العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ

إقبال الجمهور يتزايد على شباك التذاكر

حين يتداخل فن السينما بعالم الرياضة

يعرض في سينما الدانة فيلم "اليارد الأطول". تتحدث القصة عن لاعب "كرة القدم الأميركية" أصاب شهرة ثم اتهم بالتزوير وبسبب اتفاقه مع عصابة هددته بالقتل اذا لم يعمد إلى تخسير فريقه. ادى الاتفاق إلى خسارة الفريق وطرده ومنعه من اللعب طوال حياته. وأسهم الحادث في تغيير حياته ونمط عيشته ودفعه إلى سلوك طريق غير سوي معتمدا على شهرته في تدبير المال.

حادث التزوير وتداعياته دفع باللاعب إلى تكرار المخالفات الأمر الذي أودى به إلى السجن والحكم عليه لمدة ثلاث سنوات.

في السجن تبدأ قصة ثانية تشبه الأولى. فآمر السجن سياسي يطمح إلى تبوء منصب محافظ الولاية. وحتى يصل إلى مراده لابد له من تحقيق انجاز رياضي يسعفه في نيل مأربه.

وهنا تبدأ قصة اللاعب المشهور تتداخل مع آمر السجن الطموح الذي لا يتردد في تجاوز القانون والتزوير والكذب حتى يحصل على المنصب.

وجد آمر السجن في اللاعب ضالته. فالأخير سبق واتهم بترتيب خسارة فريقه وبالتالي حاول الاعتماد عليه لتكرار الفعل ثانية مهددا اياه بتمديد فترة سجنه 20 سنة إذا لم يتوافق معه على الخطة.

القصة بسيطة ولكنها تكشف من بعيد أسرار مهنة الرياضة وتلك الصفقات المدبرة من وراء الكواليس التي تكسب بسببها عصابات منظمة الملايين من الدولارات.

وحادث شراء ضمير اللاعب ليس الأول من نوعه. فهناك عشرات اللاعبين ارتكبوا مثل هذه الأفعال وحكم عليهم بالسجن أو الطرد من الفريق أو المنع من اللعب بتهمة ترتيب الخسارة.

الفيلم أراد فتح هذا الملف من خلال عينة محصورة في إطار سجن... ليكشف ذاك العالم الغريب الذي تسيطر عليه عصابات المال وجماعات سياسية تضغط أو تبتز اللاعبين مقابل الموافقة على شروط معينة.

القصة تنتهي نهاية سعيدة حين تنتاب اللاعب المشهور صحوة ضمير فيرفض الاتفاق وينجح في انزال هزيمة رياضية بفريق آمر السجن الذي انفضح أمره أمام الجميع.

نهاية الفيلم السعيدة لا تعني أن مثل هذه الاتفاقات المبرمة في السر لا تحصل ولا تتكرر فهي موجودة في عالم الرياضة كما هي موجودة في عالم المال أو السياسة أو الفن. فما نراه أمامنا يوميا على شاشات التلفزة ليس بالضرورة هو الصحيح. فهناك الكثير من الصفقات المرتبة التي تعمد إلى شراء الذمم أو الابتزاز أو التشهير.

عالم الرياضة شديد التعقيد. ومخرج الفيلم أراد كشف جانبه المالي المسكوت عنه في المباريات التي تحصل يوميا ولكنها ليست بالضرورة بعيدة عن الرشا التي قد تطاول حراس المرمى أو المهاجمين أو المدافعين أو مديري الفرق وأحيانا الحكام. وهذا هو الوجه المظلم "البائس" لعالم يعتبر أنه يتعاطى الفن النبيل.

أفلام الدراما الرياضية موجودة بكثرة في عالم السينما، نظرا إلى وجود جمهور غفير يهتم بمختلف حقول الأنشطة الرياضية. وبسبب شعبية الرياضة أعطت السينما انتباهها لهذا الفن وركز الكثير من المخرجين أعمالهم على ابراز جوانب مختلفة من فنون "كرة السلة، كرة القدم، الملاكمة، الركض" هذا الحقل وغيرها لجذب الجمهور إلى شباك التذاكر. الا ان قيمة الأعمال السينمائية تفاوتت بين فيلم وآخر. في السنة الماضية مثلا فاز "فتاة بمليون دولار" بجائزة أوسكار للاخراج وفازت بطلته التي تلعب دور الملاكمة بأوسكار أفضل ممثلة. ولكن هناك سلسلة افلام تناولت سير حياة الكثير من المشاهير في عالم الرياضة ولكن مستواها الفني جاء في مرتبة متدنية نظرا إلى اعتماد المخرج على اسم البطل اكثر من اهتمامه بإخراج قصته إلى الشاشة. فيلم "علي" مثلا الذي يتحدث عن حياة بطل العالم للملاكمة في الوزن الثقيل محمد علي "كاسيوس كلاي" اهتم باستعراض أهم جولات الملاكمة التي خاضها محمد علي اكثر من اهتمامه بالجانب الآخر من حياة انسان عانى الكثير على مختلف المستويات الاجتماعية والعقائدية والسياسية وأخيرا الصحية.

قصة محمد علي غنية بالكثير من المشاهد الحافلة التي أثارت وقتها نقاشات وسجالات عن العنصرية والحرب والاستعمار والفقر والتمييز والتفرقة وغيرها من ألوان. الا ان مخرج فيلم "علي" اعطى كل هذه الجوانب من سيرة الملاكم القليل من الاهتمام مركزا انتباهه على الجانب الرياضي بهدف كسب الجمهور لشباك التذاكر.

الأفلام التي تتحدث عن الرياضة مهمة جدا لأنها تدمج بين حقلين يتمتعان بشعبية ولهما جمهور عريض من الناس. وهناك الكثير من المخرجين الفاشلين استغلوا هذا الجانب "شعبية السينما واتساع رقعة جمهور الرياضة" لكسب المال ورفع نسبة الإقبال على شباك التذاكر. وباستثناء هؤلاء نجحت قلة من المخرجين في الربط بين عالمين وإعادة إنتاج سير حياة لأبطال ونقلها فنيا من عالم الواقع إلى عالم السينما

العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً