العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ

حكايات وحكايات عن ملاه ليلية ونوادي قمار ودعارة

يومياً في الجفير عرض مجاني وأسعار تنافسية! (1-2)

لا يختلف اثنان في البحرين على أهمية استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية للبلاد وتشجيع استقطاب السياحة لما يستطيع ان يحققه هذا القطاع من فوائد متصلة بعدة قطاعات. كما لا يختلف اثنان على ان غياب الاستراتيجية المحددة بشأن الخطط السياحية والرؤية العقلانية لتطوير القطاع السياحي اضاعت الكثير من الفرص أمام هذا القطاع.

ولأن للمشكلة أوجهاً عدة يبدو أكثرها وضوحاً غياب التخطيط لوجود مناطق سياحية محددة هذا التغيب انعكس بدوره على أشكال الاستثمار السياحي الذي غدا في غالبية الأحيان لا يتعدى تحويل بناية إلى شقق مفروشة أو فنادق اضرت كثيراً بالقطاع السياحي وتحمس أهل البحرين لهذا القطاع. وكيف لا؟ فحتى الآن لا يوجد في البحرين وزارة أو هيئة تعنى بالشأن السياحي أو استشاريين يقدمون المشورة بشأن نوعية الاستثمار السياحي الذي تحتاجه البلاد والأهم ما هي السياحة التي نريدها؟ هذه الاسئلة تبدو منطقية بل وملحة أمام سوء التخطيط العمراني الذي تعيشه منطقة الجفير حين غابت الهوية وخلطت الكثير من الأوراق.

الفتيات وممارسة الدعارة بشكل يستفز الأهالي ولا يحترم مشاعرهم.

يقول الخاجة: «في مطلع التسعينات قمت بشراء أرض لتشييد منزل لعائلتي أو ما يمكن ان تسميته منزل العمر. كانت الأراضي تباع بأسعار مناسبة بالنسبة إلينا آنذاك. تحمسنا كون المنطقة جديدة وستغدو من أرقى احياء البحرين السكنية... اذ تم تقسيم المنطقة إلى قسم سكني وآخر تجاري مفصول بشكل تام عن الاحياء السكنية.لكن سرعان ما تحول الوضع الى شيء مختلف تماماً عندما تم البدء بتشييد أبنية تحولت الى شقق مفروشة واخرى إلى فنادق».

أمام هذا التحول كان لابد لأهالي حي الجفير الجديد من السؤال عن هوية الاحياء التي يسكنون بها فالتقسيم الذي أعلن عنه لم يعد له أي اعتبار أمام الزحف المستمر للأبنية.

يقول الخاجة: «قرر احد المسئولين تحويل المنطقة إلى استثمار من دون مراعاة أية اعتبارات منطقية يؤخذ بها في أي مكان في العالم، وتم دفان البحر وخططت الأرض على أساس انها استثمار وبدأت المنطقة تغرق بالأبنية التي تؤجر على شكل شقق مفروشة وفنادق تعتمد على مراقصها الليلية في معظم الأوقات. هنا يتاجر بكل شيء من دون حساب».

ويضيف: «وضعنا كل ما نملك لكي نتمكن من بناء منزل لعائلتي. وكما تعلمون هذا أمر ليس باليسير على أي مواطن بحريني... لقد خذلنا تخطيط المنطقة الذي لم يراع أية خصوصية لمجتمع عربي ولا أي واقع للتعايش. كيف يمكن لأية أسرة بحرينية مسلمة ان تعيش وسط غابة استثمارية يطغى الربح فيها على أي قيم دينية أو اجتماعية».

ليالي الويك إند!

نهاية العطلة الأسبوعية أصبحت تشكل هاجساً لعائلة الخاجة اذ يكثر تردد السياح من الدول المجاورة على منطقة الجفير لارتياد المراقص الليلية والاقامة في الشقق المفروشة التي تؤجر بشكل يومي وفي بعض الاحيان لساعات معدودة وراء متعة رخيصة يوفرها القائمون على الشقق وحراس الأبنية الذين يمتهنون (؟) إذ يوفرون الفتيات من جنسيات آسيوية وعربية بحسب قوله.

يقول الخاجة: «لم يعد من المستغرب مشاهدة فتاة تركض في الشارع ويتبعها أشخاص من جنسيات خليجية في حال سكر، أو سماع صرخات او ألفاظ يندى لها الجبين. كما هي المرات التي استيقظ بها أطفالي على أصوات بائعات الهوى يتشاجرن مع رواد هذه الشقق. ناهيك عن بعض الشقق التي تؤجر لأشخاص يجتمعون بها للعب القمار وجلب بائعات الهوى. كل هذا على مسمع ومرأى منا ولا أحد يحرك ساكنا امام هذه الأوضاع كما لو ان الجهات المعنية آخر ما يعنيها كرامة البحريني وخصوصية مجتمعه».

ويضيف: «عندما بدأت عملية تأجير الشقق لإحدى الجنسيات الأجنبية التي تقطن المنطقة بكثرة لم يكن الوضع بهذا الشكل. نعم كان هناك بعض الممارسات غير المقبولة لكنها كانت نادرة الحدوث. فالجاليات الأجنبية غالبيتها عائلات وتحترم تقاليد المجتمع الذي تعيش فيه. لكن الوضع بدأ يسوء أكثر فأكثر عندما بدأت هذه الشقق بالاعتماد على التأجير اليومي لافراد من جنسيات خليجية وعربية وأحياناً بحرينية».

مشاهدات لا أخلاقية

نادر البستكي هو الآخر من سكان منطقة الجفير الجديد لكن وضعه ربما أفضل بقليل كون الشارع الذي يسكن فيه يخلو من الأبنية المرتفعة. لكن مروره بشوارع المنطقة لا يخلو من مشاهدات لممارسات لا أخلاقية ومواقف محرجة.

يقول البستكي: «ربما انا اكثر حظاً من بقية الأهالي حتى الآن كون الشارع الذي اقيم فيه لم تشيد به حتى الآن أية ابنية. لكن مروري انا وعائلتي امر كاف للحكم على الممارسات التي تحدث بشكل يومي... المشكلة ان مرتادي المنطقة من زبائن المراقص والشقق المفروشة اصبحوا يفترضون ان الجميع اتوا للغرض نفسه. وهم بدورهم معذورون أمام سوء التخطيط الذي تعيشه الجفير».

ويضيف: «أصبح العرض اكثر من الطلب في ممارسة الدعارة هنا... فلم يعد من المستغرب أن تأتي فتاة من إحدى الجنسيات الآسيوية أو الإفريقية أو العربية لتعرض نفسها على أي شخص في هذه المنطقة. لا تعلموا كم هو الاحراج الذي نصاب به أمام عائلاتنا وبناتنا عندما نتعرض لمثل هذه المواقف. لدينا خصوصية دينية واجتماعية يفترض أن تكون الدولة حريصة على مراعاتها».

وللحديث صلة

العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً