تكدست عشرات الشاحنات الكبيرة والصغيرة المقبلة من الجانب السعودي متجهة للبحرين على جسر الملك فهد منذ أمس الأول (الجمعة)، واستغرقت فترة الانتظار التي قضتها بعض الشاحنات لإنهاء الإجراءات الرسمية لعبور الجسر أكثر من 24 ساعة. وقال بعض السواق إن أسباب التأخير كانت بسبب إجراء شئون الجمارك الجوازات التي استغرقت عملية إنجازها أكثر من 3 ساعات لكل شاحنة، فيما أشار آخرون إلى نقص عدد الموظفين على الجسر في الجانب البحريني، وصعوبة وتعقيد الإجراءات الرسمية اللازمة بصورة زائدة عن اللزوم، ما تسبب في تفاقم الأزمة أكثر مما كانت عليه خلال الفترة الماضية.
ومن جهته، قال السائق عبدالله العصفور إنه وصل لجسر الملك مقبلا من المملكة العربية السعودية ظهر أمس الأول (الجمعة)، إلا أنه لم يصل لجزيرة الخدمات لإنهاء الإجراءات الرسمية إلا بعد الانتظار طيلة يوم كامل في الطابور الطويل للشاحنات»، وبين أن «الشاحنات امتدت على نحو 3 كيلومترات في الجانب السعودي، بما يزيد على 300 شاحنة صغيرة وكبيرة، ومحملة بالبضائع وخالية».
كما طالب السواق في اتصالات هاتفية وردت لـ «الوسط» بضرورة اتخاذ إجراء سريع من قبل السلطات العليا بين البلدين لحل الأزمة، مشيرين إلى أن الشاحنات الفارغة يجب أن تمر بشئون الجمارك والتفتيش لكن ليس بالصورة الحالية، فكل شاحنة تتأخر 5 دقائق تلقي بظلالها على من خلفها في الطابور.
ولم تسفر مساعي عدد من التجار وأصحاب الشاحنات والحافلات الصغيرة مع مسئولي الجمارك على الجسر، في الوصول إلى حل إيجابي يقلل من مدة التأخير والخسائر المترتبة على ذلك رغم محدودية الأزمة من وقت لآخر حاليا. في الوقت الذي استمرت الجمارك تحويل الناقلات الصغيرة إلى الجمارك رغم إمكانية مرورها عبر المنافذ العادية لمرور السيارات الصغيرة (الصالون) وتلافي التأخير، بحسب ما أكده تجار وأصحاب شاحنات.
ومن جهتهم عكف موظفو شئون الجمارك البحريني خلال اليومين الماضيين على تكثيف العمل اليومي والعمل بطاقة مكثفة بعد زيادة عدد الموظفين خلال الدوام الرسمي لتسهيل سرعة إنهاء إجراءات الجمارك، وتلافي حدوث طوابير طويلة على الجسر، إلا أن الأزمة ظلت مستمرة نظرا للأعداد الكبيرة من الشاحنات الثقيلة والصغيرة التي تتوافد للجسر.
وفي تفاصيل أخرى، توجد حاليا دراسة شاملة لتطوير وزيادة مرافق الجسر تم البدء في تنفيذها مؤخرا ضمن توسعة الجزيرة الحدودية للجسر مستقبلا.
ويحتاج الجسر حاليا وفقا لمعلومات وردت لـ «الوسط» إلى توسعة فعلية وبصورة سريعة لتلافي الازدحامات التي ستعرض لها المسافرون والشاحنات التي تحول إلى الجمارك والشحن، إذ أصبحت نسبة الزيادة في أعداد المستخدمين للجسر كبيرة جدا وبلغت أكثر من 1000 في المئة، ولذلك لجأت إدارة الجسر بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية في إيكال شركة كبرى لعمل دراسة شاملة عن توسعة الجزيرة الحدودية للجسر الرئيسية بما فيها شئون الجمارك والجوازات وغيرها.
وكان عدد من المسئولين والمعنيين في الحكومة البحرينية زاروا الجسر خلال الأسبوع الماضي؛ وذلك للوقوف على أبرز المشكلات والأمور التي تحتاج إلى حل أو إعادة نظر. وكان على رأس الوفد الذي زار الجسر رئيس إدارة الجمارك الجديد باسم الحمر، ووكيل وزارة الداخلية الشيخ خليفة، والعقيد يوسم الغتم، وعدد من المسئولين في شئون الجمارك والجوازات.
وفيما يتعلق بأزمة تأخير الشاحنات التي تحدث على الجسر منذ أكثر من 4 أشهر، فإن شئون الجمارك صرحت سابقا أنها تعمل بكامل طاقتها لتلافي التأخير الحاصل، معتبرة أن الأمر لم يعد في يد شئون الجمارك مع ازدياد أعداد الشاحنات الداخلة والخارجة من البحرين، وكذلك أعداد المسافرين الأفراد، لافتة إلى أن حل الأزمة غير منوط فقط بشئون الجمارك والجوازات رغم أنهما طرف كبير في المسألة، فهما جزء من الأزمة فقط، إلا أن المؤسسة العامة لجسر الملك فهد هي المسئول الأول عن الإنشاءات والتوسعة على مستوى كل المرافق والأقسام الموجودة على الجزيرة الحدودية للجسر، فإنه في حالة ارتأت شئون الجمارك زيادة عدد كبائن التخليص الجمركي؛ لن تتوافر لها المساحة الكافية نظرا لضيق المساحة على جزيرة الجسر الحدودية»
العدد 2417 - السبت 18 أبريل 2009م الموافق 22 ربيع الثاني 1430هـ