حذر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس - كان مسئولي البنوك المركزية من أن الانتعاش الاقتصادي العالمي «في خطر» في حال إخفاق الاقتصادات الرئيسية في العالم بالعمل معاً والتنسيق فيما بينها، وذلك وسط تصاعد المخاوف مما بات يُعرف بـ «حرب العملات العالمية».
ففي كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الختامية لاجتماع عُقد يوم أمس الأول (الاثنين) في شنغهاي وحضره مسئولون ماليون بارزون من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا والأميركتين، قال شتراوس: «يجب الحفاظ على روح التعاون، فبدون ذلك، سيكون الانتعاش في خطر».
وأضاف المسئول الدولي قائلاً: «نواجه اليوم خطر انحلال الفرقة الوحيدة التي روَّضت الأزمة المالية وخطر تحولها إلى أصوات نشاز تصدر نغمات متنافرة مع نزوع الدول بشكل متزايد للعمل بشكل منفرد. إن هذا سيجعل بالتأكيد الجميع أسوأ حالاً».
وقد أعقب مؤتمر شنغهاي الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بواشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري؛ إذ ناقش مسئولون وخبراء ماليون سُبل تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي يعاني أسوأ ركود مر به منذ الحرب العالمية الثانية. كما جاء المؤتمر أيضاً قُبيل اجتماع وزراء مالية «مجموعة الدول العشرين» في كوريا الجنوبية الأسبوع الجاري؛ إّذ يُتوقع أن تهيمن على جدول أعمال المؤتمر قضية إصلاح العملات العالمية، وسط مخاوف من احتمال تبني نظام الحواجز التجارية في وجه الصادرات الآسيوية المنافسة.
وجاء في بيان صادر عن صندوق النقد الدولي أن مؤتمر شنغهاي عُقد برئاسة كل من شتراوس ومحافظ مصرف الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني)تشو شياوتشوان، ومثَّل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في المؤتمر المذكور، عضو اللجنة الاتحادية للسوق المفتوح، وهي الجهة المسئولة عن رسم وإقرار السياسات في المصرف الأميركي، كيفين وورش.
وقد أبلغ مستشار السياسات المالية في البنك المركزي الصيني، تشيا بين، الصحافيين المجتمعين خارج قاعة الاجتماعات، أن النقاشات خلال المؤتمر تركزت على سياسات التحوُّط الشامل (ماكرو برودينشال)، والتي تُعنى بالصورة المنهجية الكبيرة لتقليص مخاطر المؤسسات المالية التي تكون عادة أضخم من أن تفشل.
من جانب آخر، حذرت كوريا الجنوبية قُبيل اجتماع وزراء مالية دول «مجموعة العشرين»، والذي سيبدأ يوم الجمعة المقبل للتحضير لقمة قادة المجموعة في سيئول الشهر المقبل، من أن الخلافات بشأن قضية العملات تتصاعد باضطراد، وقد تقود في نهاية المطاف إلى نوع من الحمائية التجارية.
وكان شتراوس قد حذر في وقت سابق من الشهر الجاري من أن حروب العملات العالمية تشكل «تهديداً حقيقياً» للانتعاش الاقتصادي العالمي.
ففي مقابلة مع «بي بي سي» في الثامن من الشهر الجاري، قال شتراوس، إن النزاع بشأن العملات أظهر أن دول العالم لا تتعاون كما كانت تفعل خلال الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالي في الوقت الراهن.
وقال شتراوس، إن هناك دلائل على أن بعض الدول تحاول استخدام عملاتها الوطنية «كسلاح»، مضيفاً بقوله: «إن استعداد الدول للعمل معاً؛ الأمر الذي كان قوياً جداً في ذروة الأزمة المالية، لم يعد قويا اليوم».
العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ