العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ

البحرين لا تخلو من أطباء إنسانيين

هذه السطور تؤكد - وعلى لسان وتمتمات غالبية البحرينيين - أن مهنة الطب قبل عشرات السنين كان طابعها إنسانيا بحتا، ولكن الآن أصبحت مهنة مادية أكثر مما هي معنوية وإنسانية بسبب تكالب غالبية الأطباء والاستشاريين على جمع المال من خلال عياداتهم الخاصة بأية وسيلة كانت، وكأن الاستشاريين يتسابقون لرفع حساباتهم المالية في المصارف المحلية والخارجية على حساب مرضى مغلوب على أمرهم وهم يعانون من أمراض كثيرة ويعانون من ضعف مادي قاهر، ولكنني هنا على رغم حقيقة ما ذكرت فإن البحرين لا ولن تخلو من أطباء واستشاريين إنسانيين ومعنويين بدرجة عالية وهم يحملون قيما ربانية وإنسانية راقية، وبما أنني أحد المرضى وخضت تجربة مع العيادات الخاصة فإنني أذكر هنا أنني مررت بظروف صحية قاسيـة واخترت عيــادة أحد الاستشاريين الذي عرف بأمانته وأخلاقه العالية. وحقيقة، لمحت ووجدت من هذا الإنسان المخلص مع الله ومع نفسه ومع الناس في مهنته أنه ينظر وبشكل لا لبس فيه إلى أن مهنة الطب مهنة إنسانية وبعيدة عن كل ما هو مادي جشع، علاوة على ذلك سمعت بأذني من أناس كثيرين أن تعامله الإنساني يشمل مرضاه في عيادته الخاصة ويشمل مرضاه في العيادات الحكومية العامة، وهذه شهادة حق لابد من ذكرها في حق هذا الاستشاري الصاعد والبارع في مهنته والمثالي بأخلاقياتـــه الإيجابيــة، والمثال الآخــر هـــو وزير الصحة السابق خليل حسن... طبعا لم يحصل لي شرف لقائه بشكل مباشر، ولكنني سمعت عنه كثيرا، أنه موصوف بالأمانة والأخلاق والإخلاص في مهنته الطبية وأن تعامله مع جميع مرضاه معروف بأنه إنساني وأخلاقي وهو بالدرجة الأولى طبيب إنساني ومعنوي أكثر مما هو مادي صرف.

وطبعا من المؤكد أن البحرين فيها نماذج على غرار ما ذكرت. ونأمل من جميع الأطباء والاستشاريين المعروفين والموصوفين بالمادية والكبرياء والغطرسة أن ينضموا إلى قافلة الأطباء والاستشاريين الإنسانيين والمعنويين المتزنين ماديا وغير الجشعين كي ينالوا شهادة الإنسان والإنسانية وشهادة الأجر والثواب من عند الله تعالى في الدنيا والآخرة ولابد أن يضعوا أمامهم هذه القاعدة "الطيب غلب الطبيب" وأن أخلاقيات وإخلاص الطبيب وتعامله الإيجابي والإنساني مع المرضى يساعد المرضى على العلاج المرجو والمطلوب وهو في حد ذاته دواء وشفاء وعلاج.

حسين منصور حسين

العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً