أوقفت السلطات البريطانية أمس عشرة أجانب يشكلون تهديدا "للأمن الوطني" ويواجهون احتمال طردهم ومن بينهم الفلسطيني عمر محمود عثمان أبوعمر "أبوقتادة، 44 عاما" الذي يعتبر غالبا المرشد الروحي لتنظيم "القاعدة" في أوروبا. وتؤكد حملة التوقيفات التحذير الذي كان وجهه رئيس الوزراء طوني بلير قبل أيام من أن "قواعد اللعبة تغيرت" منذ اعتداءات لندن. وعلى رغم أن وزارة الداخلية لم تكشف عن هويات الموقوفين، فإن مدير المرصد الإسلامي ياسر السري أكد توقيف أبوقتادة ووضعه قيد الاحتجاز.
وقال السري هناك "سبعة جزائريين" بين الذين تم توقيفهم في لندن وليشستر "وسط" ولوتون "شمال لندن". ولم تعط وزارة الداخلية أية تفاصيل عن الموقوفين كما رفضت الإفصاح عن البلدان التي قد يتم طردهم إليها. وفي بيروت، أعلن الداعية الإسلامي المتشدد عمر بكري السوري الأصل والذي يحمل الجنسية اللبنانية قبيل اعتقاله أمس انه لن يعود إلى بريطانيا التي كان يعيش فيها لاجئا سياسيا بل سيعيش في بلده لبنان. وأعلن الأمن العام اللبناني توقيف بكري أمس إثر مقابلة أجراها مع تلفزيون "المستقبل" وذلك للتدقيق في وضعه. ولم توجه بعد إليه أية تهمة. وأعلن بكري أنه يستنكر تفجيرات لندن وقتل الأبرياء كما يستنكر ما يجري في فلسطين وأفغانستان والعراق. وعما إذا كان على علاقة بتنظيم "القاعدة" أجاب أن "القاعدة" ليس له وجود على أرض الواقع لكنه "حالة موجودة على الساحة" ولا موقف له من هذا التنظيم "لا سلبا ولا إيجابا". ونفى وجود نشاط له في بريطانيا أو أتباع مشيرا إلى أنه حل تنظيم "المهاجرون".
لندن، بيروت - وكالات
أعلن وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك أنه تم أمس اعتقال عشرة من الرعايا الأجانب باعتبارهم "خطرا على الأمن الوطني" توطئة لترحيلهم.
ولم يذكر كلارك أسماء أو جنسيات المعتقلين لكن من المعتقد أن منهم رجل الدين الأردني الأصل أبوقتادة الذي يشتبه في أنه "السفير "الروحي للقاعدة" إلى أوروبا" وهو ما أكده المرصد الإسلامي في لندن.
وأعربت جماعات حقوق الإنسان عن القلق من أن الأفراد المعنيين قد يتعرضون للتعذيب أو الإعدام إذا تم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وأشارت تقارير في لندن إلى أن النصف على الأقل من هؤلاء المعتقلين يخضعون لشكل من الإقامة الجبرية في منازلهم وضعه كلارك في مارس/ آذار الماضي لتقييد من يشتبه في أنهم إرهابيون.
وتم القبض على الأجانب العشرة خلال سلسلة من المداهمات المنسقة بين قوات الشرطة وأجهزة الهجرة في انجلترا.
وقال كلارك في معرض تبريره هذه الخطوة إن ظروف الأمن الوطني في بريطانيا تغيرت. وأضاف وزير الداخلية "بعد شهور من العمل الدبلوماسي لدينا الآن ما يجعلنا نعتقد أن بإمكاننا الحصول على ضمانات من البلدان التي سيعود إليها المرحلون بأنهم لن يتعرضوا لتعذيب أو سوء معاملة".
جاءت هذه الخطوة بعد يوم من مذكرة تفاهم وقعتها وزارة الداخلية مع الأردن لتأمين عدم إساءة معاملة المرحلين لدى عودتهم إلى بلادهم.
وقالت متحدثة إن بريطانيا تسعى إلى توقيع اتفاقات مماثلة مع تسع بلدان أخرى وإن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أجرى "حوارات بناءة" مع الجزائر ولبنان "في هذا الشأن" الأسبوع الماضي.
وقال مايك بلاكمور من منظمة العفو الدولية إن المرحلين قد يواجهون تعذيبا. وأضاف "التهاون بشأن التعذيب ليس ردا على الإرهاب. لابد من الصمود في مواجهة هذه الممارسات الشريرة".
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني لبناني إن السلطات اللبنانية احتجزت أمس رجل الدين المسلم المتشدد عمر بكري بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى بيروت قادما من بريطانيا التي كان يقيم بها. وقالت المصادر إن بكري احتجز من قبل قوة من الأمن العام بعد مغادرته ستديو الأخبار في تلفزيون "المستقبل" في بيروت. وصرح المصدر بأن البكري أجرى مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" وكان يستعد لإجراء مقابلة أخرى مع محطة فضائية عربية عندما ألقي القبض عليه.
وأكد ناطق باسم جهاز الأمن العام احتجاز بكري لكنه رفض التعليق على أسباب الاحتجاز. وقال تلفزيون "المستقبل" إن الأمن العام أوقف بكري ليستوضح منه بعض المعلومات المتصلة بدخوله إلى لبنان.
كذلك، اتهمت الشرطة البريطانية رجلا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب أمس فيما يتصل بالتفجيرات الفاشلة في 21 يوليو/ تموز الماضي في لندن يدعى عبدالشريف. إذ اتهم بالتقاعس عن إعطاء الشرطة معلومات كان يمكن أن تؤدي إلى مقاضاة حمدي اسحق الملقب بعثمان حسين الذي اعتقل في روما لاتهامه بترك قنبلة في قطار في غرب لندن في التاريخ المذكور ولكنها لم تنفجر.
كما مددت محكمة بو ستريت أمس الحجز الاحتياطي للمرة الثانية هذا الأسبوع للمشتبه هارون رشيد اسود الذي سلمته تنزاينا إلى بريطانيا. وسيمثل أسود أمام المحكمة من جديد يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول المقبل. ونفى أسود أمام المحكمة أمس أن يكون متورطا بأية نشاطات إرهابية.
وقدم محامون أميركيون طلبا رسميا إلى السلطات البريطانية لتسليمه إلى الولايات المتحدة. وتتحفظ السلطات البريطانية بشأن تسليمه إلى واشنطن خشية أن ينتهي في معتقل غوانتنامو
العدد 1071 - الخميس 11 أغسطس 2005م الموافق 06 رجب 1426هـ