في خطوة مفاجئة تم أمس الإعلان عن رحيل مدرب منتخبنا الأول لكرة القدم النمسوي جوزيف سبيرغر بعدما قدّم سبيرغر استقالته بعد مرور 3 أشهر فقط على بدء عمله مع المنتخب البحريني لينتقل إلى تدريب فريق الوحدة الإماراتي مجدداً الذي سبق له تدريبه الموسم الماضي وحقق معه بطولة الدوري الإماراتي.

وتم فسخ العقد بين الطرفين بصورة سريعة يوم أمس خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقد ظهر أمس بمقر الاتحاد البحريني لكرة القدم بحضور نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة والمشرف العام على المنتخب عبدالرزاق محمد مع سبيرغر واستمر نحو ساعة ونصف الساعة وعلى اثره تمت تسوية جميع الأمور المتعلقة بعملية فسخ العقد المبرم لمدة موسمين وأبرزها تحمل المدرب الشرط الجزائي جراء فسخ العقد، بالإضافة إلى أن رحيل المدرب سيشمل جميع أفراد الطاقم التدريبي الذي حضر معه «مساعد المدرب ومدرب المنتخب الأولمبي ومدرب حراس المرمى والطبيب».

وبعد الاجتماع عقد مؤتمراً صحافياً طارئاً بمقر اتحاد الكرة تحدث خلاله سبيرغر عن قرار استقالته ورحيله إلى الوحدة الإماراتي، مؤكداً أنه أصعب قرار في حياته التدريبية بتلقيه عرضاً تدريبياً من ناد وهو مرتبط بعقد آخر، ما جعله في وضع صعب في اتخاذ القرار وإخطار المسئولين بالاتحاد البحريني لكرة القدم بذلك القرار.

واستعرض سبيرغر تفاصيل مفاوضاته وعقده مع الوحدة قائلاً: «بصراحة لم أوقع عقدي رسمياً مع الوحدة حتى الآن لكن حدث توافق عبر الاتصال الهاتفي بيننا، إذ كنت في زيارة سريعة إلى أبوظبي بعلم مسئولي اتحاد الكرة من أجل الحصول على مستحقاتي المالية المتأخرة منذ الموسم الماضي واستخراج فيزا، ولم تكن هناك أية مفاوضات أو حديث مع مسئولي الوحدة بشأن تدريبي للفريق، لكنني فوجئت بما تناولته الصحافة في الإمارات والبحرين في اليوم التالي بأنني قمت بالتفاوض ووقعت على تدريب الوحدة وذلك لم يحدث، ومن الصدف أن زياراتي تزامنت مع اليوم الذي استقال فيه مدرب الوحدة البرازيلي تيتي، وبعد عودتي إلى البحرين تلقيت اتصالاً من جانب نادي الوحدة يقدم لي عرضاً لتدريب الفريق في المرحلة المقبلة وكان عرضاً مغرياً وكبيراً، وحينها لم أعطهم قراري بشأن العرض لأنها المرة الأولى التي أواجه فيها هذا الموقف الصعب، وبصراحة ظللت ليلتين عجزت فيها عن النوم وأفكر في القرار حتى توصلت إلى خيار الاستقالة والقبول بعرض الوحدة وأخبرت رئيس اتحاد الكرة الشيخ سلمان بن إبراهيم بذلك وكان متفهماً للموضوع واحترم قراري».

وضع منتخبكم صعب

وأضاف سبيرغر «هناك من يرى أنني لم أحترم عقدي مع الاتحاد البحريني لكنني مثلما ذكرت واجهت موقفاً صعباً أعيشه للمرة الأولى في مشواري وهي حالة خاصة لا يمكن الحكم عليها إلاّ من يعمل في مجال التدريب كمحترف، وجعلني أفكرّ كثيراً ما بين أمرين إما احترام والتزامي بعقد البحرين أو التفكير في الظروف المحيطة بعملي في البحرين ومن بينها الصعوبات التي وجدتها في البحرين والمتمثلة في صعوبة تنفيذ عملية وخطة التجديد وبناء منتخب جديد في ظل الوضع الحالي من قلة المواهب وتواضع مستوى الدوري المحلي بعدما شاهدت مباريات الجولة الأولى من الدوري، ومن سوء حظي أنه في بداية عملي تعرض نجما المنتخب محمد سالمين ومحمود عبدالرحمن «رينغو» إلى الإصابة التي ستبعدهما لفترة طويلة، ووجدت من الصعوبة تعويضهما ككفاءات فنية وعناصر مؤثرة في المنتخب في ضوء مشاهدتي مستويات اللاعبين المحليين الموجودين دون المحترفين في المنتخب حالياً على رغم وجود بعض المواهب أبرزها المدافع الشاب راشد الحوطي، كما أن وضع المنتخب البحريني لم يصبح مثلما كان قبل 7 سنوات برز خلالها وكان جيدا فحدث تراجع، والبحرين بلد صغير وقلة القاعدة تحد من اكتشاف المواهب».

وتابع «كما أنني من طبيعتي كمدرب لا أحب الهزائم وطموحي النجاح ومن خلال تجربتي القصيرة في البحرين واجهنا ظروفاً صعبة وتعرض المنتخب لخسائر ثقيلة؛ أمام إيران بثلاثة أهداف نظيفة وأمام أوزبكستان بأربعة أهداف، ووجدت أن تطوير مستوى المنتخب البحريني يحتاج إلى عمل كبير ومتواصل لسنوات طويلة من فترة عقدي وهو ما لا يتناسب مع عمري كمدرب أبلغ من العمر 62 عاماً، وفي المقابل وزنت هذه الظروف مع العرض الذي أمامي المقدم من الوحدة الإماراتي والذي سبق لي أن عملت معه الموسم الماضي وحققنا النجاح بتحقيق بطولة الدوري لكنني رحلت لظروف إدارية، وهناك الظروف أفضل من حيث الإمكانات وخصوصاً أن العرض المقدم من الوحدة يعتبر كبيراً ورائعاً؛ لذا آثرت اختيار عرض الوحدة على رغم صعوبة القرار».

وعبّر سبيرغر عن اعتذاره لجميع المسئولين باتحاد الكرة والجماهير البحرينية على القرار الذي أتخذه بالرحيل عن المنتخب على رغم العلاقات الطيبة القائمة بينه والمسئولين والإداريين وغالبية لاعبي المنتخب، معبراً عن أمنياته لمنتخب البحرين التوفيق في المرحلة المقبلة مع مدربه الجديد.

وعن أهدافه وطموحاته مع فريق الوحدة الإماراتي قال سبيرغر: «حتى الآن لم أتحدث مع مسئولي نادي الوحدة بشأن الأهداف والطموحات، إذ لم أوقع العقد رسمياً بعد وينتظر مغادرتي إلى أبوظبي خلال اليومين المقبلين بعد إنهاء أموري في البحرين، لكن الاتفاق الذي تم ينص على قيادة الوحدة في الموسم الحالي فقط، والذي أعرفه أن فريق الوحدة مر بظروف ومشكلات صعبة مع مدربه البرازيلي تيتي، والوحدة ومسئولوه وجماهيره يحبون الفوز في جميع المباريات وحتى في كأس العالم للأندية التي سيشارك فيها الوحدة في أبوظبي خلال ديسمبر/ كانون الأول 2010 فإن الوحداوية يسعون إلى الفوز حتى على الفرق العالمية والكأس على رغم صعوبة ذلك، والوحدة يبقى فريقاً قوياً والمنافسة في الدوري الإماراتي صعبة بين عدة فرق مثل الجزيرة والوصل والعين، وأنني أدرك أن كل مدرب يقود الوحدة عليه توقع جميع الاحتمالات حتى الأسوأ!».