سيبقى رئيس الوزراء البريطاني السابق ادوارد هيث الذي توفي حديثاً عن عاماً في ذاكرة التاريخ، الرجل الذي أدخل بريطانيا إلى السوق الأوروبية المشتركة التي تحولت إلى الاتحاد الأوروبي.
- عهده الوحيد على رأس الحكومة البريطانية لم يتعد أربع سنوات بين العامين و، وتميز بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي أفسحت المجال للعمالي هارولد ويلسون ثم للثورة التاتشرية نسبة إلى المحافظة مارغريت تاتشر.
- ولد في التاسع من يوليو/ تموز في قرية برودستيرز في كنت جنوب انجلترا، الاب كان يعمل نجارا والام كانت خادمة. وكانت أصوله المتواضعة لافتة في المجموعة السياسية التي كانت حينها تشكل حزب المحافظين.
- تلقى دروسه في المدارس العامة التابعة للدولة قبل ان يلتحق بجامعة اكسفورد إذ لفت نظر ونستون تشرشل، الذي تحول فيما بعد إلى مرشد بالنسبة إليه وخصوصاً في سياسته المعارضة كلياً لأية تهدئة مع ادولف هتلر.
- من خلال اسفاره المتكررة عبر اوروبا قبل وبعد الحرب ترسخت لديه القناعة بأن جمع الأمم الأوروبية شرط لابد منه لإرساء السلام في القارة القديمة.
- انتخب نائباً عن بكسلي في ضواحي لندن العام ، وحطم في مجلس العموم الرقم القياسي لأطول مدة في البرلمان، إذ ظل نائباً حتى العام وكان في من عمره.
- بين العامين و عمل موظفاً مع الحكومة، وشغل في الخارجية البريطانية منصب خبير في الشئون الاوروبية. وكان أبرز المفاوضين البريطانيين في دخول بريطانيا السوق الأوروبية المشتركة وهي العملية التي عارضها الرئيس الفرنسي في حينه شارل ديغول بشدة.
- العام انتخب على رأس حزب المحافظين ليصبح رئيساً للوزراء العام ، إذ انتهج سياسة اقتصادية ليبرالية وسياسة اجتماعية تقدمية، منتقداً ما كان يصفه «بالوجه غير المقبول للرأسمالية».
- أثناء ولايته القصيرة رئيساً للوزراء وقع هيث المعاهدة التاريخية التي أعلنت دخول بريطانيا السوق الأوروبية المشتركة في .
- مسئولياته في داوننغ ستريت تعرضت للكثير من المشكلات والاضرابات وخصوصاً إضراب عمال المناجم ما أدى إلى أزمة وقود جعلت الحكومة تختصر أيام العمل الأسبوعية إلى ثلاثة أيام في شتاء - .
- العام تقدم الى الانتخابات تحت شعار «من يحكم بريطانيا؟» لكن الناخبين أجابوا بحزم «لست انت» ولم تسفر الانتخابات عن أية غالبية.
- العام كان أيضاً عاماً سيئاً لهيث الذي ازيح عن رئاسة حزب المحافظين التي تولاها لعشر سنوات وشكل الأمر مفاجأة حقيقية للشارع البريطاني مع وصول الوزيرة السابقة في حكومته مارغريت تاتشر إلى هذا الموقع.
وأثار الأمر غضباً حقيقياً لدى هيث الذي احتفظ بمشاعر الكراهية للسيدة التي وصفت بأنها من حديد. وعنها قال العام : «لا اعرف قراراً صائبا واحداً اتخذته هذه السيدة»، مضيفاً «لو كان ونستون تشرشل حيا لأصابه الذعر لسياسة حكومة تاتشر».
وعندما بلغه خبر رحيل «ماغي» عن داونينغ ستريت بعد عام من ذلك علق على ذلك فرحاً «انه أمر مبهج... انه أمر مبهج».
وعنها أيضاً قال هيث مازحاً: «لقد أفسدت حتى فرحتي بالتقاعد بعد ان زادت ضريبة القيمة المضافة على القوارب السياحية»
العدد 1054 - الإثنين 25 يوليو 2005م الموافق 18 جمادى الآخرة 1426هـ