عقد مركز عيسى الثقافي مؤتمرا صحافيا للفعالية الفنية الموسيقية «وشائج» احتفاء بتجربة الشاعر علي عبدالله خليفة في إصداره الجديد الذي يجمع فيه بين الشعر والنقد والرسم على الزجاج لمبدعبن من دول مختلفة، برعاية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبدعم فني من مؤسسة «ربيع الشعراء» الفرنسية، حيث سيدشن الإصدار الجديد «وشائج» في الرابع من مايو/ أيار المقبل بمشاركة فرنسية وست دول أخرى. في البداية تحدّث الرئيس التنفيدي لمركز عيسى الثقافي خلدون أباحسن الذي أعلن عن سرور المركز باحتضانه لفعالية «وشائج» كأول نشاط يقام في أروقته، ترجمة لأهداف المركز في وضع البحرين على الخريطة الثقافية عربيا وعالميا، واتخاذه نافدة يطل بها المثقف والمبدع البحريني على العالم.
وتحدث المشرف العلمي على مشروع «وشائج» الأكاديمي محمد النويري مبينا أن هذا العمل طال أمد الإعداد له حرصا من الشاعر على تمثيل التواشج بين اللوحات والقصائد من حيث تصوير الأبعاد الدلالية للتجربة، وأوضح أن هذا العمل شاركت فيه اختصاصات فنية مختلفة من الشعر والرسم على الزجاج في مواءمة بين الإبداع الفني والشعري والموسيقي والمسرحي، بما يعكس إمكانات التجربة ووجوهها الفنية.
وعن محتوى المشروع أشار النويري إلى أنه تم اختيار مجموعة من القصائد القديمة والحديثة بما يمثل امتدادات التجربة الشعرية لعلي عبدالله خليفة. وقد أعدت الناقدة التونسية نورالهدى باديس دراسة نقدية فاجأت بها الجميع والشاعر نفسه، فقد أسهمت ببحث نقدي رصين يتسم بالجدة وقرأت التجربة بمختلف مراحلها مقدمة إضافة معرفية، بالإضافة إلى إسهام الناقد الفرنسي ديفيد دومورتييه الذي تولى دراسة مع مجمل نتاج الشاعر بالعربية، وكتب تحليلا نقديا لتجربة الشاعر تمت ترجمته إلى العربية. وخلص النويري إلى أن الكتاب تلتقي فيه حضارات مختلفة ودروب فنية متوائمة وهذا ما ترجمه عنوان الكتاب «وشائج».
ومن جهته، أشار الشاعر علي عبدالله خليفة إن هذا المشروع يأتي تأكيدا للوشائج الإنسانية التي تجمع البشرية وتوحدها في إبداع فني رفيع. وأضاف أن مشروع «وشائج» بالنسبة إليه «يعني التعالق والتشابك بين البشر عبر رابطة القربى التي هي قائمة وتحتاج إلى شرارة، وكانت الشرارة هي مصادفاته مبدعين من سبع جنسيات مختلفة، منهم شانتال لوجندر التي التقيتها فجأة في خريف الشعر حيث تفاعلت مع حرارة المعنى وأرادت أن تعبر عنه بالرسم على الزجاج».
وعن القصائد التي تم اختيارها لـ «وشائج» أشار خليفة إلى أن النويري اختار ما يمثل التجربة وقصائد لها علاقة بالقرب من فرنسا، وأكد أن الاختيار كان نقديا، وكذلك الأمر مع الناقد الفرنسي الذي تم اختياره من «ربيع الشعر» إذ إنه يجيد العربية والفرنسية، الذي اطلع على بعض القصائد واستدرك ليطلب قراءة كل التجربة، وفاجأتني الناقدة التونسية نورالهدى باديس بالتقاط خيط من التجربة دعاني إلى قراءة قصائدي من جديد، حيث التقطت محورا تدور حوله التجربة ككل، وتولت الشاعرة ثريا إقبال ترجمة القصائد إلى الفرنسية مرة أخرى.
وأضاف: «هكذا أحس بالمعنى في عيون الآخرين» وذلك حين جمعته المصادفات بقراء من مختلف اللغات، حيث كان يقرأ قصائده في باريس ومراكش ورومانيا باللغة العربية فيرمق المعنى في عيونهم.
وأضاف أن: هذه الفعالية امتداد لتجارب سابقة من مثل «لا يتشابه الشجر» حيث يشاركني دائما الفنان والمخرج عبدالله يوسف الذي أحس فيه التوهج و «المجايلة»، إذ ستكون لمساته المسرحة حاضرة في «وشائج»، إضافة إلى الفنان محمد حداد الذي يقدم رؤيته للتجربة في جو احتفالي ويرفد «وشائج» برؤية موسيقية خاصة.
وفي ختام المؤتمر الصحافي قدم خليفة شكره لمن ساهم في دعم العمل: شركة «غاز البحرين الوطنية»، وشركة «ألمنيوم البحرين»، و «مجموعة بوهندي التجارية»، و «جائزة يوسف بن أحمد كانو للإبداع»، بالإضافة إلى المعهد الثقافي الفرنسي (الإليانس فرنسيز) بالبحرين، والملتقى الثقافي الأهلي وأسرة الأدباء والكتاب
العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ