"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" "الإسراء: 1". بمناسبة حلول ذكرى الإسراء والمعراج صغت هذه القصيدة راجيا من الله التوفيق ومن رسول الله "ص" القبول...
يا ساريا من كعبة الغراء
فوق البراق بمهمه قفراء
في ليلة ظلماء إلا أنها
ضاءت بنور جبينه الوضاء
وإلى رحاب القدس راح ميمما
خير البرية ليلة الإسراء
وهناك صلى بالملائك كلهم
أكرم بطه سيد العظماء
ومضى إلى نحو السماء يزفه
جبريل نحو القبة العلياء
وهناك أم الأنبياء بصلاته
حفوا بأحمد أيما إحفاء
ومضى إلى نحو الإله يخصه
ربي من الآيات والأنباء
شرف محمد بالنعال بساطنا
إذ أنت عندي أكرم الكرماء
محمود إني في السماء وأنت في
أرضي محمد أجمل الأسماء
وأنا العلي واخترت اسم المرتضى
مني علي سيد العلياء
وفطرت أطباق السماء بقدرتي
ثم اشتققت الاسم للزهراء
وأنا الذي أدعى إلها محسنا
واخترت للحسن الزكي أسمائي
وحسين اسم اخترته فأنا الذي
أدعى بذي الإحسان والآلاء
خذ يا محمد للصحاب رسالة
مني أنا ذو الجود والنعماء
بلغهم أن الصلاة عليهم
مفروضة والصوم والإعطاء
يا خير هاد للأنام ومرسل
غنت بمجدك ألسن الشعراء
يا من حباه الله من آياته
واختاره من أمة الفقراء
بل يا يتيما عاش في كوخ له
منه أضاء كقمة شماء
لا عيب في كوخ يخرج قائدا
للناس يوقضهم من الإغفاء
إذ كان في درب العدالة والهدى
والحق مثل الصخرة الصماء
الكوخ خرج أنبياء عدة
بل خرج الأعلام والحكماء
أين القصور الشامخات وأهلها
أو ما حوته من غنى وثراء
حكموا البرية بالحديد ونارهم
وتفننوا بالقتل والإقصاء
راحوا وراحت كل آثار لهم
أيامهم راحت سدى وهباء
لم يبق إلا ذو الصلاح مخلدا
ويعيش خير الناس في الأحياء
إني هويت المصطفى وعشقته
وهواه في قلبي وفي أحشائي
هو بلسم يشفي جروحي كلها
وهو الدواء المستطاب لدائي
يا سيد الأكوان عبدك يرتجي
منك الشفاعة، سيد الشفعاء
صلى عليك الله يا خير الورى
في كل آن، وآلك الأمناء
يا ليلة زانت ليالي دهرنا
يا ليلة المعراج والإسراء
إبراهيم جاسم آل إسماعي
العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ
