اعتبر الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان أن «الطريق أمام العمل النيابي والبلدي في البحرين مازال يحتاج للكثير من العمل، فهو طريق غير معبد ويحتاج إلى عدة دورات من أجل تعبيده وخصوصاً أن هناك من يريد إبقاء الفساد في البحرين».

وبين سلمان، في كلمة له في افتتاح الخيمة الانتخابية مساء أمس، لمرشحي الجمعية في الدائرة الثانية في المحافظة الشمالية علي الأسود وحسين الصغير، الذي فاز بالمقعد بالبلدي عن الدائرة بالتزكية، أن «العمل النيابي والبلدي في البحرين مازال يعتبر تضحية نظراً لكل الظروف المحيطة به، إذ إنه وعلى رغم كل الجهود التي تبذل يحس أن المردود غير كبير»، ونبه إلى أن «البرلمانيين والبلديين في الدول الأخرى يعملون لساعات قليلة ومحددة ولكن يرون نتيجة جهودهم أكبر»، ونوه إلى أن «هناك من يكيد للبحرين التي يتساوى فيها الناس، وهناك من يعمل من أحل تركيز الفساد لذلك يجب علينا العمل بشفافية».

وفي أمر لافت لوحظ حضر القيادي في المجلس الإسلامي العلمائي نائب رئيس الهيئة المركزية السيدمحسن الغريفي في افتتاح الخيمة، ما يعتبر نوعاً من دعم المجلس إلى مرشحي الجمعية في الدائرة وخصوصاً أمام اللغط الذي دار قبيل اختيار المرشحين.

الأسود:المشاركة من أجل محاربة الفساد وتعزيز المواطنة

وحث مرشح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في الدائرة الثانية بالمحافظة الشمالية علي الأسود الجماهير على المشاركة، مؤكداً أن «المشاركة هي من أجل تعزيز المواطنة ومحاربة كل أنواع الفساد وتحسين معيشة المواطنين».

واستشهد الأسود بكلمة لمرجعية جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وهو الشيخ عيسى أحمد قاسم للحث على المشاركة، وقال: «أحب أن أبدأ بكلمة للشيخ عيسى قاسم ويقول فيها لا تعطـوا للآخرين فـرصة جديدة لأن يقرروا مصيركم، وأن يقضوا في حاضركم ومستقبلكم وأنتم غائبون. كونوا في موقع القرار، وقولوا كلمتكم قوية وجريئة، قولوا كلمة الحق وإن ثقلت على الآخرين، وقفوا معها إلى آخر الشوط»، ونبه إلى أن «جمعية الوفاق تبنت منذ تأسيسها طريق العمل المؤسساتي ذي النهج السلمي والذي يعتبر الإسلام هو مرجعيته الأولى والوحدة الوطنية هي إحدى غاياته وأهدافه».

وتابع «كما حرصت «الوفاق» ومنذ العام 2002 على المشاركة في الانتخابات البلدية، وهو استحقاق مهم أرسى مفاهيم عدة لدى الشارع»، وأضاف «كما شاركت «الوفاق» في الانتخابات البلدية والنيابية في العام 2006 التزاماً منها بخيار الديمقراطية وإيماناً بسيادة الشعب صاحب القرار في اختيار ممثليه وتجسيماً لحق الإرادة العامة في انتخاب من يمثلهم». وواصل «ومن هذا المنطلق، بادرنا بنشر فكرة المؤسسة وعملنا بجد من أجل تشكيل لجنة أسميناها باللجنة الاستشارية للتواصل مع ممثلي «الوفاق» في «ثانية الشمالية» وقد تتطور الفكرة ويتم تشكيل مجلس للأهالي بغرض مشاركة الآخرين والأخذ بأحسن الأفكار من رجالات الدائرة المخلصين»، واستكمل «وقمنا بافتتاح مكتب ووضعنا آلية للعمل من أجل تواصل أفضل مع كل القطاعات في الدائرة وبكل الوسائل الحديثة والعصرية على أننا لن نغفل أهم مطالب أهلنا في الدائرة بضرورة استمرار التواصل وإطلاعهم على مجريات الأمور وكل المستجدات على مستوى العمل البلدي والنيابي». ولفت الأسود إلى أن «جمعية الوفاق تشعر بالمسئولية الكبيرة للمشاركة في الحياة النيابية لأن حرص «الوفاق» على المشاركة لعب دوراً في تطوير الحياة السياسية في السنوات الأربع الماضية وأوجد مناخاً سياسياً نعتبره إيجابياً لأنه سمح بتحقيق بعض من المكاسب التي يرجوها أبناء وطننا»، ونوه إلى أن «المشاركة ساهمت في محاربة الفسادين المالي والإداري وحماية المال العام، وكان ذلك من خلال الاستجوابات ولجان التحقيق، وكشف الكثير من مقررات (...) ومنها الإقصاء والتمييز والتجنيس».

وبين أن «المشاركة ساهمت في حماية الشأن الديني والمتمثل في رفض قانون الأحوال الشخصية (الشق الشيعي)، والتصدي لظواهر الفساد الأخلاقي في البلاد وكان ذلك عبر لجان التحقيق»، مؤكداً أن «المشاركة ساهمت في زيادة موارد الدخل إلى كل أبناء الوطن، وتحقق ذلك من خلال عدة مشاريع لعل أهمها علاوة السكن 100 دينار شهرياً وعلاوة الغلاء وزيادة الرواتب بنسب تصل إلى 15 في المئة (وهي دون الطموح) ورفع سقف القروض إلى 60 ألف دينار».

وواصل «نعتبر أن المرحلة الحالية هي مرحلة مهمة وحساسة في تاريخ البحرين وندرك تمام الإدراك أن الحملة الانتخابية ليست إلا محطة عابرة في الحياة السياسية وأنَّ ما سيعقبها هو العمل المتواصل والمستمر وكذلك الحوار والتفاعل بين المعارضة والسلطة السياسية وهو ما يجعلنا نفكر في آفاق الإصلاح من أجل الصالح العام»، مشيراً إلى أن «البعض يسعى لإيهام الرأي العام أن ترشحنا في الانتخابات هو مجرد ترشح شكلي لا فائدة منه في العمل السياسي، معتقداً أن انخراطنا في العمل النيابي ينسينا حقوق شعبنا الأبي»، موضحاً أن «المشاركة تعتبر إحدى أدوات العمل السياسي وأن العمل من أجل الوطن يتطلب منا أن نبحث عن أدوار حقيقية وجادة توصل أبناء هذا الوطن إلى بر الأمان المنشود».

من جانبه اعتبر العضو البلدي الفائز بالتزكية حسين الصغير أن «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومرشحيها لا يقدمون وعوداً وردية إلى الجماهير ولكننا نراهن على وعيهم»، مؤكداً أن «الجمعية وكوادرها ومرشحيها يعدونهم بالجد والعمل وبذل أقصى ما لديهم والارتقاء بالعمل البلدي»، وتابع «سأعمل جاهداً على تنمية شراكة حقيقية للمجتمع في تحديد احتياجات الدائرة، ثم السعي الحثيث لتحقيقها واطلاع الأهالي، بأعلى درجات الشفافية، من خلال لقاءات دورية معهم على كل ما يجري من أمور الدائرة».

وطالب الصغير بـ «تطوير العمل البلدي نحو المزيد من الصلاحيات والاستقلالية للمجالس البلدية، وموازنات أكبر تليق بوضع البنية التحتية والخدمية»، وقال: «إن الدائرة الثانية في المحافظة الشمالية تنتظر منذ سنوات إتمام مشروعات البنية التحتية من طرق ومجارٍ، فضلاً عن المشروعات الإسكانية وغيرها».

وأضاف «على رغم أن الدائرة من أكبر الدوائر في البحرين إلا أنها تخلو من المراكز الخدمية كالمراكز الاجتماعية والمستشفيات والمراكز الصحية، كما أنها بحاجة إلى الحدائق والمنتزهات وإلى أندية نموذجية تحتضن الناشئة والشباب في الدائرة»، مشدداً على «ضرورة لحفاظ على السواحل في الدائرة وإنشاء مرافئ للصيادين، فمهنة صيد الأسماك هي مهنة تاريخية في الدائرة يجب الحفاظ عليها».