على رغم أن فيلم المخرج جون مايبري الأخير الجاكيت "The Jacket" وهو الفيلم الذي تم تصويره في اسكوتلندا، وأعاد دانيال كريغ الى الأضواء ثانية، يحاول جاهدا لكي لا يبدو لمشاهده فيلما بريطانيا، إلا أنه في الوقت ذاته يقاوم أية تكتيكات وأساليب هوليوودية يمكن أن تؤهله لأن يكون أحد أفلامها.

هذا النمط الجديد من الأفلام التي تصنف على أنها أفلام اثارة ورعب ودراما نفسية، قد أصبحت أحد الأنماط الشائعة والمعتادة في السنوات الأخيرة، إذ يبدو وكأن كل ما كان يعد شذوذا وغرابة أطوار في السنوات السابقة أصبح الآن أمرا اعتياديا نعيشه بشكل يومي.

يشد الفيلم انتباهنا بقصة تحدث في أعقاب حرب الخليج التي يصاب فيها برودي الجندي برصاصة في رأسه لتعلن وفاته، الأمر الذي يطرح امكان ان يكون الفيلم متعلقا بخيالات ما بعد الموت أو بأوهام تصيب دماغه التالف. ما يحدث هو أن برودي الذي يسافر ماشيا في منطقة فيرمونت الثلجية يلتقي سائقا ثملا "كيلي لينش" وفتاة ستصبح عندما تكبر كييرا نايتلي، ثم يلتقي بعدها برجل يدعى براد رينفرو، يقتل شرطيا ويتهم جاك بالجريمة.

مرة أخرى نجد أنفسنا أمام فيلم عن شخص يتخيل انه يتخيل، أي في النقطة التي يقع عندها الجنون. يصل برودي "جاك" الى مصحة نفسية يفترض أن تخلصه من كل خيالاته وأوهامه، وهنا يعرض برودي براعته المعهودة في أداء ادوار المعتوه التي شاهدناها في أفلام مثل عازف البيـانو "The Pianist" والقرية"The Village" .

الفيلم بقدر ما هو مثير للاهتمام، لم يتمكن مخرجه من أن يلاحظ ما قام به من تمطيط لأفكار بسيطة لا تحتمل كل هذا الشد والتمديد، غير مكترث بأن دور السينما تكتظ بأفلام مشابهة من أمثال The Butterfly Effect وفيلم Donnie Darko ، وإن كان هذا الفيلم يتفوق على سابقيه في تضمينه لنظرات الانجليز الباردة، هذا عدا عن استخدامه للفكرة المعهودة عن الصراع بين الحاضر والمستقبل لمنع نهاية غير سعيدة. الفيلم ليس خيالا علميا ولا دراما، ومايبري يبدو وكأنه لم يطور أدواته للخروج عن بعض الأنماط القديمة البالية والوصول الى نمط أفلام الخيال العلمي التي تكتظ بمثل هذه القصص والأفكار.

الجاكيت

تمثيل: ادريان برودي، كييرا نايتلي، كريس كريستوفيرسون، جينيفر جيسون لي، دانيال كريغ

اخراج: جون مايبري

الفكرة: تدور حوادث الفيلم في العام ،1992 عن المريض عقليا جاك "برودي" الذي يخضع لعلاج تجريبي يجعله يتلقى بعض الأدوية ويرتدي معطفا ثم يتم ادخاله الى ما يشبه ثلاجة الموتى، ما يعطيه القدرة على السفر الى المستقبل الى العام 2007 ليتعرف هناك على امرأة غير سعيدة "نايتلي" وليتحقق من أسباب موته