قال الشيخ محمد طاهر بن الشيخ سليمان المدني، في اجتماع ضم عدداً من ممثلي أهالي ووجهاء الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية، إنَّ «كل الأسماء التي طُرحت في الصحافة أو تداولتها المجالس والألسن تعتبر لاغية، ولا أثر مترتبًا عليها، وأنَّ المرشح المعتبر (للدائرة) هو من سيخرج به المجتمعون ومن سيختارونه». وزكَّى الحاضرون في اللقاء النائب السابق محمد حسين الخياط لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي المقبل لمجلس البرلمان في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 عن الدائرة التي تضم جدحفص وما حولها، كما اختاروا عبدالعزيز يعقوب القصاب ليترشَّح للانتخابات البلدية.

وكان اللقاء الذي عقد مساء الجمعة الماضي الموافق 3 سبتمبر/ أيلول 2010 ضم عدداً من أهالي الدائرة من جدحفص والديه والسهلة وجبلة حبشي والمناطق المجاورة، وافتتح اللقاء الشيخ المدني بكلمة شكر فيها الحاضرين، وأكد «أهمية التشاور في مثل هذه القرارات، لما في ذلك من ضمانة اجتماعية مهمة».

ولفت إلى أنَّ «المشاركة في الانتخابات واجب ديني ووطني ومجتمعي، وأنَّ الموقف منها مبدئي»، مؤكدًا أنَّ «المرشَّح المختار هو مرشح المجتمعين كلهم». وحثَّ المدني «الأهالي على المشاركة بفاعلية ودعم خيارهم الذي سيخرجون عليه».

وأضاف «تأتي هذه العملية استمرارًا لتكريس عملية التشاور في اختيار المرشح التي بدأها المرحوم الشيخ سليمان المدني في انتخابات 2002 والتي فاز فيها محمد حسين الخياط الذي حالفه الحظ ووصل إلى البرلمان، واستمرَّت في 2006 وشفيق خلف الشارقي الذي لم يوفَّق في الوصول آنذاك».

ولم ترد في البيان الصادر بعد الاجتماع أية إشارة إلى جمعية الرابطة الإسلامية التي يعتبر المدني زعيماً لها، على رغم وجود رئيسها شفيق خلف الشارقي بين الحاضرين. وكان نائب رئيس جمعية الرابطة الإسلامية محمد حسين الخياط أكد أنه سيكون مرشح الجمعية في «أولى الشمالية»، نافياً بذلك ما تردد عن أن الناطق باسم الجمعية حسن المدني سيترشح عن الدائرة. وقال في تصريح لـ «الوسط»: «كانت هناك عدة أسماء مطروحة للترشح عن الجمعية في الدائرة، ونحن في الجمعية سعينا لأخذ آراء الأهالي في الدائرة، كما اجتمعت اللجنة الأهلية في جدحفص بأهالي عدد من المجمعات السكنية في المنطقة، وطُرح اسمي كمرشح للجمعية متوافقاً عليه».

وبذلك، فإن الخياط الذي يخوض الانتخابات للمرة الثانية، سيواجه مرشح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مطر مطر. وفيما توقع الخياط حينها أن تعلن الجمعية قائمة مرشحيها في الانتخابات النيابية المقبلة «خلال أيام»، لم يصدر شيء رسمي بهذا الخصوص حتى الآن، سوى ما تمخض عنه الاجتماع الأخير الذي تجنب الإشارة إلى اسم الجمعية وركز على «تشاور وإجماع وجهاء الدائرة».

أما رئيس جمعية الرابطة الإسلامية شفيق خلف فقد صرح في وقت سابق بأن جمعيته لم تحدد بعد خيارها بشأن مرشحها للانتخابات النيابية في دائرة أولى الشمالية، كما كشف أن الجمعية تأمل دعم مترشحين في 12 دائرة انتخابية، من بينهم 3 إلى 4 مرشحين من أعضاء الجمعية، لافتاً إلى أن من بين الدوائر الأساسية التي تسعى الجمعية للترشح عنها هي أولى الشمالية، وسادسة المحرق وخامسة الشمالية وسادسة الوسطى.

وتعتبر «أولى الشمالية» الدائرة الأكبر على مستوى البحرين ومن المتوقع أن تبلغ كتلتها الانتخابية في 2010 نحو (16479 ناخباً)، وهي تفوق في عدد ناخبيها المحافظة الجنوبية وتضم الدائرة مناطق عدة هي «الجزء الغربي من منطقة البلاد القديم، الخميس، جدحفص، المصلى، طشان، أبوبهام، السهلة الجنوبية، الديه، جبلة حبشي، السهلة الشمالية».

وتتداخل في هذه الدائرة قوى عديدة فهي تضم قاعدة جماهيرية لكل من تيار المرحوم الشيخ سليمان المدني، كما يمثل تيار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية «السواد الأعظم»، بالإضافة إلى بعض التيارات المقاطعة للانتخابات، وتمثل جدحفص الكتلة الحرجة في الدائرة إذ تمثل نحو 34 في المئة من عدد ناخبيها.