طالب خريجو الطب من جامعة خاركوف الأوكرانية وزارة الصحة بتدريبهم سنة الامتياز في مجمع السلمانية الطبي.

وعبر الخريجون البالغ عددهم قرابة 11 خريج طب عن أملهم في دعم رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المعروف بدعمه لأبنائه الطلبة وتكريمهم في المحافل السنوية.

وتأتي مخاوف خريجي «خاركوف الأوكرانية» استمراراً لمخاوف خريجي الطب البحرينيين من الجامعات العربية في الأردن ومصر والأجنبية الأخرى الذين صُدموا منذ عام بقرار وزارة الصحة بعدم السماح لهم بأخذ سنة الامتياز في مجمع السلمانية الطبي الأمر الذي أثار موجة استياء وإحباط بين صفوفهم.

وقال الخريجون: «جامعتنا «خاركوف» لا تُدرب الامتياز إلا للأوكرانيين، وقد عرضنا مشكلتنا على وكيل وزارة الصحة عبدالحي العوضي وقال إنه يُحاول تذليل العقبات، وفي يوليو/ تموز الماضي اجتمع معنا ونحن نشكره على مبادرته بالجلوس معنا والاستماع لمعاناتنا مع عدد من خريجي الطب من الجامعات الأخرى خارج البحرين وكان معنا في الاجتماع أربعة سعوديين يدرسون في جامعة الخليج العربي طلبوا من الوكيل السماح لهم بتدرب الامتياز في البحرين على رغم أن وزارة الصحة نسقت لتدريبهم في وطنهم «المملكة العربية السعودية» حتى توفر شواغر للبحرينيين».

وأوضحوا «يبلغ عددنا نحو 11 طالب طب من جامعة خاركوف الطبية في أوكرانيا، إذا لم تتمكن وزارة الصحة من استيعابنا في أغسطس/ آب الجاري بإمكاننا أن ننتظر حتى مارس/ آذار المقبل، دفعنا طوال سنوات دراستنا أكثر من 36 ألف دينار خلال ست سنوات قضيناها في الغربة والبعد عن الأهل، فضلا عن المشكلات الكثيرة التي عانينا منها في أوكرانيا بسبب اختلاف الثقافة واللغة وبُعد المناطق عن بعضها وبُعد الجامعة عن السكن ونضطر إلى استعمال المواصلات والوقوف ساعات طويلة في المحطات تحت الثلوج ودرجات الحرارة المنخفضة والبرد القارس والانتقال عبر سبع محطات حتى نصل إلى الجامعة والأماكن الأخرى ومشاكل أخرى كثيرة عانينا منها في سبيل إكمال دراستنا للطب وخدمة وطننا الغالي».

وذكر عدد من خريجي الطب من جامعة «خاركوف» الأوكرانية: «قبل أقل من عام عرفنا أن وزارة الصحة لن تقبل تدريبنا الامتياز في مجمع السلمانية الطبي وإنه بحسب الوزارة يجب أن نقضيها في الدولة التي تخرجنا منها، كُنا في أيام الامتحانات عندما عرفنا ذلك وهو ما أدى إلى حالة من الإرباك والقلق عشناها في أيام امتحاناتنا».

وأوضحوا «عرفنا أنه ستكون الأولوية لتدريب طلبة جامعة الخليج العربي سواء البحرينيين أو غير البحرينيين في مجمع السلمانية الطبي، وأنه سيتم استثناء خريجي الجامعات الأخرى الذين يتعين عليهم - بحسب التعميم - التدرب للامتياز في جامعاتهم نفسها، وهذا التعميم جاء مُخيبا لآمالنا وتطلعاتنا، وجعلنا نعيش كابوسا مخيفا ومؤرقا، فقد كان مُفاجئا إذ شكّل مفاجأة غير محسوبة وصدمة قوية خاصة لنا ونحن على أبواب التخرج».

وأضافوا «لقد ضيق ذلك الخيارات أمامنا في البحث عن بدائل أخرى ملائمة إن توافرت وألقى كل ذلك بظلاله على مسارنا الدراسي واستقرارنا النفسي بعد طول معاناة من الصبر والغربة وانتظار مرحلة ولحظات العودة السريعة لخدمة الوطن».

وبسؤالهم عما إذا كان بمقدورهم تحضير الامتياز في أوكرانيا أفاد الخريجون «نظام التدريب لسنة الامتياز بحسب القانون المتبع في أوكرانيا يقتصر على المواطنين الأوكرانيين فقط، وهو الأمر الذي يزيد وضعنا تعقيدًا وغموضاً، وسؤالنا إلى وزارة الصحة: ما هو الحل؟ وكيف السبيل إلى الخروج من هذا النفق المظلم؟ وهل توافق وزارة الصحة بأن يتدرب طالب الامتياز في جامعة أخرى أو دولة ثالثة سواء عربية أو أجنبية كخيار آخر في حال توافره؟ مع تأكيدهم على أهمية أن يتم تحضير الامتياز في البحرين كحق مكتسب وخيار وحيد أمام طلبة الامتياز».

وتابع الخريجون «إن تحضير الامتياز في الخارج، تكتنفه الكثير من الصعوبات، منها اختلاف أنظمة العمل وبرامج التدريب، والإجراءات المطبقة والمتبعة في الدول الأخرى، فضلاً عن اختلاف التقنيات والتجهيزات والأجهزة الطبية التي يعمل عليها الطلبة، عما هو متبع ومتوافر في البحرين، ما يؤثر كل ذلك على إلمام الطلبة بهذه الأنظمة والأجهزة والتقنيات، وبالتالي غياب مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع ويخلق صعوبة في اجتياز امتحان مزاولة مهنة الطب».

ونوهوا إلى أنه «حتى الأمراض التي تنتشر في البحرين تختلف عن تلك المنتشرة في أوكرانيا بحكم طبيعة الطقس وأمور أخرى كثيرة، إذ تنتشر هناك الأمراض الصدرية نتيجة انخفاض درجات الحرارة على سبيل المثال لا الحصر، بينما لا نجد هناك مرضى بالسكلر مثلما هو موجود في البحرين».

وواصلوا «في الوقت الذي يؤكد مسئولو وزارة الصحة أن القرارات التي تطبق على الطلاب الدارسين في الخارج تطبق على الطلاب الدارسين في داخل البحرين، بحيث يخضع الجميع لامتحان الوزارة والتقييم الذي تشترط اجتيازه للتوظيف، وهذا أمر نقبله ونطالب به تمامـًا بحسب قولهم، وهو ما يؤكد ويحتم في المقابل، ضرورة تحضير الامتياز داخل البحرين والتدرب على معايير وأنظمة واحدة، على قاعدة تكافؤ الفرص أمام الجميع أيضا».

وبين طلبة الطب البحرينيون خريجو أوكرانيا «من مفارقات تعميم وزارة الصحة أنه جاء متناقضا مع القواعد العامة للدستور التي تحث على تحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، ومتعاكسا في نفس الوقت مع رؤية البحرين المستقبلية 2030، التي تعتبر الإنسان البحريني واحتضان الكفاءات الوطنية المرتكز والغاية لطموحات الرؤية، ومبادئها الأساسية الثلاثة، التي يتعين الاسترشاد بها في مسيرة المملكة، والمتمثلة إحداها في العدالة بما تعنيه من معاملة الجميع بالتساوي بموجب القانون وإعطاء الجميع فرصا متكافئة».

وأشاروا إلى أن هذا التعميم أثار استياء بين أوساط الأطباء والاستشاريين ووصفوه بأنه غير دستوري ويخالف توجيهات جلالة الملك، مطالبين بإلغائه.

وقال الخريجون «نحن على ثقة كبيرة في المسئولين بوزارة الصحة، وأملنا كبير بتفهمهم للظروف والأوضاع التي نعيشها ونأمل مبادرتهم إلى إعادة النظر في القرار والتعميم، والبحث عن حلول أخرى مناسبة وملائمة تنهي معاناة أولياء الأمور وأبنائهم من طلبة الطب الدارسين في الخارج، حتى لا يبقى مصير هذه الكفاءات من أبناء الوطن معلقا يكتنفه الغموض والضياع».

ودعا الخريجون جمعية الأطباء البحرينية التي لم تتوان عن التحرك وإعلان موقفها الرافض لهذا التعميم إلى مواصلة جهودها المخلصة بما تملكه من كفاءات وخبرات لتقديم العون والحلول الناجعة لتذليل كل العقبات أمام مجتمع الأطباء، وتعزيز قدراتهم وإمكاناتهم العلمية والعملية للمساهمة في تطوير الخدمات الطبية في مملكتنا الحبيبة بأيدي الأبناء المخلصين لهذا الوطن الغالي».

وكان طلبة الطب البحرينيون الدارسون في الجامعات الخارجية قد دافعوا عن حقهم بالتدريب سنة الامتياز في البحرين، والتقت جمعية الأطباء البحرينية في مقرها نهاية العام الماضي ومطلع الجاري نحو 24 من طلاب الطب الدارسين في الجامعات الخارجية بمعية عدد من النواب.

وعرضت الجمعية حيثيات المشكلة المتمثلة في قرار وزارة الصحة برفض تدريب سنة الامتياز لطلبة الطب المتخرجين من الجامعات الخارجية وموقف الجمعية في دعم تدريب هؤلاء الطلبة في البحرين لاكتساب الخبرة والمعرفة في بلدهم، فيما عرض الطلبة الخريجون مشكلتهم معبرين عن أملهم في أن تُعيد وزارة الصحة النظر في القرار.