على مدار سنوات طويلة، حافظ فريق كوبنهاغن على سيطرته في بطولة الدوري الدنماركي لكرة القدم ولم يجد لنفسه منافسا قويا في المنطقة الاسكندينافية ولكن يبدو أن الفرصة واتته أخيرا ليواجه منافسا قويا عندما يلتقي فريق برشلونة الاسباني اليوم (الثلثاء) ضمن منافسات الدور الأول لدوري أبطال أوروبا. وأصبح هدف الفريق الدنماركي حاليا هو تحقيق بعض النجاح على الساحة الأوروبية بعدما بسط نفوذه محليا.

واستهل كوبنهاغن مسيرته في الدوري الدنماركي هذا الموسم بشكل رائع إذ حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 14 مباراة ليتصدر جدول البطولة بفارق 14 نقطة أمام ميديتيلاند صاحب المركز الثاني ما يعني أنه يسير على الطريق الصحيح نحو الفوز بلقب الدوري المحلي للمرة التاسعة. وعلى رغم المستوى الرائع للفريق محليا، ما زال كوبنهاغن في مرحلة البحث عن النجاح أوروبيا ويسعى فريق «الأسود» كما يلقب إلى تغيير صورته على المستوى القاري. ويأمل كوبنهاغن في أن يصبح أول فريق دنماركي يعبر دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا علما بأن وضعه في المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة هذا الموسم قد يمكنه من تحقيق هذا الحلم.

ويحتل كوبنهاغن حاليا المركز الثاني في مجموعته بالبطولة بفارق نقطة واحدة فقط خلف برشلونة المتصدر ولكن الأكثر أهمية أنه يتفوق بفارق أربع نقاط على روبن كازان الروسي صاحب المركز الثالث في المجموعة. ويرى نجم كرة القدم الدنماركي السابق المدير الفني الحالي لفريق ريال مايوركا الاسباني مايكل لاودروب أن فرصة كوبنهاغن جيدة في التأهل مع برشلونة من هذه المجموعة إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة.

وتأتي مباراة الفريق أمام برشلونة اليوم (الثلثاء) بعدما تعرض كوبنهاغن لهزيمة مفاجئة 2/4 أمام ضيفه هورسينز في كأس الدنمارك يوم الأربعاء الماضي لتقضي هذه الهزيمة على أمل الفريق في الفوز بثنائية الدوري والكأس هذا الموسم. والهزيمة هي الثالثة فقط لكوبنهاغن في الموسم الحالي إذ خسر الفريق أمام برشلونة صفر/2 في دوري أبطال أوروبا على ملعب «كامب نو» في برشلونة. وقد يكون الخروج من بطولة كأس الدنمارك قبل أيام حافزا يستعين به المدير الفني للفريق المدرب النرويجي ستال سولباكين لبث الحماس في لاعبيه قبل مواجهة برشلونة اليوم.

وما يحفز الفريق أيضا الأداء الذي قدمه خلال المباراة التي خاضها مطلع هذا الأسبوع في الدوري الدنماركي عندما نجح في تحويل تأخره إلى فوز ثمين 3/2 على لينجباي في الوقت بدل الضائع للمباراة. وغاب عن صفوف كوبنهاغن في هذه المباراة مهاجمه البرازيلي سيزار سانتين الذي يتصدر قائمة هدافي الفريق برصيد عشرة أهداف هذا الموسم إذ يعاني من الإصابة في الكاحل ولم تتحد مشاركته في لقاء الثلثاء. ويضم هجوم فريق كوبنهاغن اللاعب السنغالي دامي نداي الذي سجل تسعة أهداف في الموسم الحالي حتى الآن ليسجل مع سانتين أكثر من نصف الأهداف التي أحرزها كوبنهاغن في الدوري هذا الموسم. وقال سولباكين بعد السقوط في كأس الدنمارك إن فريقه لم يلعب بحماس كبير ووقع في العديد من الأخطاء الدفاعية ولكن الفريق ضم عددا من اللاعبين الذين لم يشاركوا كثيرا في مباريات هذا الموسم إذ كان مضطرا لمنح الراحة إلى بعض اللاعبين الأساسيين.

وسبق للمدرب سولباكين (42 عاما) أن لعب في صفوف كوبنهاغن. وتولى سولباكين تدريب الفريق في العام 2006 ويعتمد دائما على خطة اللعب 4/4/2 والهجمات المرتدة السريعة. ويضم خط دفاع الفريق أمام حارس المرمى الدنماركي الدولي كيم كريستينسن أو الحارس السويدي الدولي يوهان فيلاند المدافع التشيكي زدنيك بوسبيتش. ومنذ انضمام بوسبيتش إلى صفوف الفريق في العام 2008، انتقل اللاعب الدنماركي الدولي وليام كفيست إلى اللعب في خط الوسط الذي يضم أيضا اللاعبين البرازيلي كلاوديمير دومينيجيز دي سوزا والدنماركي المخضرم ياسبر جرونكيار.

وسيكون الموسم الحالي هو الأخير للمدرب سولباكين مع فريق كوبنهاغن إذ سيتولى تدريب المنتخب النرويجي في العام 2012. وأشارت صحيفة «تيبسبلادت» الدنماركية أن الفريق الحالي لكوبنهاغن هو الأفضل على مدار تاريخ النادي بل إن فريق هذا الموسم يتفوق على فريق العام 2006 الذي تغلب على مانشستر يونايتد الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا. ومن الأدلة الأخرى على قوة الفريق أن 3 من اللاعبين الأربعة الذين اختارهم الاتحاد الدنماركي للعبة لجائزة أفضل لاعب في الدوري الدنماركي ينتمون لفريق كوبنهاغن وهم كفيست ونداي ولاعب خط الوسط الكندي أتيبا هوتشنسون. ويواجه كوبنهاغن أصعب اختبار له في مباراة اليوم ويدرك الفريق جيدا أن الفوز على برشلونة سيدفع به إلى تاريخ النجاح الأوروبي.