التقى وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة أمس بعدد من وجهاء المحافظة الشمالية اثناء زيارته لادارات وأقسام المحافظة في الجنبية مؤكدا ان المحافظة لها دور محوري في توثيق العلاقات بين الاجهزة الرسمية والمجتمع، على اساس مبدأ "الشراكة" الوطنية. وقال: ان "الأمن مسئولية الجميع، وان اهل البلد هم القادرون على صون أنفسهم من خلال التعاون الوثيق بينهم، مؤكدا ان وزارة الداخلية تعتبر ان مشروع "شرطة المجتمع" سيكون دليلا واضحا على التوجه الاصلاحي الجديد. وقال ان الدفعة الاولى من شرطة المجتمع ستبدأ عملها في آخر سبتمبر / أيلول المقبل، وانها ستتكون من ابناء المنطقة نفسها، وهؤلاء هم الاقدر على مساعدة الناس في حفظ أمن الاحياء السكنية من جرائم السرقة والمخدرات وغيرها من الجرائم المماثلة.
وأكد الوزير ان اللقاءات يجب ان تتواصل ولا تقتصر فقط على مناسبات التعزية او الحزن، لان الحديث المباشر مع الناس والوجهاء من شأنه تحريك القضايا المهمة ومتابعة تنفيذها بصورة متواصلة ومرضية.
وردا على سؤال لاحد الوجهاء حول توظيف المزيد من البحرينيين في قوات الامن والشرطة لاحتواء جانب من مشكلة البطالة، رد وزير الداخلية بالقول "لا توصون حريص".
الجنبية - المحافظة الشمالية
قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة خلال زيارته أمس للمحافظة الشمالية ان "190 سيتخرجون في سبتمبر / ايلول المقبل وهم يمثلون الدفعة الأولى التي يبدأ بها نظام شرطة المجتمع والذين سيساهمون في درء الجريمة بالتعاون مع الأهالي".
وأكد وزير الداخلية اعتزازه بالكفاءات البحرينية في كل قطاعات الوزارة، مشددا على أن تحقيق الأمن الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق الا بمساهمة أبناء الوطن وتحمل المسئولية من كل الأطراف.
وقال الوزير الذي زار المحافظة الشمالية صباح أمس، ان المشاركة الفاعلة من قبل المواطنين تسهم في ترسيخ مبدأ الشراكة وتبادل الأفكار والمقترحات، داعيا الأهالي الى عدم التردد في التوجه الى مكتبه فأبوابه مفتوحة لتحقيق ما يصبو اليه المواطنون من تطلعات.
وعبر محافظ الشمالية عن عظيم شكره وتقديره للوزير على هذه الزيارة، وتجول مع الوزير في إدارات وأقسام المحافظة وقدم شرحا متكاملا عن أسلوب العمل وتعرف على الأقسام والأجهزة التابعة للوزارة، إذ التقى الوزير بالعاملين في المحافظة إذ شكر المحافظ وجميع العاملين على الجهد المبذول في هذه المحافظة وما شاهده من نظام دقيق في كل الإدارات.
كما اطلع الوزيرعلى شرائح فيلمية انتجتها إدارة الخدمات وبرامج التنمية بالمحافظة باشراف المنسق الإداري بمكتب المحافظ جعفر سيدسلمان الحلاي توضح المشروعات والإنجازات التي حققتها المحافظة إذ أكد المحافظ أن فلسفة المحافظة ارتكزت على محورين هما تطوير الجانب الخدماتي ثم التركيز على الجوانب التنموية وتعزيز مفهوم المواطنة والولاء ونشر الثقافة القانونية والحقوقية. وعبر المحافظ عن سعادته بالدعم الذي يقدمه وزير الداخلية لتحقيق تطلعات المواطنين من الوزارة.
حديث مع الأهالي
من جهة أخرى، وجه وزير الداخلية إلى أهمية التواصل مع المواطنين في مثل هذه اللقاءات التي اعتبرها جزءا أساسيا من عمل الوزارة. مشيرا الى أن ادارات المحافظة عملت على تحقيق الانجاز الفعال والتواصل على مختلف الأصعدة الخدماتية والثقافية والاجتماعية والفنية، معربا عن سعادته بما بدا عليه العاملون في المحافظة من حيوية موجها كلامه الى الأهالي بالقول: "عيالكم يقومون بالواجب واذا ما قصروا فهذا غصبا عنهم".
وطالب الوزير محافظ الشمالية بالاستمرار في هذا العمل المميز، موجها الى صرف مكافآت للعاملين في المحافظة تقديرا لما بذلوه من جهد ونشاط واضحين في مختلف الخدمات.
وتحدث الوزير مخاطبا الأهالي: "سترون أبناءكم تحت امرتكم وفي خدمة الناس، صحيح أن بعض الأخوة لم يفهموا الموضوع بوضوح منذ البداية، لكن بعد التجربة سيلحظون الإضافة وسيتأكدون من أن تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي لا يتم الا بالمواطن".
الدور الإعلامي
وفيما يتعلق بالأدوار الإعلامية، لم يغفل الوزير الإشارة الى اهتمام الوزارة بالقطاع الإعلامي باعتباره صلة وصل فعالة بين المواطنين والجهاز الأمني، وزاد قوله "إن هناك تطلعا لأن تعمل مؤسسات المجتمع المدني معنا في هذا الإطار".
وقد فتح الوزير باب النقاش مع الحضور رغبة في الاستماع الى ملاحظاتهم وتبادل الأفكار في اللقاء، إذ وجه سيدكاظم الدرازي ملاحظة الى الوزير لفتح المجال أمام المواطنين للعمل في قطاع النقل بمختلف فئاته كمصدر رزق، وقد أكد الوزير أن هناك توجها لتحسين خدمات قطاع النقل على أن يكون المستفيد الأول هم أصحاب المهنة الأصليين.
وطرح رئيس تحرير صحيفة "الوسط" منصور الجمري مداخلة تتعلق بالاستقرار الذي تشهده المحافظة الشمالية، قائلا إن أوضاع الأمن السياسي مستقرة تماما ومنضبطة في المحافظة، غير أنه أشار الى ازدياد حوادث جرائم السرقة، وقد تحدث الوزير عن الجهود المبذولة في هذا الإطار مبينا انه طالب المسئولين الأمنيين بالتواصل مع الأهالي، موضحا أن روح الأسرة الواحدة هي الثمرة الكبرى لتحقيق الأمن. وأكد الوزير أن أبواب الوزارة مفتوحة وكل ما نستطيع قوله إننا نجتهد لكي لا نقصر. وفي مداخلته، نقل السيد أحمد الوداعي تجربة قرية باربار في التصدي لظاهرة المخدرات بين شباب القرية، من خلال التركيز على التوجيه الإعلامي ونشر التوعية وتنظيم الندوات من قبل المحافظة في القرية وفي مختلف القرى مطالبا بتشديد الرقابة على المنافذ لمنع التهريب.
المسئولية الأمنية المشتركة
وفي معرض حديثه عن تشديد الرقابة على المنافذ، وجه الوزير الشكر الى رجال الجمارك الذين تمكنوا من ضبط الكثير من محاولات التهريب، كما وجه الى بحث احتياجات المدارس مع اقتراب العام الدراسي الجديد، فيما ركز على ضرورة مشاركة الصحافة في نشر الوعي ومكافحة الجريمة، مشيرا الى أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن التأخر فيها الا مصلحة الناس، وأن يعمل كل طرف على تسهيل المصلحة بحسب مسئولياته. وبالنسبة الى توظيف البحرينيين في سلك الشرطة، طمأن الوزير الأهالي بالقول "لا توصون حريص" في اشارة الى حرصه على فتح المجال أمام أبناء البلد
العدد 1068 - الإثنين 08 أغسطس 2005م الموافق 03 رجب 1426هـ