افتتح رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند" ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود أمس مركز التميز الإقليمي الأكاديمي لتنمية رواد الأعمال وإنشاء وتطوير المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، كما تم توقيع اتفاق العمل بين برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند" والمركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال، في مقر الجامعة العربية المفتوحة بمملكة البحرين.
وعرضت رؤية المركز والأهداف المرجوة كالتالي تخطيط وتنفيذ البرامج الأكاديمية والمهنية وورشات العمل والندوات المتخصصة للتثقيف العام والتعليم في مجال تنمية رواد الأعمال والتمويل المصغر، وتطوير المناهج والمواد التعليمية الإلكترونية في مجال تنمية رواد الأعمال باستخدام مختلف الوسائط التعليمية الإلكترونية لتطبيقها في جميع برامج الجامعة العربية المفتوحة، وربط رواد الأعمال المحتملين ضمن شبكة مركز التمييز الإقليمي الأكاديمي ببرامج التنمية المصممة لهم لدى المركز العربي الإقليمي لتنمية وتدريب رواد الأعمال والاستثمار، والتي تعتمد على التدريب والإرشاد وخدمات الدعم الفني والمالي في المجال، واستغلال أفضل الخبرات والممارسات في مجال تقنية المعلومات والإيصالات لتطوير أنظمة التعليم الالكتروني المستخدمة في هذا المجال.
وقال مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة بالمملكة سمير فخرو "إن مركز التميز الإقليمي متخصص في الشئون الأكاديمية كقضية التوعية والتدريب وتدريس المناهج والاهتمام باحتياجات المدارس والجامعات، واحتياجات المجتمع"، واعتبره رابطة خير وبداية انطلاقة جديدة لتحقيق أهداف التنمية وخدمة المجتمع العربي، وربطا وتشبيكا بين عدة جهات مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند".
وأشار فخرو إلى أن المركز سيركز على التمويل المصغر وتأكيده ارض الواقع والحرص على الاعتماد التعليمي الالكتروني، إذ يتجاوز الحدود ويجمع الناس في مختلف الأماكن ويسهل ويبسط المفهوم عليهم، وهذا النوع من التطبيقات الجديدة، فالتعليم الالكتروني باستخداماته المتعددة لرفع مهارات أو زيادة المفاهيم ضروري جدا ليكون هناك انتفاع بين المستفيدين وبين مقدمي الخدمات.
وأوضح المدير التنفيذي في "أجفند" ناصر القحطاني أن هناك لجنة توجيه عليا للإقراض متناهي الصغر هدفها العام دعم وتعزيز وتقديم الخدمات المالية والفنية والاستشارية لشريحة أكبر من سكان المنطقة في مجال الاقتراض الصغير متناهي الصغر لتحقيق الهدف الأول المتمثل بخفض نسبة الفقر إلى النصف بحلول العام ،2015 عبر آلية الإقراض الصغير ومتناهي الصغر، وتمثل اللجنة تحالفا لمؤسسات ومنظمات تنموية وتعليمية تعتمد على أن تكون قاعدة للتجديد والتحديث في مجال تطوير برامج التعليم والتدريب ونشر الوعي بشأن نمط التمويل.
وكشف القحطاني بعض الأهداف ومنها ربط آليات التمويل والتدريب والمشورة في الوطن العربي على غرار تجربة البحرين، وإعداد مركز التميز للمنشآت متناهية الصغر والصغرى والمتوسطة وتطوير الريادة في الجامعة العربية المفتوحة بدءا من فرع الجامعة بالبحرين والعمل على تصميم وتقييم وتطوير برامج الأعمال والاستثمار والتعليم ونشر الوعي بشأن التمويل المتناهي الصغر، وتسهيل رواد الأعمال المحتملين وذوي القدرات ودعمهم من خلال التدريب والاستشارات وخدمات الدعم، ومجموعة أوسع من الخدمات كالتعرف على فرص الاستثمار وتحليلها لإقامة المشروعات وإجراء أبحاث السوق وجمع المعلومات.
وأوضح فخرو أن التمويل المصغر يستهدف مجموعة الأفراد الذين بحاجة إلى أن يبنوا قدراتهم وخبراتهم وينشئوا مشروعات ويعتمدوا فيها لقمة العيش، ويدخلوا القطاع الخاص ويطلعوا على أصوله، ويتم تدريبهم على ذلك، والتمويل هو المبلغ الذي يقدم للأفراد ليبدأوا حياة جديدة في التنمية. وهناك الكثير من الناس كانوا صغارا فأصبحوا كبارا، لديهم إمكانات ومواهب، وكثير من الناس لو تعلموها عن أصول ووجدوا من يدعمهم ويتابعهم لتجنبوا الكثير من الأخطاء والصعوبات والمعوقات.
وأكد فخرو أن دور الجامعة هو تأكيد جانب التوعية للمجتمع وقطاعاته المختلفة، والنظر إلى كيفية إنشاء وتطوير العمل وتنميته، وإرشاد رواد الأعمال، وتدريب المدرسين في الأمم المتحدة... كل هذا بحاجة إلى عمل لقيادة الدورات ومتابعتها، وعملت الجامعة منبرا للتعليم الالكتروني ووضعت فيه كل المواد المرجعية والتعليمية. لتسهل عملية المتابعة بعد الدورات وإعطاء جرعات والتمهيد لاستقباله من الجمهور العربي عبر دعم برامج التوعية والتدريب وتقوية فهم الجمهور بهذه البرامج والأنشطة وهي مهمة جدا لأنه مهما كانت الخدمة متميزة من دون فهم، فمن الصعب تحقيق أهدافها.
وأوضح فخرو أن أهمية المنبر الالكتروني للحوار تتجلى في تجاوز الحدود الجغرافية، ويفتح الحوار بين المتدربين والمدرب وبين المتدربين أنفسهم، ويتم من خلاله تأصيل المفهوم، وتكون هناك متابعة وليس التوقف عند اخذ دورة فقط، وإنما إعطاء دورات أخرى كجرعات مدعمة لترسيخ ما تم تعلمه. ونأمل بعد المركز الإقليمي أن تكون هناك مراكز شبه إقليمية فرعية في مختلف المناطق.
وفي سؤال لفخرو عن النتائج قال: "النتائج كبيرة، مثلا انطلقت لدينا دورة مرشدي رواد الأعمال، وأصبح بينهم تواصل، وارتبطوا مع المدربين وأصبحت لديهم علاقات شخصية وتواصل مستمر في المنتديات الحوارية لتبادل المعلومات والمعرفة وطرح تجاربهم الشخصية لإطلاع الآخرين عليها للاستفادة. وان المنتج الأكاديمي لا يمكن أن تكون له فائدة من دون دورات حقيقية يقوم بها المركز العربي الإقليمي كمكمل يؤكد عنصر المتابعة والتفاعل بين المشتركين والمتدربين.
وتطرق فخرو إلى ان الاتفاق الذي وقعه برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند" والمركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال، هو منظومة شاملة بينهم قرروا فيه التعاون والاستفادة من تجربة دولة البحرين الناجحة في مجال الاعمال، ووضع جانب التوعية والخروج بمشروع يصب في عملية التنمية. وأن أهميته تقنين ما تم تبنيه، فكل شيء يخرج لابد من يتبناه ليكون حقيقة على ارض الواقع.
وذكر فخرو ان الاتفاق مهم ومؤثر على الاقتصاد المحلي، إذ كان دور المركز تحقيق الاستفادة، والمسألة هنا تأكيد القروض أو التمويل المصغرة كأساس لبناء قدرات الأفراد، لكونه يبني المؤسسات الصغيرة عماد أي اقتصاد في العالم. والمشروع يمد جذوره إلى داخل الأرض نفسها وتنميتها، وتحقيق اعتياد الأفراد على بعضهم بعضا وتحولهم من منطق الاستهلاك إلى منطق الإنتاج.
ومن جانبه، قال الأمير طلال "ان هذا البلد "البحرين" تقدم في مجالات متعددة وسبق كثيرا من الدول العربية في التعليم". وقال ان اهمية هذا المشروع يعرفه كل من "يدرك أهمية التعليم عن بعد"، مشيرا الى انه تم التغلب على الصعوبات الكثيرة، وتمكن المشرفون على المشروع من فتح الكثير من الفروع في البلدان العربية، وتم تعزيز ذلك من خلال التعاون الوثيق مع اعرق الجامعات في العالم. وقال "نحن ندعو الى المراقبة والمساءلة، على مستوى الدولة والمؤسسات الاهلية، ونحن لدينا 19 الف طالب من شتى الدول العربية، وكنا نخشى من تراكم الطلاب على حساب الجودة، ولكننا سعينا الى المحافظة على اعلى المستويات، الى الدرجة التي وجد بعض الطلاب بان ما لدينا أفضل مما هو متوافر في أميركا"، مشيرا الى ان كلف الدراسة ارتفعت في بلدان مثل بريطانيا التي رفعت سعرها الى نحو 16 ألف جنيه على الطالب الوافد، بينما يوفر التعليم المفتوح التعليم بكلف أقل بكثير من ذلك.
واعتبر الأمير طلال ان افتتاح مركز التميز الإقليمي الأكاديمي لتنمية رواد الأعمال في البحرين سيعتمد كنقطة انطلاق الى المناطق الاخرى، مشيرا الى ان مركزا آخر سيفتتح في عمان، وان الاسلوب ذاته سيتم اتباعه. وأشاد الامير طلال بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي فسح المجال لتطوير مثل هذه المشروعات الاستراتيجية، معتبرا الدعم الملكي هو الحافز الاساسي لاتخاذ البحرين منطلقا لاعمال رائدة في المنطقة
العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ