من المتوقع أن يكون للتفجيرات التي هزت منتجع شرم الشيخ المصري في مطلع الأسبوع أثر محدود على حركة السياحة، ولكن محللين يقولون إن الاقتصاد في وضع أفضل يمكنه من استيعاب الصدمة وان الطلب المحلي أقوى وان إيرادات الصادرات ترتفع.
وفي العام 1997 تأثرت السياحة بشدة بمقتل 58 سائحا في معبد فرعوني بمدينة الاقصر في جنوب مصر.
وبلغ عدد قتلى هجمات شرم الشيخ 64 قتيلا على الأقل.
لكن الحكومة وبعض الاقتصاديين يتوقعون أن يكون أثر التفجيرات محدودا لأسباب منها تعود السائحين الأجانب على تفجيرات في الخارج ومن الصعب اثارة خوفهم بسهولة مثلما كان الحال قبل ثماني سنوات.
وقال تيموثي اش من شركة بير ستيرنز "هم أقل ميلا بكثير لإلغاء خطط السفر بناء على هجمات إرهابية مما كان عليه الحال وقت هجمات الاقصر". وسيساهم ارتفاع الطلب المحلي بفضل إصلاحات اقتصادية خلال العام الأخير في تخفيف أثر أية صدمة لقطاع السياحة الذي حقق دخلا بلغ 6,6 مليارات دولار العام .2004
وقال دانييل هانا الاقتصادي لدى ستاندرد تشارترد "الاثر الاقتصادي قد لا يكون كبيرا. فمصر تشهد انتعاشا اقتصاديا بفضل تنشيط برنامج الاصلاح الحكومي وارتفاع أسعار النفط وقوة النمو العالمي". وأضاف في تقرير "أدت التخفيضات الضريبية وارتفاع ثقة الشركات الى نمو الطلب المحلي بقوة للمرة الأولى منذ عشر سنوات". ونما الاقتصاد المصري بمعدل سنوي بلغ 5,2 في المئة في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنسبة 4,7 في المئة في الربع السابق.
وبلغت سوق الأسهم المحلية مستويات قياسية لكن مؤشر هيرميس القياسي انخفض نحو 3,7 في المئة الأسبوع الماضي فيما يقول سماسرة إنه نتيجة عمليات بيع من جانب صغار المستثمرين بسبب الخوف. وقلصت السوق خسائرها يوم الأربعاء.
وسجل الجنيه المصري الذي ارتفع ثمانية في المئة أمام الدولار منذ ديسمبر/ كانون الاول انخفاضا هامشيا أمام العملة الأميركية بعد الهجمات. ويقول مصرفيون إن المصرف المركزي لم يتدخل للدفاع عن الجنيه.
ويقول الاقتصاديون إن قوة الجنيه يدعمها ارتفاع إيرادات النفط والغاز التي زادت الى مستوى قياسي بلغ 5,5 مليارات دولار في السنة المالية التي انتهت في آخر يونيو/ حزيران الماضي.
وتتوقع الحكومة أن ترفع أسعار النفط المرتفعة إيرادات تصدير النفط والغاز في السنة المالية الجارية الى سبعة مليارات دولار. وبدأت مصر أيضا تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وقال الاقتصادي لدى باركليز كابيتال جيف جيبل إن صادرات النفط والغاز مهمة للغاية وان صادرات الغاز الطبيعي المسال شيء جديد لم يكن له وجود في العام 1997 عندما وقعت مذبحة الاقصر.
وارتفعت إيرادات قناة السويس بنسبة 18 في المئة العام الماضي لتصل الى مستوى قياسي يبلغ 3,1 مليارات دولار كما أنها تحقق زيادات شهرية في الايرادات هذا العام.
وقال جيبل "لا داعي لان نبدأ في التفكير في ضغوط ملموسة على ميزان المدفوعات أو ضغوط على سعر الصرف". وأبدى قطاع السياحة كذلك مرونة في مواجهة تفجيرات في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر/ تشرين الاول الماضي وفي ابريل/ نيسان في القاهرة.
وارتفعت أعداد الزائرين دون انقطاع خلال الأشهر الماضية على رغم هجمات أكتوبر. وبلغ عدد الزائرين لمصر 8,1 ملايين سائح في العام الماضي وهو مستوى قياسي.
وقال جيبل "حتى إذا انخفضت أعداد السائحين بنسبة 20 أو 25 في المئة في الفترة المتبقية من العام فان ذلك سيتيح تحقيق ايرادات سياحية تماثل ايرادات العام الماضي التي كانت قوية جدا". وأضاف "ما نشهده هو أن التدفقات السياحية أكثر مرونة بكثير لهذه الامور مما كانت في الماضي". وقال وزير السياحة المصرية أحمد المغربي اليوم إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الاثر محدود على قطاع السياحة الذي يمثل أكبر مصدر للوظائف في القطاع الخاص.
وتابع الوزير في مقابلة مع رويترز "أعتقد أن آثار شرم الشيخ ستبدأ في الانحسار مع بداية موسمنا الشتوي الذي يبدأ في أول نوفمبر. لكن معدلات الاشغال "في الفنادق" بالقاهرة ومنتجعات البحر الأحمر كلها تسير وفقا للمستهدف". وقال هانا إن الحكومة ستسعى لطمأنة السائحين والمستثمرين أن من المستبعد تكرار هذه الهجمات.
وأضاف "في الوقت نفسه عليها المضي قدما في الاصلاحات الجاذبة للمستثمرين وبرنامج الخصخصة"
العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ