ذكر مصرفيون في المملكة ان المصارف بدأت بتشجيع الزبائن على استخدام الخدمات المصرفية عبر الانترنت لإنهاء المعاملات التجارية والشخصية بهدف إحداث ثورة في خدماتها بعد ثورة أجهزة الصراف الآلية التي وفرت الوقت والجهد للمصارف والبنوك على حد سواء.

وبدأت عدة مصارف تجارية في طرح خدمة الانترنت منذ مدة ولكن استخدامها لا يزال ضعيفا خصوصا من قبل التجار وصغار المستثمرين وحتى الزبائن في البحرين التي تحاول وضع خطة طويلة المدى تهدف إلى تطوير سوق التكنولوجيا المتقدمة لتواكب التطور في سوق المعلومات الدقيقة.

غير أن مصارف أخرى عاملة في المنطقة خصوصا الإسلامية لاتزال متأخرة في هذا المجال وتحاول اللحاق بالركب من خلال وضع نظم جديدة وتحديث خدماتها لاستقطاب مزيد من الزبائن.

وقال المصرفيون إن بنك إتش اس بي سي عرض في الآونة الأخيرة على الزبائن الذين يستخدمون الخدمة المصرفية الشخصية عبر الانترنت إمكان الحصول على جهاز كمبيوتر محمول. وتشمل الخدمات المقدمة من المصرف إرسال الأموال إلى المصارف الداخلية أو الخارجية، دفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف والخدمات المصرفية الشخصية الأخرى.

مصادر صناعية ذكرت أنه على رغم أن ثورة الانترنت بدأت قبل نحو عقد من الزمن في دول العالم الصناعية فإن توافر هذه التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في شتى مجالات الحياة لا يزال متواضعا جدا في البحرين ودول المنطقة عموما ومن المهم العمل على حفزها وتوفير الإمكانات لنجاحها.

وقال أحد المصادر "هناك فجوة كبيرة أو رقمية بالنسبة إلى استخدام الانترنت في البحرين مقارنة بالدول المتقدمة وهذا أمر غير مقبول في ظل وجود الإمكانات البشرية المؤهلة القابلة لمواكبة العالم المتطور".

وأظهرت إحصاءات رسمية عن العام الدراسي 2002 / 2003 أن هناك نحو 4275 حاسوبا في المدارس في حين بلغ عدد الطلبة 120335 أي بمعنى كمبيوتر واحد لكل 28 طالبا على رغم أن هذا سيتغير مع بدء مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشأن مدارس المستقبل والذي بموجبه سيكون التعليم بالوسائل الالكترونية منذ بداية دخول الطالب إلى المدرسة والذي سيسهم في ردم الفجوة الرقمية.

وأدت ثورة الانترنت إلى تغيير نمط التعامل بين المصارف والزبائن في عدة مجالات من ضمنها إرسال الاعتمادات ورسائل الائتمان عن الطريق الالكتروني الذي لا يستغرق سوى عدة ثوان في أسرع وأفضل العمليات التجارية وأضمنها وانخفاض كلفها.

وأرجع بعض المسئولين سبب التأخر في استخدام خدمة الانترنت إلى عدة أمور من ضمنها ارتفاع الأسعار وعدم وجود بعض الخدمات المهمة بالإضافة إلى عدم تعود التجار والمستثمرين على استخدامها. وشركة البحرين للاتصالات "بتلكو" هي الشركة الوحيدة التي تقدم خدمة الانترنت في المملكة.

وخدمة الانترنت متقدمة في دول المغرب العربي إذ شجعت المؤسسة العربية المصرفية على إدخال خدمة إرسال رسائل الائتمان.

ومع فتح قطاع الاتصالات أمام المنافسة حصلت 10 شركات جديدة على رخص لتقديم خدمة الانترنت في البحرين ولكن لم تبدأ أية شركة حتى الآن في تقديم هذه الخدمة ولا يعرف السبب الرئيسي وراء ذلك والذي خالف توقعات بعض المسئولين الذين قالوا إن شركتين على الأقل ستبدآن في تقديم خدمة الانترنت في منتصف الشهر الجاري.

أحد المسئولين تم الاتصال به للاستفسار عن خدمات الانترنت أبلغ "الوسط" بأنه "لم يحدث أي تقدم بالنسبة إلى بدء تقديم الشركات خدمة الانترنت".

ويتفق المسئولون والصناعيون أن تقنية المعلومات المتقدمة مصدر رئيسي لنمو الاقتصاد وهي صناعة نسبيا صديقة للبيئة وعلى رغم أن الاستثمار فيها يتطلب مبالغ غير متواضعة فإن المردود منها يكون عادة كبيرا. كما يتفقون على أن البحرين يمكن أن تكون مركزا لتطوير تقنية المعلومات في المنطقة بسبب وجود الخبرة والمؤهلات.

وقال مصدر صناعي "هناك خدمات في البحرين وليس إنتاج وتطوير برمجيات ولهذا السبب فنحن في حاجة إلى جذب شركات تعنى بصناعة تقنية المعلومات من ضمنها تقنيات البرامج وصناعة التقنيات المتقدمة"