تناولت صحف عربية وأخرى غربية، الوضع في سورية على خلفية ما شهدته الحدود اللبنانية - السورية والداخل السوري أيضا من مواجهات مع مسلحين عرب. ورجح البعض أن تكون هذه المواجهات تخدم مصالح سورية في الداخل وفي لبنان فيما عزا آخرون التجاوزات الأمنية الأخيرة إلى اضطراب الأوضاع في المنطقة ونشوب الحرب في العراق وتقاطع البعض بشأن اعتبار هذا التطور متصلا بمحاولة القيادة السورية لرفع الضغوط الأميركية عن النظام.
"الوطن": سورية ترفع مستوى التجهيزات الأمنية
وكشفت "الوطن" السعودية في تقرير نقلا عن مصادر سورية مطلعة ان السلطات السورية رفعت من مستوى الجاهزية والاستنفار لجميع القوى الأمنية. وعزت التجاوزات الأمنية الأخيرة إلى اضطراب الأوضاع في المنطقة ونشوب الحرب في العراق وعودة الكثير من العرب الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان حاملين معهم فكر تنظيم "القاعدة" المسلح. وإذ إنها أشارت إلى الانتشار الأمني المكثف في الشوارع السورية وخصوصا في دمشق، لم تستبعد هذه المصادر استمرار هذه الحال منعا لحدوث أية مشكلات على اعتبار ان المتابعات الأمنية تؤكد احتمال وجود فلول وبقايا لتلك الخلايا والعصابات السابقة.
"النهار": دمشق تحمي نفسها وتؤثر على الجوار
ولاحظت روزانا بومنصف في "النهار" البيروتية ان سورية على رغم الضغوط التي تتعرض لها ماضية في سياسة حماية نفسها ومصالحها وفي الوقت نفسه، إظهار قدرتها على التأثير في دول الجوار! مشيرة بذلك إلى الإجراءات الحدودية المتشددة التي تمارسها دمشق مع لبنان.
"الشرق الأوسط": المجلس الوطني السوري
في حين ذكرت معلومات "الشرق الأوسط" اللندنية، أن أقطاب المعارضة السورية في الولايات المتحدة عقدوا اجتماعات مغلقة في 18 و19 من الشهر الماضي أسفرت عن تشكيل مجلس وطني سوري من المقرر الإعلان عنه رسميا هذا الأسبوع في مؤتمر صحافي بـ "نادي الصحافة الوطني" في واشنطن.
"غلوبل إنتلجنس": المخاوف من "تحقيق الحريري"
في المقابل، نشر غلوبل إنتلجنس "مركز الدراسات الاستراتيجية والجيوسياسية" من على موقعه على الإنترنت تقريرا بشأن هذه المواجهات فربط بينها وبين مخاوف سورية سيتكشف عنها التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. واعتبرها بمثابة محاولة من قبل الحكومة السورية لطلب الرحمة من واشنطن. وأوضح ان هذا التغيير في السلوك السوري جاء في ظل مخاوف دمشق من أية معلومات قد يكشفها التحقيق في اغتيال الحريري وتؤدي إلى اتهام أحد عناصر النظام السوري في الجريمة. وزعم ان الرئيس بشار الأسد يحاول أن يجد الوسيلة لرفع الضغط الأميركي عن نظامه من خلال طمأنة واشنطن بالتعاون مع الحكومة العراقية في الوقت الذي يقوم الأسد ببعض "أعمال التنظيف" داخل النظام للتخلص من أية صلات قد تربطه باغتيال الحريري. وكشف في هذا السياق ان فريق التحقيق الدولي في اغتيال الحريري وضع لائحة بأسماء المشتبه بضلوعهم في الجريمة ومن بينهم رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق في لبنان رستم غزالة والرئيس السابق لمقر الاستخبارات في بيروت العقيد محمد خلوف ومسئول شعبة العمليات السياسية في لبنان العقيد جهاد صفطلي. بالإضافة إلى أسماء أربعة مسئولين أمنيين لبنانيين لم يذكر أسماءهم فضلا عمن وصفه برئيس قسم العمليات في حزب الله عماد مغنية. وأشار إلى ان الأسد إذ أدرك ان "قمة الثمانية" التي ستعقد في اسكتلندا قريبا ستكون "السقف المثالي" للرئيس جورج بوش لتشديد الضغوط على دمشق، بدأ يبحث عن أساليب للهروب مما يصفه الرئيس السوري بالثور الأميركي. لافتا إلى ان الأسد يخشى من أن تتخذ واشنطن إجراءات أخرى غير تجميد أرصدة مسئولين سوريين، إذا لم يباشر السوريون بتحقيق مطالب واشنطن بمكافحة التسلل على الحدود مع العراق.
"مخاوف الأسد من واشنطن"
وأضاف الفريق ان مخاوف الأسد من انهيار نظامه تحت الضغط الأميركي دفعته إلى محاولة التأكيد على براءته في جريمة اغتيال الحريري وبذل كل الجهود الممكنة لتفادي السقوط. وزعم في هذا السياق ان نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام قد يكون قدم استقالته خلال مؤتمر حزب البعث الأخير بعد علمه بتورط سورية في الاغتيال. مشيرا إلى ان الأسد لم يوافق بعد على استقالة خدام خوفا من أن يكشف الأخير عن معلومات حساسة إذا ما غادر البلاد. وزعم في السياق عينه ان الأسد أعطى الأوامر إلى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية آصف شوكت بأن يطلب من خدام ورئيس جهاز الأمن العسكري السابق اللواء بهجت سليمان البقاء على الأراضي السورية بعد اكتشاف توجه لدى الرجلين لزيارة كندا والولايات المتحدة
العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ