كشف مصدر مسئول في وزارة الصحة أن الوزارة وجهت 3000 إنذار بالغلق أو الغرامة الى صالونات الحلاقة والتجميل في البحرين خلال الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/حزيران . 2005
وقال المفتش الصحي بقسم صحة البيئة في مجموعة مراقبة صحة المياه والمؤسسات حسين الرئيس: "إن الإدارة أصدرت 48 قرارا بغلق الصالونات المخالفة لاشتراطات الصحة والسلامة والقانون".
وذكر أن الوزارة قامت بـ 2953 زيارة تفتيشية على صالونات الحلاقة الرجالية و973 زيارة لصالونات الحلاقة النسائية. وبلغ عدد صالونات الحلاقة 1724 صالونا حتى الشهر الماضي.
السلمانية - حيدر محمد
ضحايا كثيرون يصارعون الأمراض الفتاكة اليوم لا لجرم أرتكبوه، سوى تعاملهم مع صالونات حلاقة لا تلتزم بالمواصفات والضوابط الصحية والقانونية. ووجود 1700 صالون حلاقة وتجميل في البحرين يحتاج الى جهاز رقابي لضمان التزام هذه الصالونات باشتراطات الصحة والسلامة.
قد لا يشعر الواحد منا كم هو خطر الأمراض التي تنتقل في صالونات الحلاقة التي آلت الى آسيويين في الغالب. وكانت النتيجة أن وجهت وزارة الصحة 3000 إنذار الى صالونات الحلاقة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. وهو رقم خطير يشير بشكل او بآخر الى وجود مشكلة تحتاج الى وقفة جادة.
دراسة حديثة أعدها المفتش الصحي في مجموعة مراقبة صحة المياه والمؤسسات في وزارة الصحة حسين الريس تتحدث عن الإطار الصحي والقانوني للتعامل مع صالونات الحلاقة والتجميل اطلعنا عليها أولا ثم حملنا افكارنا واسئلتنا وقصدنا الريس نفسه للتداول معه بشأن هذا الموضوع.
اشتراطات صحية ولكن...
بداية، لماذا هذه الدراسة وفي هذا الوقت بالذات؟
- في الحقيقة يحتاج كل منا إلى زيارة صالونات الحلاقة والتجميل ليمكث فيها ساعة من الوقت أو أكثر ويجلس بين عناصر مختلفة من عاملين وزبائن ومستلزمات ومخلفات الحلاقة. فلربما يكون أحد هذه العناصر سببا في نقل العدوى. ولذلك يجب على الزبون دائما التوجه الى الصالون النظيف، وعليه المقارنة عند اختيار صالون الحلاقة باختيار مطعم... وليسأل نفسه: هل الصالون نظيف بما يكفي كي يقبل تناول الطعام فيه؟
قد لا يدرك الكثيرون أن صالونات الحلاقة توفر بيئة ممتازة لنقل الأمراض المعدية إن لم يلتزم العاملون فيها بالضوابط والأنظمة الصحية. ويمكن أن يقوموا بنقل أمراض خطيرة وفتاكة بغير قصد الى جميع زبائنهم. ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة لتسلط الضوء على المخاطر الصحية في صالونات الحلاقة والتجميل، وكيفية تفادي هذه المخاطر كما سنتطرق بشكل مختصر للأمراض المعدية التي يمكن أن تنقل عن طريق أدوات ومستلزمات الحلاقة وطريقة تعقيم الأدوات الملوثة ولخطورة صالونات الحلاقة وعلاقتها بنقل أمراض خطيرة أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تخضع هذه المحال للرقابة الصحية.
طيب وهل هنالك تشريعات في القانون البحريني تنظم عمل صالونات الحلاقة؟
- نعم، على المستوى القانوني قامت مملكة البحرين بإصدار التشريعات القانونية اللازمة لرقابة هذه المحلات وأسندت هذه المهمة الرقابية لفريق مؤهل تابع لوزارة الصحة، وهم مفتشو مجموعة مراقبة صحة المياه والمؤسسات. ويعتمد هؤلاء المفتشون في رقابتهم بتطبيق بعض مواد القانون رقم "3" لسنة 1975م. وقد بينت المادة رقم "80" ضرورة أن تصدر السلطة المنفذة التعليمات والاشتراطات الخاصة بما يأتي: مصدر كاف للمياه، وسائل كافية لجمع الشعر والتخلص منه، نظافة المحل تطهير الآلات والمناشف، احتياطات الأمان الخاصة بمجففات الشعر وكل الأجهزة الكهربائية المستعملة في المحل، عدم استعمال أية مادة تسبب ضررا بصحة الزبائن، التهوية والإضاءة الكافية بشرط أن تكون صالحة للعمل إذا كانت صناعية. وجود مرافق صحية كافية للمستخدمين، منع بيع أية أطعمة أو أشربة في المحل. كما أوجب القرار الوزاري رقم 3 لسنة 1975م بشأن الصحة العامة تسجيل هذه المحلات لدى وزارة الصحة ولا تمنح الشهادة الدالة على إجراء التسجيل إلا بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية"...
ثم يستدرك ليقول: وفي الحقيقة إن المتتبع للمستوى الصحي لصالونات الحلاقة يشاهد الفرق الكبير والشاسع بين هذه الصالونات في الفترة التي سبقت إصدار التشريعات الصحية الخاصة برقابتها والفترة التي تلتها، وباسترجاع الذكريات للصالونات القديمة نتذكر العادة السيئة جدا وهي من قبيل استخدام شفرة حلاقة واحدة متصدئة وملوثة بالدم يتم استخدامها لكل الزبائن من دون حتى أن تغسل. وهذه العادة قد ساهمت بشكل كبير في نقل الأمراض المعدية في السنوات الماضية التي سبقت إصدار التشريعات الصحية".
هذه هي أمراض صالونات الحلاقة
وما هي طبيعة الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق صالونات الحلاقة؟
- ليس سرا القول بأن الكثير من الأمراض يمكنها أن تنتقل بسهولة في صالونات الحلاقة والتجميل بصورة قد لا يتوقعها الفرد العادي. فمسببات الأمراض المعدية في صالونات الحلاقة تنتقل عبر طرق مختلفة فيمكن لها أن تنتقل عبر الأدوات أو الآلات أو الفوط والمراييل الملوثة، كما يمكن أن تنتقل هذه العدوى عن طريق الأيدي والأظافر غير النظيفة أو انتقالها مباشرة من شخص لآخر ويمكننا تقسيم هذه الأمراض لثلاثة أقسام:
أولا: الأمراض المعدية المنتقلة عن طريق التنفس، وهي أمراض عدة مسبباتها مختلفة البعض منها فيروسي والآخر بكتيري ومنها مرض السل الرئوي، إلا أنه ولله الحمد فبفضل البرامج التحصينية التي تقوم بها وزارة الصحة فإن هذا المرض الخطير قد انخفضت نسبة الإصابة به الى مستويات متدنية جدا وكذلك فإن عامل الحلاقة لا يسمح له بالعمل إلا بعد حصوله على شهادة فحص طبي تثبت خلوه من هذا المرض، لذلك فإن احتمال الإصابة بالمرض في صالونات الحلاقة احتمال ضعيف إلا أن هذا الاحتمال يبقى واردا حينما يقوم أصحاب صالونات الحلاقة بتشغيل عمالة وافدة غير مفحوصة طبيا.
ثانيا: الأمراض المعدية المنتقلة عن طريق ملامسة الجلد: هي أمراض تنتقل من شخص مصاب الى آخر سليم عبر الملامسة المباشرة للجلد أو عبر استخدام أدوات المريض الشخصية وتتسبب في هذه الأمراض فطريات جلدية أو بكتيريا أو طفيليات ومن هذه الأمراض: الثليل الفيروسية، إذ تنتقل هذه الثليل من شخص لآخر باللمس المباشر أو عن طريق أمواس الحلاقة وإذا لم تنتقل هذه العدوى الفيروسية للآخرين فإنها يمكن أن تنتقل للمريض المصاب بها نفسه في مناطق أخرى ولذلك ينبغي على المريض تنبيه عامل الحلاقة بأن يتحاشى لمسها. فضلا عن أمراض أخرى مثل سعفة فروة الرأس واللحية والأظافر، وتتسبب في هذا المرض أجناس وأنواع متباينة من الفطريات مسببة تساقط الشعر وتآكل الأظافر وقمل الرأس والجرب.
ثالثا: الأمراض المعدية المنتقلة عن طريق الدم: هناك أمراض عدة تنتقل عن طريق الدم وذلك باستخدام أدوات حادة ملوثة بميكروبات المرض وتحتاج هذه الميكروبات لثغرة بسيطة جدا كي تستطيع الدخول للجسم عن طريق جرح الجلد بتلك الأدوات، وسنذكر على سبيل المثال لا الحصر بعضا من هذه الأمراض: مرض التيتانوس "الكزاز"، وهو مرض تسببه بكتيريا الكزاز والتي تنتج سما قويا يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب تقلصا عضليا وسبب هذا المرض تجرثم الجروح وخصوصا الجروح التي تسببها أدوات جارحة غير نظيفة مثل المسامير المتصدية وغيرها من الأدوات الحادة، وتوجد علاقة أكيدة بين أدوات الحلاقة المتصدية وهذا المرض ولذلك يمنع استخدام أي أدوات حلاقة متصدئة أو قابلة للصدأ مثل المقصات وأداة شفرة الحلاقة في صالونات الحلاقة، وننصح الزبون برفض أي مقص أو أداة حلاقة متصدئة. ومن أهم الأمراض في هذا الصدد مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" واحتمال نقله عن طريق أدوات الحلاقة يبقى أمرا واردا.
ففي العام 1989م صدر تحذير طبي في الولايات المتحدة الأميركية يؤكد أن المقصات وشفرات الحلاقة والتي قد تكون ملوثة بالدم يمكن أن تنقل مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، كما أن تشغيل أي عامل من دون التأكد من خلوه من هذا المرض فإن احتمال الإصابة يكون أكبر، وعليه يجب أن يلتزم صاحب صالون الحلاقة بعدم تشغيل أي عامل من دون أن يتم الانتهاء من إجراء جميع الفحوصات الطبية له، ولا بد للزبون من توخي الحيطة والحذر عند زيارته لصالون الحلاقة، وعليه أن يرفض أي أداة حلاقة تم استخدامها لزبون آخر من دون أن تغسل وتعقم وأن لا يكتفي باستبدال شفرة الحلاقة فقط بل عليه أن يطلب أداة معقمة ونظيفة لتركيب شفرة الحلاقة.
وفي العام 1965 قام فريق طبي أميركي بتتبع أثر عدد من المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي "B" الى حلاق قام من غير قصد بنقل المرض بواسطة الحلاقة لكل زبائنه بشفرة حلاقة واحدة. كما أكدت دراسات أميركية في مجال مرض التهاب الكبد الوبائي "C" أن 30 في المئة من المرضى التي شملتهم الدراسة لم تستخدم أي أبر مشتركة مع أي مدمن مخدرات والتي تعتبر الوسيلة الأساسية لنقل المرض وهذه علامة استفهام تستدعي السؤال عما إذا كان السبب في نقل هذه الأمراض أدوات الحلاقة الملوثة.
وهنا لا نريد تهويل الموضوع وتخويف زبائن الصالونات بل نعمل من خلال نشر هذه المعلومات على توعية الجمهور وتثقيفهم لتوخي الحيطة والحذر وعدم الإستسلام والتهاون أمام أي مخالفة صحية يمارسها لهم عامل الحلاقة ولتفادي نقل هذه الأمراض الفتاكة يجب على المصابين بأمراض التهابات الكبد الذهاب لصالونات الحلاقة مصحبين معهم مستلزمات الحلاقة الخاصة بهم وعدم استخدام أدوات المحل العامة كي نقلل من تلوث تلك الأدوات بالفيروسات الكبدية كما يتوجب على صاحب المحل عدم تشغيل أي عامل ثبتت إصابته طبيا بمثل هذه الأمراض.
وما أدراك ما الموس!
وما العادات الخاطئة التي تمارس في هذه الصالونات؟
- ربما من الخطورة بمكان الإشارة الى مجموعة من العادات السيئة الكثيرة التي تمارس في صالونات الحلاقة من غير قصد لأجل تقديم خدمة متميزة للزبائن، ولكن سرعان ما تتحول هذه الخدمة الى ضرر صحي كبير على صحة الزبائن ومن جملة هذه العادات الخاطئة: غمر موس الحلاقة في كأس من المواد الصحية المطهرة "الديتول"، إذ يقوم بعض العاملين، في الحلاقة فور انتهائهم من حلاقة زبائنهم بوضع أداة شفرة الحلاقة بكامل محتوياتها "الموس - أوساخ الحلاقة" في كأس مملوء بالديتول المخفف لأجل تعقيم هذه الأداة، إلا أن العملية تكون عكسية فالديتول يقضي على البكتيريا دون الفيروسات ما يحول هذه الكأس الى بؤرة لتجميع الفيروسات ومخلفات الحلاقة الأخرى من بقايا شعر ومعجون ودم.
وكذلك استخدام حجر الشبة في تضميد الجروح: إذ إن استخدام حجر الشبة في وقف الدم لدى أحد الزبائن وإعادة استخدام الحجر نفسه لوقف الدم لدى زبون آخر فإن هذه الحجر تقوم بنقل الأمراض بواسطة الدم من شخص لآخر ولذلك فإن وزارة الصحة قامت بمنع استخدام الشبة ومصادرتها من جميع صالونات الحلاقة وننصح باستخدام الضمادات الطبية بدلا عن الشبة أو استخدام الشبة المصنوعة على شكل أعواد الكبريت ذات الاستخدام الواحد.
ومن بين تلك العادات السيئة أيضا مسح شفرة الحلاقة في ورق الصحف والمجلات للتخلص من المخلفات، إذ إن ورق الصحف والمجلات الكربونية تحتوي على مواد مسرطنة، وهذه العادة الخاطئة تساعد على نقل هذه المواد من الورق الى الدم ما قد يتسبب في الإصابة بأحد أنواع السرطانات أو تسمم الدم بالمواد الكربونية، وقد منعت وزارة الصحة هذه العادة السيئة وأمرت الصالونات باستبدال هذه الأوراق بالمحارم الورقية.
وماذا تنصح زبائن هذه الصالونات لتجنب الأمراض التي ذكرتها؟
- نحن نقوم بدورنا في التوعية والتثقيف وإلزام أصحاب هذه الصالونات بالضوابط القانونية والصحية، إلا أن بعض محلات الصالونات - وخصوصا الرجالية منها - لا تلتزم بهذه التعليمات، فلو نظرنا الى الإحصائية الحديثة التي أجرتها الوزارة عن المخالفات، لوجدنا أن توجيه إنذار لـ 3000 صالون يمثل مؤشر خطر حقيقي، يتطلب من الزبائن مراعاة هذه الاشتراطات لتجنب أية مشكلات صحية خطيرة قد تنجم عن مخالفتها. ويمكننا الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة - وخصوصا الصحافة - للتعاون والشراكة معها في المهمات التوعوية والتثقيفية.
والآن... أنت المعني!
والآن وبعد كل ما سمعناه هنا وهناك وكل ما قرأناه في هذا الموضوع ألا تعتقد معي عزيزي القارئ ان لدينا مشكلة، ومشكلة حقيقية تحتاج الى اجراءات سريعة تتجاوز حملات التفتيش الروتينية لتصل الى ما هو اكثر عملية من خلال الاغلاق الفوري للمزيد من الصالونات التي لاتزال تعمل بلا ادنى الشروط الصحية والبدء بحملة توعية شاملة وواسعة تستخدم جميع وسائل الاعلام وعلينا ألا ننسى ان المواطن هو المعني الاساسي بكل هذا، إذا عليك ايها القارئ ان تقاطع ومنذ اللحظة كل صالون حلاقة قد يعرض حياتك للخطر
العدد 1054 - الإثنين 25 يوليو 2005م الموافق 18 جمادى الآخرة 1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا موظف في وزارة الصحة السورية(مراقب صحي)،أريد العمل في وزارة الصحة البحرينية