دعت عضو مجلس الأمة الكويتي معصومة المبارك الناخبين إلى تحمل المسئولية في «اختيار المرشح الأكفأ والأكثر إخلاصاً بعيداً عن وصاية التيارات الدينية»، وقالت: «إن هذه الأيام هي فرصة سانحة للمواطنين ليقيّموا الأكفأ والأقدر على تمثيلهم في البرلمان»، مؤكدة أن «التغيير الإيجابي يحتاج لمشاركة إيجابية في التصحيح والإصلاح».
وقالت المبارك في كلمتها مساء أمس الأول بمقر مرشح الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة كاظم السعيد: لديّ 3 رسائل أود أن أقولها لكم وأنتم تعيشون عرسكم الديمقراطي، رسالة للمرشحين، ورسالة للناخبين ورسالة أخيرة لأهلي في البحرين... الانتخابات النيابية هي بديل للديمقراطية المباشرة التي كانت سائدة كنظام حكم في أثينا عندما كان المواطنون يديرون بأنفسهم شئون الدولة والحكم، ثم تمت الاستعاضة عن هذا النظام بنظام بديل هو اختيار نواب للشعب يقومون بمسئوليات التشريع والرقابة، وما لبث هذا النظام الديمقراطي أن انتشر في أرجاء العالم كبديل للحكم المباشر، النظام الديمقراطي له جملة من المؤشرات والسمات، أبرزها التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والاحتكام لصندوق الاقتراع في اختيار نواب الشعب، وفي واقع الأمر فإن الانتخابات ليست مجرد (صندوق اقتراع) وكفى... إنما هي تفاعل شعبي وتنافس وسعي لاختيار الأفضل وهو بدوره ما يعزز الوعي السياسي ويرسخ الإحساس بالهوية الوطنية.
ونصحت المبارك عبر رسالتها الأولى المرشحين بالتواضع وقالت: «من خلال خبرتي في مجال الترشح لمجلس الأمة فإن أعظم ما يمكن أن أنصح به إخوتي المترشحين هي سمة التواضع الحقيقي غير المصطنع للناس فإن آخر ما يحتاجه المرشح هو العجرفة، كما أنصح بعدم تقديم الوعود الكبيرة، فالنائب لا يعمل لوحده إنما يعمل مع زملائه النواب، كما يجب أن يكون المرشح صادقاً وملتزماً بالمبدأ، فالمواطن يحترم الصادق الأمين وأصحاب المبادئ، كما يتعين على المرشح أن يتحلى بالثقة بالنفس وعدم الاستسلام لتأثيرات الإشاعات وتصيد الأخطاء التي سيحرص المنافسون على إثارتها».
وأضافت «يجب أن يكون المرشح متوازناً في تعامله مع الإشاعات، إذ لا يجب أن يبالغ في الرد عليها كما يتعين أن لا يهملها... فأرض الإشاعات خصبة في فترة الانتخابات وخصوصاً في الأيام الأخيرة».
وأما رسالتها للناخبين فقالت المبارك فيها: «دوركم كناخبين كبير ومسئوليتكم عظيمة في اختيار المرشح الأكفأ والأكثر إخلاصاً والقادر على العطاء، هذه الأيام هي فرصة سانحة للمواطنين ليقيّموا الأكفأ والأقدر على تمثيلهم في البرلمان... يجب أن نسمع بوعي وأن ندرس دراسة فاحصة لكل المرشحين حتى يكون لنا الخيار، وهذه هي الحكمة من تخصيص فترة شهر للدعاية الانتخابية... أما المحبطون واليائسون ومن قرر أن يتقاعس عن أداء هذا الحق والمسئولية فأقول لهم إن تقاعسكم له تأثيرات وخيمة على نتائج الانتخابات... وأنا أقول للمحبطين: (صوت واحد يؤثر... وأي تغيير إيجابي يحتاج تفاعلاً إيجابياً).
وأضافت: «كما نحذّر من الإشاعات المغرضة التي تنال من المرشحين وتتهمهم في دينهم وسمعتهم... كن أنت كناخب الحكم على مرشحك ولا تدع الآخرين يفكرون نيابة عنك».
كما حذرت المبارك من استخدام الفتاوى الدينية وقالت: «لدينا في الكويت تجربة أتمنى أن لا تكون موجودة في البحرين وهي ظهور فتاوى دينية للتأثير على نتائج العملية الانتخابية؛ ففي انتخابات 2008 ظهرت فتوى تقول: (لا يجوز للزوجة مخالفة رأي زوجها في التصويت) وفي الانتخابات الأخيرة ظهرت فتوى تقول: (آثم من يعطي صوته لامرأة)»، مبينة «أنا لا أدعوا إلى التصويت لصالح النساء باعتبارهن نساءً، إنما أدعوا للتصويت لصالح الأكفأ وفي حال تساوت الكفاءة بين مرشح امرأة وآخر رجل فأتمنى أن تعطى المرأة الفرصة لإثبات نفسها وكفاءتها في مجال العمل التشريعي والرقابي كما أعطي الرجل فرصة».
كما وجهت المباركة رسالتها «لأهلي في البحرين» وقالت: نحن مجتمعات متنوعه دينياً ومذهبياً والتسامح الاجتماعي سمة نشأنا وتربينا عليها، فلا تفرطوا في وحدتكم الوطنية، هناك محاولات دؤوبة من قبل البعض للنبش في كل ما يفرق ويهدم، كما أن البعض يتخذ من العبث بنسيج الوحدة وسيلة للتميز والبروز وأنا أقول لكم بكل صراحة... بدون الوحدة الوطنية كلنا خاسرون وتذكروا أن الوحدة الوطنية أكبر من أية عملية سياسية وأهم من البرلمان».
العدد 2964 - الأحد 17 أكتوبر 2010م الموافق 09 ذي القعدة 1431هـ