بدأت شركة ألمنيوم البحرين "ألبا" انتاج الألمنيوم من خط الصهر الخامس ليرتفع معدل الانتاج الى 840 ألف طن سنويا، وبذلك أصبحت ألبافي مصاف أكبر الشركات الحديثة تكنولوجيا في العالم. والشركة التي يعتمد عليها اقتصاد البحرين في الصناعات الثقيلة تزود الصناعات التحويلية المحلية بنصف انتاجها ما عزز موقع البحرين كبلد منتج للألمنيوم ومصنع لعدد غير قليل من السلع المعتمدة على هذا المعدن الذي يزداد الطلب العالمي عليه سنويا بمعدل 4 في المئة. الرئيسي التنفيذي بالوكالة للشركة أحمد النعيمي تحدث إلى "الوسط" عن الطموحات والخطط المستقبلية التي يجرى تنفيذها حاليا، وفيما يأتي نص الحوار: "ألبا" دخلت طورا جديدا، كيف تنظر إلى توسعة الانتاج وأهدافه؟ - "ألبا" حاليا تعتبر من أفضل وأكبر المصاهر الحديثة في العالم، ونحن نطبق النظم البيئية مستخدمين آخر التطويرات التكنولوجية وعلى هذا الاساس نحن أكبر مصهر حديث في العالم. هناك مصهران أكبر من ناحية حجم الانتاج في روسيا، ولكن لو أخذنا حجم الانتاج بوسائل متطورة، فشركة ألمنيوم البحرين هي الأكبر في هذه الناحية. وعليه فإن توسعة الانتاج يأتي ضمن السياق الاستراتيجي الذي تنتهجه "ألبا" لكي تستمر في لعب دورها في سوق الألمنيوم العالمية. كيف تنظر إلى المنافسة من المصاهر التي توجد أو يتم انشاؤها في دول الجوار؟ فهناك مصهر الألمنيوم في دبي "دوبال"، وهناك مصهر يتم انشاؤه في عمان وآخر في قطر وايضا هناك حديث عن مصهر في السعودية... كيف تنظر إلى هذه التطورات؟ - "ألبا" و"دوبال" يعتبران من المصاهر الحديثة والمتطورة، ونوعية الانتاج لدى "دوبال" تشابه ما لدى البحرين، وألبا تتميز في استمرارية مواردها البشرية التي اكتسبت الخبرة طوال السنوات... فلدينا حاليا ثلاثة آلاف موظف في ألبا، وتسعين في المئة من هؤلاء بحرينيون. هؤلاء جميعهم لديهم خبرات ممتازة وانجازات في تطوير ألبا نتيجة للابداعات التي يتم تنظيمها وتشغيلها محليا. فمثلا، الخط الخامس، فللمرة الثانية تستطيع الخبرات البحرينية ان تتفوق على المستوى التكنولوجي المطروح عالميا، فالمتعارف عليه ان خط الصهر يحتوي على 260 خلية، ولكن الخبراء البحرينيين قالوا انهم يستطيعون تطوير ذلك إلى 288 خلية... وبعد أخذ ورد مع الشركات التي تزود ألبا بالتكنولوجيا اقتنعوا بذلك، وأصبحت الآن "ألبا" انموذجا لهذا النوع من التكنولوجيا المتطورة. وعندما بدأنا في تصميم الخط الخامس، انتج المبدعون البحرينيون الذين اقترحوا على الشركة الفرنسية "بيشينه" بشأن تطوير استخدام الطاقة الكهربائية بحيث نستفيد بنسبة 17 في المئة أكثر من المعتاد من دون الحاجة الى مزيد من الامكانات المكلفة. وفعلا اقتنعت الشركة وتحقق ذلك. هذا التميز كان نتيجة للخبرات المتراكمة، إذ تمكنت ألبا من تطوير طاقتها الانتاجية من 120 ألف طن الى 840 ألف طن سنويا بأقل الكلف التي تفترضها مثل هذه التوسعات. ان هذا كله نتيجة لتطوير الخبرات وهو ما شمل ايضا طريقة تشغيل الخط الخامس الذي يعتبر انجازا بحد ذاته، فالكثير من المصانع في العالم تتطلب وقتا طويلا لإنجاز مثل هذا العمل بينما تمكن خبراء ألبا من تشغيل الخط خلال 77 يوما، وهذا ثلث المدة التي يأخذها الآخرون لتشغيل خط صهر. كيف ستنظمون عملية الاستزادة من المادة الخام مع ازدياد طلبكم واحتمال ازدياد الطلب من المصاهر الخليجية الأخرى؟ - من ضمن خطة المشروع كانت هناك استراتيجية مناولة المواد، وهذه كلها أخذت في الاعتبار، سواء كان بالنسبة الى مادة الالمنيوم الخام أو مادة الكاربون أو حتى متطلبات المسبك "ما بعد الصهر"... كل هذه أخذت في الاعتبار قبل تشغيل المصهر الخامس. لقد جهزنا معدات الصهر، وقد عملنا على كل متطلبات التزويد والمناولة قبل عامين وقد وقعنا الاتفاقات مع المزودين الرئيسيين وكان كل ذلك تم انجازه بحسب الخطة التي وضعت. هل مازالت استراليا هي أهم مصدر للمادة الخام "الألومينا"؟ - نعم، بالنسبة إلى المادة الخام لمادة الألمنيوم، استراليا هي المصدر الاساس، ولكن الفحم له عدة مصادر، منها الكويت التي تزودنا بالفحم البترول،ي وكذلك سورية والصين، وكنا نأخذ من البرازيل ولكن هذا أصبح مكلفا حاليا. إلى أين تصدر بصورة اساسية؟ - نحن نصدر الألمنيوم والفحم... نصدر معدن الألمنيوم بنسبة خمسين في المئة، لأن نصفه يتم تزويد السوق المحلية به نظرا للاحتياجات المتزايدة. بدأنا ندخل السوق الأوروبية ولكن هناك مشكلة الضريبة ومقدارها 6 في المئة التي تفرضها أوروبا علينا. أما أميركا فإن كلفة الشحن تمنع من دخول السوق بصورة تنافسية مع الآخرين الذين لا يحتاجون الى دفع كلفة الشحن المماثلة لنا. نحن نصدر بصورة رئيسية إلى شرق آسيا، مثل تايلند، ماليزيا، كورية، تايوان، واليابان. ماذا عن الصين؟ - الصين لاتزال ليست ضمن من نصدر اليهم. كيف تنظر إلى الطلب العالمي؟ - هناك نمو بمقدار 4 في المئة كما ان هناك مصاهر تغلق في أميركا، وغيرها من الدول، والطلب مازال مستمرا ومتزايدا على ما تنتجه ألبا. هل دخلت البحرين في تفاهم مع دول الخليج بشأن مصاهر الألمنيوم؟ - هناك نوع من التفاهم، ونحن آذان صاغية لكل الجهود المبذولة من أجل التعاون، وحاليا لدينا تعاون مع "دوبال" وكذلك نسعى الى تفاهم مع المصاهر الجديدة. هل تتوقع ظهور مجموعة خليجية لمصاهر الالمنيوم توحد سياساتها مثل ما هو موجود بالنسبة الى منظمة الأوبك بالنسبة إلى النفط؟ - حاليا هذا ليس مطروحا بالطريقة التي ذكرت، ولكن لا يمنع ان تتشكل رابطة تنسيقية بين مصاهر الالمنيوم الخليجية مستقبلا، ولكن ان يظهر شيء مثل "أوبك" فإنه لا يوجد طرح من هذا النوع. هل تنظرون الى تطوير السوق المحلية لتحريك النمو في اسواق الالمنيوم؟ - قبل التطوير كان الأمر مطروحا وهو ان السوق تحتاج الى معدن المنيوم ليس مسبوكا وهذا أعطانا مجالا لمد السوق المحلية بنحو خمسين في المئة من الطاقة الانتاجية والقيمة المضافة من تزويد الالمنيوم الى المصانع التحويلية هي الدافع لنمو هذا القطاع الذي تستهدفه "ألبا". هل لديكم فكرة لإنشاء معهد تدريبي لتزويد ألبا بمزيد من الخبرات؟ - لدينا خطة لصوغ الاستراتيجية على مدى بعيد، ومن بين الخطط انشاء مركز للتطوير والبحوث، ومثل هذه الخطة ستدعم التطوير المعرفي لصناعة الالمنيوم ومن شأنه تعزيز موقع البحرين بصورة استراتيجية. ومن خلال هذه الخطوة سنتمكن من رفد الشركة والاقتصاد الوطني بخبرات نوعية ذات قيمة مضافة عالية، وسوق توجه الامكانات نحو مزيد من الانجازات والابداعات. لدينا حاليا تعاون مع معهد البحرين للتدريب ومع الجامعة بشأن التدريب المهني والاكاديمي ولكن الفكرة واردة ان تسعى ألبا الى تطوير هذا البرنامج بشكل اوسع. ولكن التفكير الاستراتيجي يتوجه الى البحث العلمي المعتمد على الخبرات التي تطورها ألبا داخليا. كانت هناك فكرة لاجتذاب رأس مال أجنبي من خلال استقطاب اسهم لشركة "ألكوا" ولكن تباين وجهات النظر ادى إلى تأجيل مثل هذه الفكرة. هل مازالت ألبا تفكر في هذا المجال؟ - حاليا هناك خيارات عدة تتم دراستها ، وأية خطوة في هذا المجال ستكون ضمن الاستراتيجية التي تعتمدها الشركة. الاستراتيجية تم صوغها بالتعاون مع شركة استشارية عالمية، وعرضت على مجلس الادارة، والمجلس هو الذي سيحدد الخيارات على المدى البعيد. جميع القضايا مطروحة على الطاولة، وموضوع "ألكوا" كان منذ البداية مطروحا والعلاقة قائمة على مجالات عدة
العدد 1111 - الثلثاء 20 سبتمبر 2005م الموافق 16 شعبان 1426هـ