العدد 2972 - الإثنين 25 أكتوبر 2010م الموافق 17 ذي القعدة 1431هـ

قادة البتروكيماويات يناقشون في المنامة نقص الموانئ وتخفيض كلف الشحن

الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة يلقي كلمة نيابة عن وزير النفط
الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة يلقي كلمة نيابة عن وزير النفط

يناقش 200 من قادة وخبراء البتروكمياويات في الخليج موضوعات الشحن وسلسلة الإمداد لصناعة البتروكيماويات التي تعد ثاني أهم صناعة في الخليج بعد النفط، وسط تحديات لوجستية تتمثل في نقص الموانئ في دول المنطقة وارتفاع أسعار الشحن إلى جانب البحث عن طرق أسرع وأقل كلفة لتصدير منتجات البتروكيماويات لأسواق الخليج.

ويستعرض خبراء ورؤساء تنفيذيون في شركات عالمية وخليجية تعمل في الصناعات البتروكيماوية وشركات هندسية خلال المؤتمر الثاني لسلسة إمداد الاتحاد الخليجي لمنتجي البتروكمياويات والكيماويات، حلولاً جديدة لعمليات النقل والتصدير والدعم اللوجستي لصناعة البتروكمياويات إلى جانب طرق جديدة للتغليف وتعبئة المنتجات وإيصالها بسرعة وسلاسة إلى الأسواق العالمية.

وتعتمد دول الخليج على ميناء جبل علي في إمارة دبي لتصدير أغلب صادرات البتروكمياويات في المنطقة؛ الأمر الذي يفرض تحديات لإقامة موانئ عملاقة جديدة قادرة على استقبال سفن الشحن الضخم.

وتبلغ قيمة صادرات صناعة البتروكيماويات الخليجية أكثر من 50 مليار دولار سنوياً بما يشكل 11 في المئة من حجم هذه الصناعة على مستوى العالم.

وتطرق وزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز، عبدالحسين ميرزا، في كلمة ألقيت نيابة عنه في المؤتمر إلى جهود البحرين في توفير الغاز الطبيعي لمشروعات الصناعة التبروكمياويات «بما أن إنتاج البحرين غير كاف لتلبية الطلب على الطاقة فإن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تبنت عدداً من المبادرات (...) الحصول على موافقة لحفر ثمانية آبار لغاز الخف بكلفة تقدر بنحو 200 مليون دولار لضمان إضافة 500 مليون قدم مربع يومياً من الغاز وتوفير كمية تكفي الطلبات الإضافية حتى 2014 ومع تطوير حقل البحرين ستتمكن البلاد من مضاعفة إنتاج الغاز».

وتابع «المبادرة الثانية تمثلت في تطوير نظام شفاف للبحث عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي للمشروعات الصناعية ووضع سياسية عادلة ومستدامة لتزويد المستهلكين بالغاز والمنتجات النفطية، والمبادرة الثالثة كانت عبر البحث عن إمدادات بديلة للغاز لضمان الاستدامة على مدى 40 سنة مقبلة عبر التفاوض مع دول مجاورة لاستيراد الغاز بما يعادل ألف مليون قدم معكب في اليوم».

وأضاف الوزير: «تدرس الهيئة عطاءات التنقيب لمشروعي استكشاف الغاز العميق على اليابسة (...) ومن المتوقع أن يتم الاستكشاف في 6 مناطق محتوية على الغاز لم يسبق اكتشافها».

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إيكويت للبتروكيماويات» الكويتية وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر، حمد التركيت، للصحافيين: «إنتاج البتروكمياويات في الخليج ينمو بمعدل 8 في المئة سنوياً وهي نسبة جيدة، لاشك أن توافر الغاز ووجود المشتقات النفطية يساهم في تطوير صناعة البتروكمياويات».

وأضاف قائلاً: «الآن نسبة صادرات الصناعات البتروكيماويات تعادل 12 في المئة من الإنتاج العالمي وسيصل إلى 20 في المئة بحلول العام 2015 ليبلغ نحو 120 مليون طن بالمقارنة مع 75 مليون طن حالياً».


اندفاع شركات النفط نحو البتروكمياويات

وأوضح التركيت، أن زيادة المشتقات النفطية في المنطقة واندفاع شركات النفط والمصافي نحو البتروكمياويات يساعد على نمو هذه الصناعة في المستقبل القريب.

وقال: «الجديد هو دخول الشركات النفطية فشركة النفط السعودية (أرامكو) مثلاً بدأت بمشروع «بترورابغ» مع شركة سوميتومو في المنطقة الغربية، ولديها مشروع مع شركة توتال في الجبيل ومشروع ثالث مع داو كيمكال في الجبيل، وهذا التوجه أيضاً في قطر والإمارات والكويت».

وتابع «هذا التوجه بدأ منذ خمس سنوات وأعتقد أنه سيتسمر مع وجود قيمة مضافة عالية للصناعات البتروكيماوية التي تعتمد على مصافي النفط بشكل رئيسي».

ومضى بالقول: «إنشاء مصفاة اليوم لا يضيف قيمة كما هو الحال في صناعة البتروكمياويات»


تحديات لوجستية تواجه الصناعة

وتطرق التركيت إلى تحديات تواجه الصناعة المشكلة اليوم هو كيف يمكن نقل 120 مليون طن إلى الأسواق العالمية وهذا هو موضوع المؤتمر اليوم ونرى الشركات تقترح حلولاً لإيصال هذا الإنتاج الضخم للأسواق الخارجية بصورة سريعة وسلسة واقل تكلفة».

وعن الموضوعات التي يناقشها المؤتمر أفاد التركيت: نقل الطن من البتروكمياويات إلى دول آسيا يكلفنا حالياً نحو 40 دولار... هذا يشكل كلفة قائمة والسؤال هو: هل هناك حلول لتخفيض القيمة وتحقيق عوائد أعلى لزيادة الربحية وهل يمكن تقليص مدة التسليم من ثلاثة أسابيع مثلاً لأسواق الصين إلى فترة أقل.

وأشار التركيت إلى حلول اقترحها في ورقة قدمها للمؤتمر «حالياً يتم نقل منتجات البتروكمياويات لأسواق لبنان وسوريا والعراق يتم توصيل المنتجات عن طريق شاحنات واقترحت لماذا لا يتم النقل عن طريق البحر أولاً».

وتابع «المؤتمر يحاول إيجاد حلول لكيفية امداد الأسواق المستهلكة لكيفية إمداد الأسواق المستهلك لمواد البتروكمياويات، هذا هو العام الماضي وهناك زيادة 30 في المئة من المشاركين وبلغ عددهم 200 مشارك وهناك أوراق جيدة».


مقترحات جديدة

وتطرق المؤتمر كذلك إلى حلول لوجستية جديدة من أجل تسهيل عملية تصدير البتروكمياويات للأسواق العالمية منها ما يتعلق بإيجاد طرق جديدة في عمليات التغليف وإقامة مصانع خاصة للتغليف في الدول المستهلكة.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «إيكويت للبتروكيماويات»: «هناك أفكار لنقل البتروكمياويات سائبة وبدون أكياس عن طريق حاويات كبيرة يتم نقلها إلى الأسواق مباشرة ومن ثم تكون هناك عملية التغليف مما يسرع عملية الشحن ويقلل الكلفة».


مشكلات الموانئ

وبيّن التركيت إلى أن المؤتمر سيستعرض كذلك مشكلة شح موانئ التصدير في الخليج «ما هو الحل لوجود شح الموانئ في الخليج، هناك ضغط على ميناء جبل علي الذي يصدر أغلب إنتاج دول الخليج من البتروكمياويات، فالبواخر الكبيرة التي تأخذ سفن ضخمة تتسع الـ 20 ألف حاوية تستقبل فقط في ميناء جبل علي، فأصبح الضغط على جبل علي الذي يتسع لـ14 مليون حاوية».

التركيت: «إذا لم تجد دول الخليج حلاً بديلاً لميناء جبل علي المزدحم، سيكون هناك تأخير في عملية الإمداد، هناك موانئ في مدينة الجبيل رقم 2 وعمليات توسعة لميناء جدة الإسلامي وميناء الملك فهد في ينبع وهناك ميناء بوبيان للتصدير في الكويت... سيتم البحث ما إذا كانت هذه الموانئ ستكفي وستخدم القطاع». واشار إلى أن وجود قطار سعودي داخلي من المنطقة الشرقية إلى المنطقة الغربية يكون أقرب للأسواق الأوروبية سيخدم صناعة البتروكمياويات إضافة إلى أهمية خطط إقامة شبكة موحدة لسككك الحديد بدول مجلس التعاون.


«جيبكا» من أهم التجمعات العالمية الصناعية

من جانبه أوضح المدير العام لشركة الخليج للبتروكيماويات، عبدالرحمن جواهري أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) يعد من أهم التجمعات للصناعة على مستوى العالم «الاتحاد يضم جميع منتجي البتروكمياويات إلى جانب الشركات المساندة».

وتابع «الاتحاد له باع عالمي وهناك العديد من المؤتمرات التي تعقد تحت مظلته وهناك مؤتمر رئيسي سيقام في دبي سيحضره أكثر من ألف مشارك من كبار الشخصيات في العالم». وأوضح أن البحرين ساهمت في تأسيس الاتحاد الذي يعتبر رمزاً للتعاون بين دول الخليج. وتابع «الاتحاد قرر إقامة المؤتمر في البحرين تقديراً لدور البحرين ودور شركة الخليج لصناعة البتروكمياويات، وجذب المؤتمر له دلالة على مركز البحرين في الصناعة إلى جانب دور المملكة في تهيئة البنية التحتية في سبيل خدمة الصناعات مع وجود ميناء متطور مثل ميناء خليفة بن سلمان إلى جانب استثمارات ضخمة في شبكة الطرق الحديثة خلال السنوات الماضية كما يوجد هناك ميناء سترة وميناء ألبا لصادرات الألمنيوم». وأوضح «السعودية من أكبر منتجي البتروكمياويات في العالم ومع قربها من شقيقتها مملكة البحرين يجذب الكثيرين إلى مثل هذه المؤتمرات». وأكد جواهري أن مثل هذه الفعاليات الصناعية ستدعم قطاع المؤتمرات والمعارض في البلاد.

العدد 2972 - الإثنين 25 أكتوبر 2010م الموافق 17 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً