قبل بداية الموسم الجاري، لم يكن أمام إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم سوى التمسك ببقاء لاعبه البرازيلي مايكون بعد تألق اللاعب مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وعلى رغم المحاولات المكثفة من قبل ريال مدريد للحصول على خدمات اللاعب، إذ رصد النادي الملكي الإسباني نحو 30 مليون يورو ليلحق اللاعب بالمدرب المدير الفني السابق لانتر والحالي لريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينهو، نجح إنتر في الاحتفاظ باللاعب باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية في صفوف الفريق.

ولكن، من المؤكد أن الأسبوع الجاري أصاب إنتر بصدمة هائلة وأضفى على مسئوليه حالة من الندم بسبب قرار التمسك بهذا اللاعب البرازيلي الذي يقترب من الاحتفال بعيد ميلاده الثلاثين. وأصاب مايكون ناديه وأنصاره بخيبة أمل شديدة بأدائه الهزيل الذي قدمه في مباراة الفريق التي خسرها أمام يوفنتوس 2/1 في الدوري الإيطالي مطلع الأسبوع الجاري، إذ فشل في فرض الرقابة اللازمة على لاعبي الفريق المنافس، وفي مقدمتهم زيدنيك جريجيرا وأكد أن إنتر كان مخطئا في التمسك باستمراره مع الفريق.

وجاءت مباراة الفريق أمام توتنهام الإنجليزي أمس الأول بدوري أبطال أوروبا لتؤكد أن عصر مايكون ولى ووصل إلى خط النهاية بعدما واصل اللاعب أداءه المهتز وفشل في إيقاف انطلاقات نجم توتنهام غاريث بال، الذي لعب دورا كبيرا في فوز فريقه الكبير 1/3 على إنتر.

وأكدت المباراة أن إنتر أخطأ في احتفاظه باللاعب وأن هذا الخطأ أسفر عن خسارة فادحة للفريق لأنه لن يستطيع بيع مايكون بالمقابل المادي نفسه الذي عرض عليه من ريال مدريد قبل بداية هذا الموسم.

والأكثر من ذلك أن مباراتي إنتر مع يوفنتوس وتوتنهام كشفتا عن واحدة من أبرز نقاط الضعف بين صفوف إنتر حامل لقب الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا. وقد تستغل باقي الفرق المنافسة لانتر، على المستويين المحلي والدولي هذه المشكلة للإيقاع بالفريق في المباريات التالية، وخصوصا أن أداء اللاعب في مباراتي هذا الأسبوع أكد أنه لم يعد قادرا على القيام بأي من واجباته الهجومية أو الدفاعية من موقعه كظهير أيمن للفريق.

الجدير بالذكر أن ذلك يأتي في الوقت نفسه الذي اختير فيه مايكون ضمن القائمة الأولية للمرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2010. وربما كان ذلك ممكنا حتى قبل بداية الموسم الجاري، إذ تألق مايكون في مباريات إنتر الموسم الماضي كما واصل تألقه مع المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. غير إن الوضع تغير كثيرا الموسم الجاري بعدما شهد مستوى الفريق تراجعا خطيرا، ما يوحي بأنه قد يفقد مكانه في التشكيل الأساسي للفريق وربما يكون بيع اللاعب هو الإجراء التالي لإدارة النادي في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة خلال يناير/ كانون الثاني المقبل.