في خطوة هي الأولى من نوعها قامت سفارة الجمهورية الفرنسية في المنامة أمس بدعم نشاط ثقافي فرنسي - بحريني على المستوى الأهلي، وذلك عبر توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين المعهد الفرنسي في مراكش والملتقى الثقافي الأهلي.

وفي هذا الصدد أوضح رئيس الملتقى الثقافي الأهلي الشاعر علي عبدالله خليفة لـ "الوسط" ان توقيع المذكرة بين المعهد المذكور والملتقى سيعزز أوجه النشاط الثقافي المتمثلة في اقامة برامج منظمة تقام بصورة مشتركة بين المنامة ومراكش.

وأضاف ان الثقافة الفرنسية تعد درة الثقافات الأوروبية، موضحا أن التعاون سيشمل مجالات الثقافة كافة الى المشاركة في مهرجان الشعر العالمي الذي يحظى بشعبية دولية واسعة.

ونوه خليفة بان هذا التعاون لا يعد الأول على مستوى نشاط الملتقى بل انه الثاني اذ كان هناك تعاونا آخر بدأ مع اتحاد الكتاب الاردنيين في وقت سابق.

من جانبها، قالت مديرة المعهد الفرنسي في مراكش سوناي واد "ان مذكرة التفاهم تنقل تجربة ناجحة قائمة حايا في المغرب، اذ يعقد مهرجانا سنويا يسمى "ربيع الشعراء" في مارس / آذار من كل عام ويحضره نخبة من الشعراء الاروبيين والعرب، الذين يلقون شعرهم بلغاتهم على انغام الموسيقى رفيعة المستوى".

وقالت واد "لقد سمعت الكثير عن البحرين، وهو بلد له ثقافة متميزة، والتعاون فيما بيننا سيوضح الجوانب المشرقة للانسانية التي تستطيع ان تتفاهم فيما بينها عبر الشعر والموسيقى والفن".

وكان خليفة أحد الشعراء البحرينيين الذين شاركوا في مهرجان الشعر العالمي الذي نظمه المعهد الفرنسي في مراكش في مارس الماضي، ونشأت حينها فكرة التعاون بين الجانبين.

وجاء في مذكرة التفاهم التي وقعت يوم أمس "يرغب الملتقى الثقافي الأهلي بمملكة البحرين والمعهد الفرنسي بمدينة مراكش بالمملكة المغربية برعاية من السفارة الفرنسية بمملكة البحرين في التأسيس لعلاقات تعاون مشترك في المجال الثقافي عموما وفي مجال تنظيم وإقامة مهرجان الشعر العالمي خصوصا. ولتنظيم هذا التعاون المشترك اتفقا على توقيع مذكرة تفاهم مشترك بينهما كمظلة عامة تكون فاتحة للتفكير في برامج وأنشطة مشتركة يتبادل من خلالها الطرفان الخبرة لخدمة الثقافتين العربية والفرنسية وتوسيع أفق التفاعل الحضاري المشترك بينهما".

ويمثل الملتقى الثقافي الأهالي رئيس مجلس الإدارة علي عبدالله خليفة، وتمثل المعهد الفرنسي بمراكش مديرة المعهد سوناي واد.

وقد اتفق الطرفان على تبادل "الرأي والمشورة فيما يخص مشاركة شعراء من البحرين في مهرجان الشعر العالمي، كما يقدم الملتقى الثقافي الأهلي خبرته في اختيار شعراء من الخليج والوطن العربي".

كما اتفقا على "اقتراح مجموعة من الأنشطة وعرضها على الطرف الآخر مع تحديد كلفتها المالية والتزامات كل طرف على حدة وتحديد آليات وزمان ومكان تنفيذها". وان "على كل طرف دراسة مقترحات الطرف الآخر خلال شهر من تسلمها والرد بوجهة نظره محددا الإمكانات المادية والفنية القادر على تقديمها للمشاركة".

وقالت المذكرة ان "تنفيذ المشروعات المشتركة يجب ألا يقل عن مشروع ثقافي واحد بالسنة، مرة بالبحرين ومرة بمراكش بالمملكة المغربية"، وان "يعمل كل طرف على التعريف بجهود وأنشطة الطرف الآخر في محيطه وأن يفتح كل منهما للطرف الآخر آفاق تعاون مشتركة مع الأطراف الواقعة في نطاق اتصالاته"