أعرب لاعب كرة القدم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي عن رفضه التام لاستغلاله في إثارة نار الفتنة أو الانقسام داخل صفوف المنتخب الأرجنتيني أو بين أنصار الفريق. وأعلن نجم هجوم برشلونة الإسباني ميسي مرارا عن مساندته لاستمرار المدرب سيرخيو باتيستا في منصب المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني حتى نهائيات كأس العالم 2014 التي تقام فعالياتها في البرازيل مشيرا إلى أنه يرفض ما يردد البعض بشأن اعتبار باتيستا هو المالك الجديد للمنتخب الأرجنتيني.

وقال ميسي في مقابلة نشرتها مجلة «إل جرافيكو» الأرجنتينية: «أنزعج كثيرا من هؤلاء الذين يسعون إلى الترويج لأشياء لا تمت للحقيقة بأي صلة وتهدف إلى سقوط المنتخب الأرجنتيني ويرون أن استخدام اسمي قد يسفر عن انقسام في آراء الناس».

واقترب سيرجيو باتيستا من تثبيت موقعه كخليفة لدييغو مارادونا في تدريب الأرجنتين ليقود الفريق في مشوار التأهل لنهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل.

وتولى باتيستا المسئولية بشكل مؤقت بعدما قرر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عدم تجديد عقد مارادونا مع الفريق عقب هزيمة الأرجنتين 4/صفر أمام ألمانيا في دور الثمانية بكأس العالم هذا العام بجنوب إفريقيا.

واجتمعت لجنة الاختيار في الاتحاد الأرجنتيني مع باتيستا (47 عاما) أمس الأول (الاثنين) ومن المتوقع الإعلان عن تعيينه بشكل رسمي في وقت لاحق.

وانتقد مارادونا الغاضب من عدم تجديد عقده بشدة زميله السابق في الفريق الفائز بكأس العالم 1986 وهو في طريقه للسفر إلى الصين مساء أمس الأول.

وقال مارادونا للصحافيين: «أنا فخور للغاية لأني دربت (ليونيل) ميسي. لقد كان سعيدا معي بلا شك. لقد فهمته مثلما لم يفعل أحد من قبل».

وأضاف «لو قال باتيستا إن ميسي سعيد الآن فالسبب هو أنه (باتيستا) يرتدي زي مهرج. باتيستا لا يستطيع إسعاد أي شخص».

وكان باتيستا قال إن ميسي يؤدي بطريقة رائعة في ظل طريقة اللعب التي ينتهجها مثلما يتألق مع برشلونة وأبدى المهاجم الموهوب دعمه للمدرب.

وظل ميسي في دائرة الضوء خلال الجدل الصحافي والإعلامي الدائر في الفترة الماضية بشأن الإدارة الفنية للمنتخب الأرجنتيني والصراع بين أنصار عودة الأسطورة دييغو مارادونا لصفوف الفريق وأنصار الإبقاء على باتيستا الذي يتولى قيادة الفريق منذ رحيل مارادونا بعد انتهاء بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

وأكد باتيستا أن ميسي أصبح الآن «أكثر سعادة» ورد مارادونا بأن اللاعب الشهير كان «سعيدا» لمشاركته في كأس العالم 2010 على رغم عدم نجاحه في تسجيل أي هدف وعلى رغم خروج الفريق صفر اليدين من دور الثمانية في هذه البطولة.

وثارت شكوك في الأرجنتين حول ميسي خلال تصفيات كأس العالم في 2008 و2009 بالنظر لعدم ظهوره مع المنتخب الوطني بالمستوى نفسه الذي يقدمه مع برشلونة.

وقال مارادونا إن عيد ميلاده 50 يوم السبت الماضي كان أكثر الأيام حزنا في حياته لأنه لم يعد مدربا للأرجنتين.

وأجاب باتيستا (47 عاما) على أسئلة كثيرة أمام لجنة الاختيار بالاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ويتوقع إعلان تثبيته في المنصب.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأرجنتيني اندريس فنتورا: «اجتمعت لجنة الاختيار في منتصف النهار مع كارلوس بيلاردو المدير الفني في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وتم استدعاء سيرجيو باتيستا لكتابة تقرير بشأن ما فعله حتى الآن وخططه من أجل المستقبل».

وأضاف فنتورا للصحافيين خارج مقر الاتحاد إن اللجنة سترفع تقريرها إلى رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو جروندونا ومجلس الإدارة لاتخاذ القرار.

ويبدو باتيستا هو المرشح الوحيد للمنصب على رغم إن وسائل إعلام محلية ذكرت أسماء أخرى لأسابيع ومن بينها مدرب استوديانتس اليخاندرو سابيا.

وكان باتيستا زميلا لمارادونا في منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم العام 1986 في المكسيك ونجح في قيادة بلاده كمدرب للحصول على الميدالية الذهبية للمرة الثانية على التوالي في منافسات كرة القدم للرجال بدورة بكين الاولمبية في 2008.

وأثار مارادونا الجدل بشأن أمور كثيرة خلال 20 شهرا في منصبه ورفض رغبة الاتحاد الأرجنتيني في ضم باتيستا للجهاز الفني للمنتخب.

وفقد مارادونا منصبه لتمسكه بمساعديه اليخاندرو مانكوسو وهكتور انريكي بعدما وضع جروندونا شرطا برحيلهما إذا أراد قائد منتخب الأرجنتين السابق الاحتفاظ بوظيفته.

وإذا أصبح باتيستا مدربا للأرجنتين بشكل رسمي ستكون أول مهمة له هي إعلان تشكيلة الفريق قبل مواجهة البرازيل وديا في قطر يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وتحت قيادة باتيستا فازت الأرجنتين 1/صفر على ايرلندا في دبلن ثم سحقت اسبانيا بطلة العالم 4/1 في بوينس ايرس قبل أن تخسر 1/صفر أمام اليابان وجميعها في مباريات ودية.

ويحظى باتيستا الذي توج باللقب العالمي العام 1986، أيضاً بدعم مهاجم برشلونة ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم 2009، وقال: «أتمنى أن يبقى لأننا مرتاحون معه والمنتخب يلعب بشكل جيد وأحب الطريقة التي نلعب بها».

وأمام المنتخب الأرجنتيني محطة مفصلية في العام 2011، إذ سيستضيف بطولة كوبا أميركا، وهو يأمل إضافة لقب جديد إلى خزائنه الخالية منذ 1993.