العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ

المزارعون الروس يعانون من خسارة محاصيلهم بسبب الجفاف

وسط احد حقوله وتحت شمس حارقة تحدث ايلشان غوميروف بحسرة عن حظه التعس لخسارته ثلثي محصوله مع موجة الجفاف والقيظ الذي يضرب منذ اسابيع تتارستان مثل كثير من المناطق الروسية الاخرى.

وقال هذا المزارع الذي يملك سبعمئة هكتار من الاراضي الزراعية وهو يتفحص سنابل القمح الهزيلة التي اجتاحها اليباس «انها كارثة»، موضحا «هذا العام لن اجني منها اي ربح ولن تكون صالحة سوى للعلف».

فمنذ اواخر ابريل/ نيسان لم ترو اي قطرة مطر زراعاته الربيعية فيما سجل الحر الشديد مستويات قياسية مع تجاوز الحرارة منذ اسابيع عدة الثلاثين درجة مئوية.

وبدأت تشققات كبيرة تغطي الارض التي عمها الجفاف في هذه المنطقة المعروفة بخصوبتها، كما شتول الحبوب الصلبة عادة لم تعد تبلغ ارتفاعها الطبيعي. وهي مصيبة جديدة تحل بهذا المزارع الذي اضطر ايضا لمواجهة شتاء قارس الى حد كبير. وقال ان «قمح الشتاء الذي زرعته قد تلف بسبب الجليد».

ويتساءل ايلشا كيف سيتمكن من تسديد ديونه. لكنه ليس الوحيد الذي يواجه هذا الوضع. «فالناس الذين يزرعون اراضيهم او يربون ماشيتهم يعانون، أكانوا من كبار او صغار المزارعين»، كما قال.

واستطرد رئيس رابطة المزارعين والفلاحين في جمهورية تتارستان الروسية كاميار بايتيمروف الواقعة على بعد 800 كلم الى شرق موسكو وعاصمتها كازان وغالبية سكانها من المسلمين، قائلا ان «معظم الفلاحين خسروا اكثر من 70 % من محاصيلهم». وبات بايتيمروف يعتمد على مساعدات الحكومة المحلية والسلطات الفيدرالية لمواجهة الوضع.

وفي الإجمال وضعت 23 منطقة في روسيا تقع معظمها في الجزء الأوروبي من البلاد في حالة طوارئ. وأعلنت وزارة الزراعة في 20 يوليو/ تموز ان موجة القيظ اتلفت حوالي 9,6 ملايين هكتار من المزروعات.

وتعد الحكومة خطة دعم للمزارعين بقيمة 40 مليار روبل (حوالي مليار يورو) بشكل قروض بفائدة مشجعة.

وقد خفضت الوزارة توقعاتها لمحاصيل 2010 بعد مراجعتها، من 95 مليون طن الى 85 مليون طن، واعلنت ان هذه التوقعات قد تتم مراجعتها مجددا في المستقبل.

والمحت وزيرة الزراعة ايلينا سكرنيك الاسبوع الماضي الى ان توقعات الصادرات قد تراجع وتخفض ايضا الى اقل من 20 مليون طن.

ويراقب المحللون الدوليون الوضع عن كثب لاسيما وان روسيا تعد من كبار الدول المصدرة للحبوب.

ولفت ديمتري ريلكو المدير العام لمعهد التوقعات الخاصة بالسوق الزراعية في معرض رده على سؤال لوكالة فرانس برس، الى ان «الاسعار العالمية ارتفعت بشكل كبير» منذ اواخر يونيو/ حزيران.

واشار خصوصا الى «اسعار القمح الروسي العادي المصدر التي ارتفعت من 165 دولارا الى 195 دولارا بسرعة كبيرة في خلال اسبوعين».

وهذه يعتبر عزاء هزيلا للمزارعين الروس الذين يصعب تعويض خسائرهم للمحاصيل رغم ارتفاع الاسعار.

وقال كاميار بايتميروف «نعم اسعار الحبوب ارتفعت لكن بمفعول ارتدادي لان اسعار المنتجات الاخرى ستزيد بصورة نسبية».

وهي مخاوف تتقاسمها السلطات الروسية التي تقر باحتمال زيادة التضخم اعتبارا من شهر سبتمبر/ ايلول

العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً