احتفلت كلية العلوم الصحية، تحت رعاية وزير الصحة فيصل الحمر، بتخريج الفوج الواحد والثلاثين والثاني والثلاثين والثالث والثلاثين من خريجي وخريجات البرامج المختلفة بمختلف التخصصات وذلك مساء يوم السبت (30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) بقاعة الدانة بفندق الخليج، حيث تخرج 723 طالبا وطالبة من 3 أفواج من 2008 إلى 2010.

وعبر الوزير الحمر عن اعتزازه بما قدمته الكلية من عطاء أثمر بتخريج فوج جديد يمتلك المؤهلات المطلوبة للأداء الكفوء في مجالات التمريض والعلوم الصحية المساندة، وثقته بأن الدراسة في الكلية قد أكسبت الطلبة المعارف والمهارات السريرية التي ستكون أساساً في تقديم أفضل الخدمات الصحية لأبناء هذه الوطن وتطويرها. وأورد بيان للوزارة صدر أمس (الأحد) عن الوزير قوله: «لقد استثمرت المملكة فيكم الكثير، اعتقاداً منها بأن الاستثمار في تنمية القوى العاملة هو أكبر استثمار، وإيمانا منها بمردوداته في دفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد، وبهذا فأنتم مطالبون بالمساهمة الفاعلة والمخلصة في توفير الخدمات الصحية وتطويرها. وأملنا أن تكونوا خير سفراء لكلية العلوم الصحية في مواقع عملكم، فقد أكسبتكم قاعدة صلبة من المعلومات والمهارات، وأنتم ملزمون بالسعي لتعزيزها وتطويرها. وفقكم الله جميعاً لتحقيق الآمال التي يعلقها عليكم وطنكم».

وأضاف أن «نجاحكم اليوم يجب ألا أن يكون نهاية السعي ولا منتهى الغاية، بل هو بداية لمستقبلكم العملي والمهني والإمكانات التي تمتلكونها لابد أن تكون لكم خير عون وسند فيه مواجهة التحديات، من دون التخلي عن المبادئ التربوية التي تلقيتموها في دراستكم والقيم الإنسانية التي نشأتم عليها».

من جانبه، قال عميد كلية العلوم الصحية شوقي أمين في كلمته «في هذا اليوم ينضم إلى مجال الخدمات الصحية بالمملكة 726 خريجا وخريجة، يشاركنا منهم في هذا الحفل 435 خريجا من جميع التخصصات المختلفة ذات العلاقة المباشرة بصحة الفرد والمجتمع، آملاً لهم أن يوفقوا في العمل ضمن مناخ مهني يتناسب مع معرفتهم ويمكنهم من تطبيق ما تعلموه من علم ومهارات، ويفتح أمامهم آفاق الفكر والبحث، ويحفز لديهم روح الإبداع والابتكار ليساهموا مساهمة فعالة في تطوير الخدمات الصحية في مملكة البحرين.

وأشار أمين إلى أن العصر الحالي مليء بالتحديات في ظل النمو المتسارع في قطاع الخدمات الصحية والتوسع الكبير في قطاع التعليم الجامعي والمهني، فضلاً عن التغيرات التي يشهدها العالم نتيجة للتقدم الهائل في تكنولوجيا وطرائق التعليم، لافتاً إلى أن كل هذا يجعل مهمة التدريب في المجال الصحي شاقة مليئة بالتحديات وتحتاج إلى المزيد من الدعم والرعاية والاهتمام.

وتابع: «حتمت هذه المستجدات والمتغيرات على كلية العلوم الصحية أن تعيد اكتشاف ذاتها من جديد، وأن تراجع الدور الذي يتوجب عليها به بعد 32 عاماً من العطاء المتواصل من أجل تلبية احتياجات وزارة الصحة وجميع المؤسسات الصحية بالمملكة، ومن أجل الارتقاء بنوعية وجودة التدريب المهني والتعليم الأكاديمي، فها هي تتجه اليوم إلى تطوير برامجها وتنويع اختصاصاتها، وتخطو خطوات حثيثة في طريق ربط برامجها التعليمية بسوق العمل في القطاع الصحي من أجل تحقيق أكبر قدر من الانسجام النوعي والكمي بين مخرجات التعليم واحتياجات هذا البلد المعطاء من الكفاءات التمريضية بشتى تخصصاتها وكفاءات فنيي العلوم الصحية المساندة كالصيدلة والمختبر والأشعة والصحة العامة وصحة الفم والأسنان».

وأوضح أنه تماشياً مع هذا التوجه وانطلاقاً من الرؤية الاقتصادية 2030 وبدعم وزارة الصحة ودعم الشركاء في التدريب وعلى رأسهم صندوق العمل (تمكين) ووزارة العمل، واصلت الكلية جهودها التي بدأتها منذ أربعة أعوام بفتح برامج تدريبية مسائية تهدف إلى زيادة أعداد الطلبة الملتحقين ببرامجها القائمة، إضافة إلى فتح برامج تدريبية جديدة ذات علاقة وطيدة بسوق العمل، وذلك حرصاً منها على مضاعفة أعداد الخريجين وضخ المزيد من الكفاءات البحرينية المدربة في سوق العمل لتلبية متطلبات القطاع الصحي الذي سيساهم في تقديم خدمات صحية رفيعة المستوى في مملكة البحرين، كما أنه بهدف النهوض بالمستوى التعليمي، قامت الكلية بالبدء في تنفيذ خطط طموحة للارتقاء بمناهجها التعليمية وطرق التعلم، وذلك عبر إدخال نظام التعليم الإلكتروني وتطوير البنى التحتية لتقنية المعلومات واستخدام نظام عالمي متطور للقبول والتسجيل.

وأضاف عميد كلية العلوم الصحية: «إن كل هذه الإنجازات مكنت الكلية من المساهمة الفعالة في تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية للرؤية الاقتصادية 2030 التي دشنها جلالة الملك، والتي تهدف إلى الارتقاء بمملكة البحرين إلى أعلى المستويات وجعل المواطن البحريني ركيزة رئيسية للتنمية المستدامة المنشودة، كما نتطلع إلى مساهمة الخريجين في دفع عجلة التنمية والتقدم في المملكة».

وبهذه المناسبة، أكد رئيس القبول والتسجيل بكلية العلوم الصحية والمشرف على لجنة التخرج علي إبراهيم السعيد، أن الكلية عبر السنوات الماضية قامت بتخريج وتطوير العديد من الكوادر الصحية في مجال التمريض والعلوم الصحية المساندة من أجل تلبية احتياجات الرعاية الصحية في البلاد، حيث بلغ عدد خريجي الكلية منذ تأسيسها في العام 1976 وإلى يومنا هذا ما يقرب من 6000 خريج وخريجة من مختلف التخصصات.

يذكر أن حفل التخرج هذا العام شهد تخريج ثلاثة أفواج من طلاب الكلية للعام 2008، 2009، 2010 من 11 برنامجا مختلفا كالتالي 305 من خريجي بكالوريوس التمريض مباشر، و135 من خريجي بكالوريوس التمريض التجسيري، و19 من خريجي دبلوم القبالة والتوليد، و34 من خريجي دبلوم صحة المجتمع، و8 من خريجي دبلوم التمريض النفسي، و9 من خريجي دبلوم تمريض الطوارئ، و33 من خريجي دبلوم مشارك في صحة الفم والأسنان، و50 من خريجي الدبلوم المشارك في الصيدلة، و44 من خريجي تخصص دبلوم الصحة العامة، و34 من خريجي الدبلوم المشارك في الأشعة، و52 من خريجي دبلوم تكنولوجيا المختبرات الطبية.