قالت مديرة إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات في المؤسسة العامة للشباب والرياضة أمل الدوسري "ان الهدف من وراء تنظيم مسابقة قصص الأطفال هو الإسهام ولو بقدر بسيط في حركة تأليف قصص الأطفال في مملكة البحرين، وذلك بتقديم الحوافز المادية والمعنوية، وبالاهتمام بالمشاركين في مثل هذه الفعاليات لتشجيع الكتابة المتمكنة والمتخصصة الموجهة للطفل، بالإضافة إلى تشجيع من لديهم الموهبة من المبتدئين أو الذين لم تتح لهم فرصة نشر أي من أعمالهم، والذين يرغبون في مواصلة مشوار الكتابة من باب الهواية وصولا إلى تحقيق الاحتراف، متمنية استمرار العطاء لبناء صرح شامخ قوامه طفل قارئ".
جاء ذلك أثناء حفل تكريم المشاركين في مسابقة قصص الاطفال الأولى في فندق "نوفوتيل" أمس.
المحرق - عزيز الدلال
تحت رعاية رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد بن خليفة آل خليفة، كرمت إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات بالتعاون مع "الوسط" المشاركين في مسابقة قصص الأطفال في حفل خاص عقد أمس في فندق نوفوتيل. وأشارت مديرة إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة أمل الدوسري إلى ان إدارة الطفولة وانشطة الفتيات "قامت بداية بتحديد أهداف رئيسية تطمح إلى تحقيقها من خلال تنظيم هذه المسابقة، احدها الاسهام ولو بقدر بسيط في حركة تأليف قصص الأطفال في مملكة البحرين، وذلك بتقديم الحوافز المادية والمعنوية، والاهتمام بالمشاركين في مثل هذه الفعاليات لتشجيع الكتابة المتمكنة والمتخصصة الموجهة للطفل، بالإضافة إلى تشجيع من لديهم الموهبة من المبتدئين أو الذين لم تتح لهم فرصة نشر أي من أعمالهم، والذين يرغبون في مواصلة مشوار الكتابة من باب الهواية أو مضيا باتجاه الاحتراف".
وقالت الدوسري ان عدد المشاركين بلغت 35 شخصا قدموا 38 قصة للاطفال، وهذه تعتبر من أكثر المشاركات التي شهدتها المسابقة المماثلة في السابق. كما كان ملاحظا العدد الكبير من صغار السن الذين ابدعوا في كتابة القصص، مما يشير الى حجم الابداع المتوفر في المجتمع.
وأكدت الدوسري ان المبادرة بدعوة "الوسط" كشريك وحليف في هذه الفعالية "نابعة من عمق الإيمان بان تتضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والأهلية، باعتبار ذلك مفتاحا من مفاتيح العمل الناجح والمستدام"، مشيرة إلى ان "الهدف الأول والأهم من هذه المسابقة هو تنمية القراءة لدى الأطفال، وذلك لما للقراءة من أثر في تنمية شخصية الطفل وصقلها وإثراء خياله وتحفيز مخيلته وإغناء لغته".
وأوضحت الدوسري انه على رغم أهمية القراءة، بأية لغة كانت، فأنها انحسرت بصورة مخيفة في السنوات الماضية، حتى انه أصبح من النادر جدا مشاهدة طفل أو شاب يقرأ كتابا، إذ أصبح شراء الكتب موسميا يقتصر على وقت انعقاد معرض الكتاب السنوي، كما ان زيارة الأطفال للمكتبات العامة يكاد لا يذكر، وذلك بحسب الدراسة التي أعدتها الإدارة في العام ،2003 والتي اشتملت على مسح ميداني لمكتبات المدارس الابتدائية والمكتبات العامة الرئيسية في المملكة، مشيرة إلى ان نمط الحياة العصرية أسهم في العزوف عن القراءة لوجود البديل الجاذب من وسائل الترفيه سواء في وسائل الإعلام المرئية، وفي توفير الألعاب الالكترونية، والتي لا يكاد أي منزل أن يخلو منها، وبأسعار أصبحت في متناول الجميع، هذا بالإضافة إلى دور السينما وأماكن الترفيه الأخرى حتى أصبح الكتاب في آخر هذا الرهط من الوسائل المتاحة.
كما أشادت ببرنامج "كتاب لكل طفل" الذي تفضلت بتدشينه سمو الشيخة هالة بنت دعيج آل خليفة لسنتين على التوالي، إذ وفرت من خلاله أكثر من عشرة آلاف كتاب في مجالات متعددة تهافت عليها آلاف من الأطفال، موضحة ان ذلك يشجع على الخوض برعاية فعالية أخرى لتشجيع القراءة، وذلك عن طريق القصص المرتكزة على القيم والبيئة الحضارية العربية، داعية المؤسسات، وبالخصوص التعليمية منها إلى الاتجاه نحو تأسيس القراءة وترسيخها، وذلك بتخصيص حصة أسبوعية واحدة على الأقل للقراءة والعمل على توفير الكتب بمختلف الموضوعات الجاذبة للأطفال، وتنظيم الأنشطة الأخرى المصاحبة، وبالخصوص في مرحلة التعليم الابتدائي ومرحلة ما قبل المدرسة.
توجهت الدوسري بالشكر لصحيفة "الوسط"، وعلى رأسها رئيس التحرير منصور الجمري، كما تقدمت بجزيل الشكر لأعضاء لجنة التحكيم من الكتاب، وهم إبراهيم بشمي، وعبدالقادر عقيل، وخلف أحمد خلف، كما شكرت جميع المشاركين، راجية ان يستمر العطاء لبناء صرح شامخ قوامه طفل قارئ.
من جانبه، أكد رئيس تحرير "الوسط" منصور الجمري ان هذه الفترة الحساسة لدى الطفل هي التي تحدد مستقبل الأمم، فكل الأفكار والقيم والمبادئ والأخلاق التي يتعلمها الأطفال هي نتيجة قراءة القصص، ومشاهدة البرامج التمثيلية والمسلسلات الكرتونية التي يتم تحويلها من شخصيات مكتوبة، مشيرا إلى ان كوريا الجنوبية التفتت إلى ذلك، واعتبرت رسميا ان الثقافة قطاع اقتصادي رئيسي، يحسبون من خلاله العوائد والأرباح العائدة عليهم منه، وهذا ما ساعد في تطوير محتواها، مؤكدا حاجتنا إلى احترام الثقافة، وخصوصا ان مملكة البحرين من أكثر الدول الخليجية المؤهلة في هذا المجال.
وقال عضو لجنة التحكيم ابراهيم بشمي إن هذه المسابقة تذكر بمسابقة مركز سلمان الثقافي التي توقفت منذ خمسة أعوام، والتي تعتبر من التجارب المهمة في ثقافة الطفل، مؤكدا ان هذه الشراكة الثقافية بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة، و"الوسط" في تبني هذا المشروع تساهم بشكل فاعل في تنمية ثقافة الطفل، مشيرا إلى وجود تقصير من قبل الدولة في هذا المجال، إذ لا يوجد توجه رسمي استراتيجي للأطفال في مملكة البحرين.
وقال بشمي ان "المواطن الجاهل هو اكبر عدو للدولة، وان مكافحة الجهل تبدأ من خلال الالتفات الى الطفل والثقافة التي يستلمهما منذ صغره".
وأكد ايضا عضو لجنة التحكيم عبد القادر عقيل اهمية المسابقة الثقافية لاصدار قصص للاطفال، مشيرا الى انه واعضاء لجنة التحكيم بدأوا في هذا المجال منذ العام ،1983 ولكن المشروع تعثر لاحقا. واشار الى انه على رغم كل جهود مركز سلمان الثقافي فإنه لايمكن الاستغناء عن التحالف مع مؤسسات المجتمع، مثل صحيفة "الوسط"، من اجل الصعود بالعطاء الثقافي للاطفال. وأمل ان تشهد الاعوام المقبلةتركيزا أكثر على مختلف الفئات العمرية، بحيث يتم تخصيص المسابقات لكل فئة على حدة لكي نتحاشى التعميم في مستوى الطرح الذي يجب ان يتنوع ويتخصص بحسب فئات الاعمار للاطفال.
بعدها، قامت مديرة إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة أمل الدوسري، ورئيس تحرير "الوسط" منصور الجمري بتقديم الجوائز والشهادات على الفائزين والمشاركين في المسابقة.
وفاز بالمركز الأول، إبراهيم سند، وبالمركز الثاني أمل طوقان، وبالمركز الثالث سعيد محمد، كما تم تكريم لجنة التحكيم.
وقال الفائز بالمركز الأول في هذه المسابقة إبراهيم سند ان "هذه هي المبادرة الأولى لتنظيم مثل هذه المسابقة التي يشارك فيها الكتاب من جميع الأعمار، وتكون القصة موجهة للطفل"، مشيرا إلى ان مركز سلمان الثقافي كان في السابق ينظم مسابقة، ولكنها من قبل الطفل للطفل، مؤكدا ان هذا التوجه الجديد يعتبر نقلة نوعية بالنسبة للاهتمام بثقافة الطفل بالبحرين، متمنيا ان يشارك جميع الكتاب البحرينيين في الدورة الثانية، وبالخصوص رواد كتابة الاطفال في البحرين، لان الأطفال بحاجة لنتاجهم الثقافي الغزير، كما انهم بحاجة للتعرف على الكثير من النماذج الابداعية المختلفة، مضيفا ان هذه المبادرة تعتبر فرصة لكسر حواجز التردد والخوف لدى الكتاب في البحرين من الدخول في عملية الكتابة لدى الطفل، فليس هناك ما يخيف، وليس هناك سبب يمنع الكاتب من ايصال افكاره إلى جمهور الأطفال الذي يعتبر أوسع جمهور متطلع للثقافة على صعيد الساحة الأدبية.
ثم تحدث عن قصته الفائزة بالمركز الأول في هذه المسابقة، وهي قصة "الزمرور الضاحك"، مشيرا إلى انها من قصص الأطفال الموجهة للأطفال في الفئة العمرية من 6 إلى 9 أعوام، وبطل القصة شخصية قد تكون معروفة لدى الكبار، لكنها مجهولة عند الصغار، والقصة تتركز على أهمية التعاون والتخلص من نزعة الانانية لدى الانسان، وكذلك تبين المصير المأزوم الذي يمكن ان يقوده طريق التفكير في الذات بعيدا عن التفكير في مصلحة الأصدقاء، مؤكدا ان القصة تتميز ببساطة الأسلوب وانتقاء الكلمات القريبة من القاموس اللغوي بالنسبة للطفل مع استخدام بعض الصور الخيالية التي تلامس جوانب ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه.
من جانبها، أشارت الفائزة بالمركز الثاني أمل طوقان إلى ان هذه أول تجربة تقوم بنشرها، وهي قصة "سعد الزرزور"، والتي تهدف من خلالها إلى ايصال القيم والعبر والمعاني للأطفال، ولكن بطريقة غير مباشرة، وكذلك تذكير الطفل بنعم الله عليه مثل العقل والماء، وارشاده إلى الطريق الصحيح من خلال القصة، وجعله يحس بالعائلة من حوله، وان يعرف ان هناك امورا صغيرة، ولكن أثرها كبير، مؤكدة ان ذلك كله بهدف تنمية ثقافة الطفل والارتقاء بالمجتمع.
الفائز بالمركز الثالث سعيد محمد "رئيس قسم التحقيقات في صحيفة "الميثاق" وإعلامي في المحافظة الشمالية" تحدث عن قصته الفائزة التي حملت عنوان "قطرات المطر الطيبة"، وتحدث عن ربط الجوانب العلمية بظاهرة الامطار والسحب وتكونها وارتباط كل ذلك بقيم الخير، حيث تنزل ثلاث قطرات من المطر الى الارض، وكل قطرة تنزل في جهة معينة بحيث يقدمن المساعدة للكائنات. وأكد ضرورة استمرار تنظيم هذه المسابقة، لانها تعتبر الاولى على مستوى مجلس التعاون، ونحن في البحرين لدينا القدرات التي تحتاج الى ابراز، بعد ان افتقرت مكتبتنا البحرينية للانتاج المتجدد في ادب الطفل"
العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ