من المقدر أن تستكمل 68 دولة مهمة عد أهاليها آخر هذا العام، وبهذا يتم إحصاء نصف إجمالي سكان الأرض البالغ 6.7 مليارات نسمة. لكن البرازيل، خامس دول العالم من حيث عدد السكان بنحو 195 مليون نسمة، لا تكتفي بمجرد عد أهاليها بالوسائل التقليدية، وإنما قررت إجراء أمثل تعداد في العالم وأكثره كمالاً، ومن دون ورق.

يُجرى التعداد السكاني عادة مرة كل 10 سنوات في دول مختلفة وفي أطر زمنية مختلفة. ومن بين البلدان التي تجريه هذا العام: أميركا، روسيا، الصين، اليابان، فنلندا، البرازيل، المكسيك، الأرجنتين، بوليفيا، إندونيسيا، باكستان، وزامبيا.

ويؤكد البرازيليون أن تعداد العام 2010، الذي بدؤوه في أغسطس/ آب، سيكون «الأكثر دقة والأكثر تطوراً منذ البدء في حصر عدد سكان البلاد في العام 1872 - إذ بلغ عدد الأهالي 10.1 ملايين نسمة - بل وربما في تاريخ البشرية جمعاء».

والواقع، أن هناك ما لا يقل عن أربع دول أجرت تعداد سكانها كاملاً بالوسائل الإلكترونية، وهي عُمان والرأس الأخضر وأوروغواي وكولومبيا، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان. لكن البرازيل تكتسب بعداً مهماً سواء من حيث الحجم بزهاء 194,3 مليون نسمة حالياً أو المساحة التي تمتد على نحو 8.5 ملايين كيلومتر مربع.

وبالفعل، تعتبر بيانات إجراء التعداد البرازيلي مذهلة. فيشمل المسح 58 مليون أسرة و 5،56 بلدية، ويتولي إعداده 240 ألف شخص مخصص لإنجاز مهمة التعداد وتقديم الدعم اللوجستي، و225 ألف شخص للمساعدة الرقمية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة المزودة بـ «نظام التموضع العالمي»، ونحو 8400 من أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

وسيتم نقل بيانات التعداد عبر جهاز المساعد الرقمي الشخصي إلى أكثر من 7 آلاف مركز إقليمي لجمع المعلومات في جميع أنحاء البلاد.

كما توفر الحكومة البرزيلية خيار ملء استمارة التعداد عبر شبكة الانترنت، ولكن بعد زيارة موظف متخصص لتسليم مظروف مختوم يحتوي على رمز لفتح خانات الاستبيان على موقع آمن على الانترنت.

وتقدر الكلفة الإجمالية لتعداد السكان البرازيلي على مدى أربعة أشهر بأكثر من 900 مليون دولار.

يذكر أن تعداد البرازيل يشمل أسئلة بشأن استهلاك الطاقة الكهربائية والهواتف النقالة وشبكة الانترنت والهجرة الدولية والزواج من الجنس نفسه.

وقد أنشأت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ثريا أحمد عبيد «المبادرة الخاصة لتعداد السكان» لقيادة جهود المنظمة الأممية في مجال مساعدة البلدان النامية والبلدان ذات الدخل المنخفض لإجراء لمسح السكاني للعام 2010.