضحاً، فوفقاً للتقرير النهائي، الذي أعدته لجنة حكومية، فإن طوربيداً كان به خلل تسبب في حدوث انفجار. وصنف معظم التقرير على أنه سري للغاية، ومن بين الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها هو الكيفية التي وصل بها الطوربيد إلى متن الغواصة. وفي شهر سبتمبر/ أيلول العام2000 وفي معرض رده على تساؤل بشأن ما حدث للغواصة كورسك، اكتفى الرئيس الروسي، آنذاك، فلاديمير بوتين بالقول: «إنها غرقت». وكانت المأساة قد بدأت صباح يوم سبت عندما سجل علماء زلازل انفجارين تحت الماء في بحر بارنتس شمال شرق مورمانسك. ولم يتم القيام بعمليات البحث عن الغواصة «كيه- 141 كورسك» ، التي كانت واحدة من أحدث السفن في البحرية الروسية، إلا بعد ذلك بـ 12 ساعة. وفشلت جهود الإنقاذ الروسية بعدها بسبب المعدات غير المناسبة. ولـ «أسباب تتعلق بالسرية»، لم يقل الزعماء الروس أي شيء عن غرق السفينة إلا بعد مرور يومين. ولم يعطوا أية معلومات لأقارب أفراد طاقم السفينة وذكروا حتى في البداية أن البحارة بخير. وبسبب مخاوف من التجسس، رفضت روسيا في البداية عروض المساعدات الأجنبية. ومرت أيام قبل أن تقبل مساعدات من النرويج وبريطانيا. وتم اكتشاف الحطام وجثث أفراد الطاقم على عمق 110 أمتار. ونحت على النصب الجرانيتي عبارة «لاتيأس» ، وهي جزء من ملاحظة كتبها الليفتنانت كابتن دميتري كوليسنيكوف بينما كان محاصراً في إحدى حجرات الغواصة الغارقة. ومع ذلك، تملك اليأس من والده. وسحب رومان كوليسنيكوف التماسه المقدم لمحكمة ستراسبورغ لأسباب مالية. وترى صحيفة «نوفايا جازيتا» أن «الحقيقة لن تكشف على الإطلاق».

العدد 2899 - الجمعة 13 أغسطس 2010م الموافق 03 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً