العدد 2415 - الخميس 16 أبريل 2009م الموافق 20 ربيع الثاني 1430هـ

التفاؤل الاقتصادي العالمي في أعلى مستوى

عادت قابلية المجازفة الى الارتفاع يدفعها التحسن بالشعور الاقتصادي العالمي، بحسب المسح الذي أجريناه لمديري الاستثمار لشهر أبريل/ نيسان الجاري. إن التفاؤل إزاء النمو بلغ أعلى مستوى منذ مطلع العام 2004. ثمة نسبة 26 في المئة من المشتركين بالاستطلاع يقولون إن الاقتصاد العالمي سيقوى في الاثني عشر شهرا المقبلة صعودا بحدة من 24 في المئة في يناير/ كانون الثاني.

وخلافا لما جاء في استطلاع مارس/ آذار، أخذ المستثمرون يتصرفون على ضوء التطلعات المتحسنة وانصرفوا إلى تصفية مراكزهم النزولية التي كانوا يتحصنون فيها سابقا. ثمة تباين حيوي قد حدث وهو أن تشاؤم المستثمرين بالنسبة إلى أسهم البنوك راح يتضاءل. إن نسبة المستثمرين الذين يتجنبون البنوك تغيرت بقوة في أبريل؛ إذ نزلت من 48 في المئة الى 26 في المئة. أما نسبة المستثمرين الذين يحتفظون بالنقد أكثر من المعتاد فبلغت 28 في المئة نزولا من 41 في المئة في مارس. هناك فقط 17 في المئة من المشاركين يملكون أسهما تحت المستوى المعتاد مقابل 41 في المئة في مارس. وراح مخصصو الأصول يتحولون إلى القطاعات الدورية مثل التكنولوجيا.

إن تحسّن الشعور بالنسبة إلى القطاع المالي نزع بصورة حاسمة العقبة التي تقف بوجه المداورة بين القطاعات وهذا من شأنه نشر التفاؤل على نطاق أوسع إزاء النمو ليغذي قابلية للمجازفة أكبر ويحفّز الخروج من الأسهم المحافظة والاستثمار بالأسهم الدورية.

لقد تحولت الغالبية من حال نزولية تدميرية الى حال صعودية كرهية، لكن مخصصي الأصول لا يزالون في استثماراتهم بالأسهم تحت المستوى المعتاد؛ الأمر الذي يدل على أنهم لم يتبنوا بالكامل فكرة سوق ارتفاعية جديدة.

وتستمر الصين في أن تكون منارة أمل للاقتصاد العالمي. إن مديري صناديق الاستثمار متفائلون إزاء النمو الصيني أكثر من أي وقت منذ 2003. ثمة نسبة 26 في المئة من المشتركين بالاستطلاع يعتقدون أن النمو الاقتصادي الصيني سيتسارع في الإثني عشر شهرا المقبلة مقابل 85 في المئة كانوا يتوقعون التباطؤ في زمن لا يتعدى ما قبل نوفمبر/ تشرين الثاني.

إن المستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من الانتعاش العالمي يستخدمون الصين والأسواق الناشئة أكثر من أوروبا واليابان لبلوغ ذلك.

ويعود الفضل إلى حد كبير إلى تأثير الصين في أن تكون الأسواق الناشئة المستفيدة الأولى من تحسن الشعور إزاء الأسهم؛ إذ إن نسبة 26 في المئة من المستثمرين يملكون هذه الفئة من الأصول صعودا من 4 في المئة في مارس. إن السلع، التي هي أساسية في نمو الأسواق الناشئة، تزداد شعبية. إن 4 في المئة من مخصصي الأصول يملكون هذه الفئة. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا الاتجاه منذ أغسطس/ آب من العام الماضي.

بعد الأسواق الناشئة، تأتي الولايات المتحدة كموقع استثماري مفضّل آخر. ثمة نسبة 18 في المئة من المستطلعين يقولون، إن أسهم الولايات المتحدة هي المفضلة لديهم إذا كان استثمارهم لمدة تمتد إلى 12 شهرا. إن اوروبا واليابان هما الأقل جاذبية؛ إذ إن 18 في المئة من المشاركين يقولون إنهم يبتعدون عن أسهمهما.

ويتضح من استطلاع أبريل أن المستثمرين بدأوا يخرجون من رتابة الركود الذي أدى بهم إلى اتخاذ تدابير استثمارية متطرفة بقصد الوقاية مخفضين تجنبهم للبنوك. وراح مخصصو الأصول يعودون الى القطاعات الدورية التقليدية.

وأصبحت التكنولوجيا القطاع الأكثر شعبية يمتلك أسهمها 27 في المئة من المشتركين بالاستطلاع. فقطاع الصيدلة، الذي كان مفضلا في مارس والمعتبر ملاذا تقليديا في الأسواق النزولية، شهد انخفاضا في شعبيته من 31 في المئة إلى 21 في المئة. إن 17 في المئة من المستثمرين هم تحت المعيار المعتاد في القطاع الصناعي نزولا من 30 في المئة. كما هم حياديون إزاء المواد الأولية، مقابل نسبة 10 في المئة كانت استثماراتهم تحت المعيار في مارس.

اشترك في المسح العالمي ما مجموعه 214 مديرا لصناديق الاستثمار يشرفون على توظيف 561 مليار دولار اميركي. واشترك في الاستطلاع الإقليمي ما مجموعه 181 مديرا يستثمرون 356 مليار دولار. وقد أجري المسح من 2 ابريل إلى 8 منه. وقام بالاستطلاع بنك أوف أميركا الأوراق المالية - ميريل لينش، بمعاونة شركة الأبحاث «TNS».

العدد 2415 - الخميس 16 أبريل 2009م الموافق 20 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً