على ما يبدو أن الفتيات حاضرات لإلحاق الهزيمة بالشباب وتحديهم في مسابقة "سباق لأجل البحرين" التي تقام حاليا في حلبة البحرين الدولية "موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط". ففي اليوم الثاني للمسابقة لمع وسط النظرات الجادة للمتسابقين الشباب، الذين يأملون يوما في مجاراة إنجازات مايكل شوماخر أو فرناندو ألونسو في الفورمولا ،1 وجه أنثوي لطيف وهادئ، ولكن يشع بالجدية لطالبة في جامعة البحرين هي البحرينية فاطمة المحمود التي يبدو أنها تطمح لمكانة المتسابقة العالمية الشهيرة "ميلكا دونو". عينا فاطمة البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعا تشع بالثقة والجرأة. نظرة واحدة إليها تترك لديك انطباعا أنها ستتجاوز جميع المتسابقين الشباب بضغطة بسيطة على دواسة الوقود! آمالها كبيرة، فهي تطمح في أن تصبح أول سائقة بحرينية تدخل مضمار سباقات الفورمولا .1 وأكدت أنها على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف باشتراكها بمسابقة "سباق لأجل البحرين". وأطلقت حلبة البحرين الدولية مع بابكو هذه الفعالية شهر أبريل/ نيسان الماضي، وهي تلعب دورا مهما في تثقيف الشعب البحريني برياضة السيارات. وقالت فاطمة: "أحب السرعة وسباقات السيارات. إنها رياضة شيقة وليست للرجال فقط، بل للنساء أيضا". فاطمة، وهي في سنتها الجامعية الثانية في جامعة البحرين باختصاص نظم المعلومات الإدارية تتمتع بالقيادة على شوارع البحرين على رغم أنها تقود بسرعة ملائمة بحسب معلوماتها! وأضافت فاطمة: "لطالما ترددت أمي قبل إعطائي مفاتيح السيارة، ولكانها كانت تدرك مدى مهارتي في القيادة". وأكدت أنه لولا تشجيع أهلها وإيمانهم بقدرتها على أن تصبح متسابقة محترفة لما اشتركت في هذه المسابقة. وأشارت فاطمة إلى أنه خلال الاختبار الأول المؤقت الذي أجري لها كانت متوترة بعض الشيء، ما دفعها إلى ارتكاب بعض الأخطاء البسيطة، ولكنها تأمل في العودة إلى مستواها السابق خلال تجارب القيادة باستخدام علبة تروس يدوية لتظهر مقدرتها على القيادة بسرعة مع تحكم عال بالسيارة. وقالت: "الهدف خلال القيادة في السباقات يتمحور حول إظهار درجات عالية من التركيز والسيطرة على السيارة. بهذه المعادلة يمكن التوصل إلى قيادة سريعة، ولكن آمنة". وتلقت حلبة البحرين الدولية آلاف الطلبات من محبي رياضة السيارات البحرينيين للاشتراك في المسابقة، إذ خضعت المجموعة الأولى من 300 متسابق بحريني بعمر يتراوح ما بين 18 و26 عاما لسلسلة اختبارات لتقييم رد فعلهم، تركيزهم وقدرتهم على التفكير الثلاثي الأبعاد. وسيستمر الاختبار حتى التاسع من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، إذ سينتقل حينها 100 سائق فقط إلى المرحلة الثالثة من المسابقة. وسيبلغ المشاركون بنتيجتهم بعد تصفيتهم في العاشر من سبتمبر. ستختتم المرحلة الثالثة من المسابقة التي ستقام في 20 و21 من سبتمبر بمزيد من الامتحانات الخطية، إضافة إلى قيادة على الحلبة. وسيتاح للسائقين إظهار مقدرتهم في القيادة على حلبة الفورمولا 1 الوحيدة في الشرق الأوسط. وسيقود المتبارون ثلاث سيارات هوندا سيتي تبرعت بها شركة الوطنية للسيارات. وستعلن أسماء الفائزين الثلاثة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. سيحظى الفائزون في المسابقة بجائزة قيامة عبارة عن قيادة في موسم سباق كامل في بطولة بابكو كاترهام 7 الخليجية الجديدة المنظمة من قبل حلبة البحرين الدولية التي ستبدأ في أكتوبر/ تشرين الأول من العام .2005 وستشمل الجائزة استخدام السيارة وجميع المصاريف الأخرى المرتبطة بها ومن ضمنها ثياب سباق كاملة برعاية أو إم بي OMP. أما الفائز النهائي فسيحصل على تدريب عالمي خاص بالسباقات من قبل أحد فرق الطليعة في الفورمولا .1