سقط فريق الشباب البحريني في أول اختبار خارجي بخسارته أمام فريق الطلبة العراقي بثلاثة أهداف مقابل هدف أمس على استاد البحرين الوطني في مباراة الذهاب لدوري أبطال العرب لكرة القدم. وأصبح الطلبة الأقرب للتأهل إلى الدور الثاني، إذ يمتلك فرصا كثيرة تعزز حظوظه في مباراة الإياب التي ستقام يوم 27 الجاري في دمشق، فيما يحتاج الشباب إلى نوع من "المعجزة الكروية" تفرض عليه الفوز "3/صفر" أو أكثر في مباراة الإياب. وواجه الشباب صعوبة كبيرة في أول مباراة خارجية في تاريخه، إذ تأثر بقلة الخبرة والرهبة وعدم جاهزيته البدنية والفنية الكاملة على عكس الطلبة الذي وضح استثماره لعامل خبرة وثقة لاعبيه في هذه البطولات وجاهزيته الأفضل، وهو ما كان الفيصل في تحديد مسار ونتيجة المباراة منذ شوطها الأول الذي شهد تفوقا مطلقا للطلبة توجه بتسجيل هدفين مستثمرا ضياع الشباب الذي دخل نسبيا أجواء المباراة في شوطها الثاني وسجل هدفه الوحيد. وخاض الشباب المباراة كأنه غريبا وسط أرضه، إذ لعب وسط مدرجات شبه خالية وهو ما قلص درجة الحماس لدى لاعبيه في المباراة وفقدوا عاملا معنويا مهما في مثل هذه المباريات.
تفوق الطلبة
شهد الشوط الأول تفوقا مطلقا لفريق الطلبة الذي فرض سيطرته الميدانية واستطاع الوصول إلى مرمى الشباب مرات كثيرة توجها بتسجيل هدفين. ووضح منذ بداية المباراة أفضلية الطلبة بنشاط لاعبيه، وخصوصا في وسط الملعب وعلى الأطراف التي شهدت حركة فعالة عبر الكرات العكسية التي شكلت خطورة مستمرة على الشباب وأفرزت فرصا أبرزها من مهاجمه علي جابر الذي تهيأت إليه كرة عرضية أمام المرمى فلعبها برأسه وتصدى إليها الحارس علي فضل، ثم أهدر جابر فرصة سانحة عندما وصلت إليه كرة طويلة أخطأ المدافع الشبابي في إبعادها لينفرد جابر بالمرمى ولعب الكرة فوق الحارس، ولكن العارضة كانت بالمرصاد وابتسمت للشباب، وذلك في الدقيقتين 9 و.29 وكانت تلك المعطيات بمثابة بوادر لهدف قادم في الطريق كان موعده في الدقيقة 31 بتوقيع علاء منصور الذي وصلته كرة طويلة من وسط الملعب في ظل غياب التغطية الدفاعية الشبابية لينفرد مسددا الكرة في الشباك. ولم يغير الهدف من واقع المباراة وتفوق الطلبة وضياع الشباب حتى جاء الهدف الثاني في الدقيقة ،38 إذ أخطأ المدافع الشبابي محمود منصور في إبعاد الكرة العرضية التي لعبها لاعب الطلبة علاء منصور فدخلت المرمى.
ضياع شبابي
في المقابل كان الشباب ضائعا فنيا ومعنويا طيلة الشوط الأول وبدا فاقد الهوية ومرتبكا بين صفوفه على رغم مشاركة جميع عناصره الأساسية عدا حارسه محسن عبدالوهاب المصاب، ولم تظهر عناصره المؤثرة والفعالة وأبرزها المحترف العراقي هيثم كاظم بفورمتهم المعهودة، إذ لم يكن هناك أي حضور للاعبي الوسط هيثم وهاني حبيب وعلي عبدالله، وغاب نشاط الظهير حسن مكي، ما جعل المهاجمين محمد الهدار والعراقي عمار عبدالحسن معزولين في المقدمة من دون فعالية ولم تصل أية كرة شبابية إلى منطقة جراء الطلبة عدا مرة واحدة. وما زاد الطين بلة لدى الشباب هو الأخطاء الدفاعية وغياب التغطية، وهو ما استثمره هجوم الطلبة جيدا في تسجيل الهدفين، ويبدو أن ذلك يرجع إلى قلة الخبرة والارتباك وغياب دور وسط الملعب.
تحسن شبابي
تحسن الأداء العام للشباب في الشوط الثاني بعد تجرده من الرهبة والارتباك ودخوله تدريجيا أجواء المباراة وتسلم زمام السيطرة والاستحواذ على الكرة وسط الملعب بقيادة هيثم كاظم الذي ظهر في الشوط الثاني على رغم الرقابة التي فرضت عليه. بيد أن تحسن مستوى الشباب لم ينعكس كثيرا على الفعالية الهجومية للفريق، إذ واجه صعوبة في بناء وتنظيم الهجمات، الأمر الذي دفع مدربه الوطني أحمد ناصر الدخيل إلى إجراء ثلاثة تبديلات أبرزها دخول الشاب الواعد محمود العجيمي، وسنحت أول فرصة شبابية في الدقيقة 28 لمهاجمه عمار عبدالحسن الذي لم يستثمر كرة انفرادية بالمرمى وسددها بجوار القائم. وشهدت الدقيقة 37 الهدف الشبابي الذي جاء نتاج هجمة منسقة بتمريرة متقنة انفرد بها هيثم كاظم وسددها في المرمى. ولم يستثمر الشباب هذا الهدف، إذ فقد توازنه مجددا، وخصوصا في خطه الدفاعي المفتوح الذي تسبب في تسجيل هدف الطلبة الثالث عن طريق محمد منصور. أدار المباراة طاقم تحكيم دولي عماني لم يواجه أية صعوبة في إدارتها.
أرجع مدرب فريق الشباب أحمد صالح الدخيل خسارة فريقه أمام الطلبة العراقي إلى قلة خبرة فريقه وعدم إعداده الجيد ووصوله إلى الجاهزية الفنية والبدنية التي تؤهله لخوض مثل هذه المباريات القوية. وقال الدخيل في المؤتمر الصحافي الذي عقب المباراة: "في ظل عدم جاهزية الفريق كنا نعول على استثمار عاملي الأرض والجمهور، ولكن للأسف الحضور الجماهيري القليل لم يكن في صالحنا، الأمر الذي جعل مجريات المباراة تسير لصالح الطلبة الذي استثمر الأخطاء الدفاعية الكثيرة لفريقنا وسجل منها هدفين". وأضاف الدخيل "تحسن مستوى فريقنا في الشوط الثاني وبدأنا نمسك زمام اللعب وسجلنا هدفا، ولكن الأخطاء الدفاعية استمرت وتسببت في تسجيل الهدف الثالث، وهناك مشكلة تقلقني في أن الشباب لا يدخل جو المباراة إلا متأخرا، وهي نواجهها منذ الموسم الماضي وسنحاول العمل على معالجتها سواء نفسيا أو فنيا". وأكد الدخيل أن الخسارة لم تفقد فريقه الأمل، ومثلما استغل ظروف مباراة الذهاب لصالحه سنحاول استغلال ظروف الإياب، وخصوصا أن فريق الشباب سيصل إلى جاهزية بدنية وفنية أفضل خلال الفترة التي تفصلنا عن مباراة الإياب. وانتقد الدخيل موعد إقامة مباريات البطولة العربية الذي يأتي قبل انطلاقة المسابقات المحلية، وهو ما يجعل الفريق يدخل البطولة من دون الجاهزية المطلوبة
العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ