دخل المخرجون والمنتجون السوريون في سباق مع الزمن وذلك مع اقتراب حلول شهر رمضان من اجل إنجاز الأعمال التكميلية للمسلسلات الخاصة بالشهر الكريم، وتحولت ورشات واستديوهات التلفزيون إلى ما يشبه خلايا النحل الضاجة بالنشاط والحركة، وخصوصا أن هناك عشرات المسلسلات التي ستعرض في رمضان، منها ثلاثة عشر عملا من إنتاج التلفزيون السوري، يجري تصوير بعض اجزاء او حلقات منها. وتبين لوحة الأعمال التلفزيونية الجديدة تنوع تلك الاعمال في موضوعاتها، إذ فيها اعمال تاريخية واخرى معاصرة، واعمال درامية وكوميدية، وقد بدأت اعلانات عرض بعضها على شاشات التلفزة العربية في اطار ذلك السباق والتنافس التقليدي الذي يحيط بالاعمال التلفزيونية الخاصة برمضان، والتي تتنافس على الاستحواذ بالمشاهد العربي. مسلسل بقعة ضوء، الذي يتناول موضوعات اجتماعية ساخرة من مظاهر الحياة كالتخلف والكذب في قالب كوميدي طريف. ويتألف العمل من ثلاثين حلقة، تحتوي الحلقة على بقعة أو بقعتي ضوء أو أكثر، تحتوي الواحدة منها على معالجة تلفزيونية درامية لأحد الموضوعات التي تطرح في مضمونها مادة كوميدية أو من الكوميديا السوداء أحيانا أو التراجيدية أو تلفت نظر المشاهد لعيوب في المجتمع، كما ويشارك في العمل عدد من نجوم الدراما العربية. وهناك عمل آخر في الإطار ذاته، هو مسلسل "أنا وأربع بنات" الذي يشكل كوميديا اجتماعية، ترصد حياة أب توفيت زوجته وتابع مشوار حياته مع بناته الأربع ويتصدى المسلسل لجملة من المشكلات والمفارقات الاجتماعية الكوميدية التي يفرضها تباين التطلعات والطموحات واختلاف الرؤى تجاه تغيرات المجتمع المعاصر، التي يحاول الأب طوال المسلسل التكيف معها، وهو جوهر سلوك البنات اللواتي يبحثن عن حلول لمواجهة ضغوط وإغراءات الحياة. ومن جهة أخرى، تجري حاليا عمليات تصوير الدراما الاجتماعية "أمهات" المكون من 30 حلقة، الذي تنفرد كل حلقة منه بموضوع مستقل، يتناول قصة جديدة لأم قدمت الكثير من دروس العطاء والتضحية. والعمل من إخراج سمير الحسين، وسيناريو الكاتب أحمد حامد، ويشارك في العمل مجموعة من نجوم الدراما السورية منى واصف، ونبيلة النابلسي، وسوزان نجم الدين، وفاديا خطاب، وزهير رمضان، وزهير عبد الكريم، ونضال سيجري وآخرون. ويمتاز العمل بتنوع البنية الدرامية من ناحية المكان والزمان، وتنوع القصص المطروحة في حلقات المسلسل. وعلى الصعيد التاريخي، عملت الدراما السورية وفي خطوة هي أولى من نوعها على مسلسل "سيد العشاق"، وهو أول مسلسل تاريخي لا يرفع فيه سيف، ولا يقطع رأس ولا تبتر يد، ولا تسيل فيه قطرة دم واحدة. إذ يتناول العمل حكاية حب عربية مشهورة، بطلاها قيس بن ذريح ومحبوبته لبنى، فقيس الأمير في قومه يقع في حب فتاة عادية اسمها لبنى من قبيلة أخرى، وتستولي على أحاسيسه ومشاعره، بينما سمية ابنة خاله تحبه، وهند تطمح للزواج منه. ووسط أشكال من علاقات الحب الصادق يندفع قيس لملاقاة تلك الروح التي تناديه، ويتكرر اللقاء ويشتد الوجد، وحين يعلم والديه حاله ويسألهم تزويجها له يرفضان لأنهما يريدان تزويجه فتاة من قبيلته، فيستعين بالمعارف، ويتزوج قيس من لبنى وسط كثرة الأقاويل وثورات الغضب لدى قومه، لكنه ولبنى لا يوفقان في إنجاب طفل، ومع ذلك فهو متعلق بلبنى بكليته، ومنصرف إليها بكل مشاعره في حالة من الهوى والتعلق، وتلح والدته على أبيه للضغط عليه، ليطلق لبنى، ويضغط كلاهما عليه، مشددين على نقطة مؤثرة لديه، وهي طاعة الوالدين. فيقع صريع صراع عنيف، ولا يتفهم ما به إلا لبنى التي تطالبها أصالتها بتنفيذ الطلاق لعل ذلك يسعد الجميع، وقيس لا يرى مخرجا قدريا إلا بالطلاق الذي يحصل حيث ينزلق الى عالم عذاب الفراق وهو الشاعر المرهف. فيهيم ويتعذب، وينعزل في عالم تخيلاته ورؤاه. العمل للكاتب أكرم تلاوي، وإخراج فراس دهني، ومن إنتاج شركة اليوسف السعودية للإنتاج الفني، ويضم ممثلين من سورية والسعودية وفلسطين والمغرب، ويؤدي بطولته الممثل السعودي تركي اليوسف بدور قيس، والفنانة دينا هارون بدور لبنى، ويشارك فيه: أسعد فضة، محمود سعيد، جيانا عيد، طلحت حمدي، سوسن ميخائيل، ، والإخراج لفراس دهني. وفي السياق نفسه، يتناول المسلسل التاريخي ملوك الطوائف ذو الإنتاجيات الضخمة الحوداث التي شهدت تمزق الأندلس الى دويلات متناحرة وطمع مملكة قشتالة في توسيع حدودها بالسيطرة عليها... وفي مرحلة تبدو الأندلس كأنها توشك على السقوط، يؤسس يوسف بن تاشفين مملكة قوية عظيمة في المغرب الكبير، وينتصر على جيوش قشتالة في إحدى أهم المعارك التاريخية "معركة الزلاقة" معيدا بذلك توحيدها، فضلا عن الوقائع التاريخية الكبرى التي يتناولها مسلسل "ملوك الطوائف". وهو حافل بالحوادث الدرامية المؤثرة التي تتجاوز بها المعالجة الدرامية الزمان والمكان، لتخاطب المشاهد المعاصر ومعالجة قضاياه الراهنة. وكتب العمل وليد سيف وأخرجه حاتم علي تؤدي، كما ويؤدي دور البطولة في المسلسل مجموعة من كبار ممثلي الدراما التاريخية مثل جمال سليمان وأيمن زيدان وخالد تاجا وتيم الحسن وسلاف فواخرجي وسوزان نجم الدين وندين سلامة ومكسيم خليل ومحمد مفتاح، إضافة الى الكثير من الفنانين السوريين والعرب، وصورت غالبية مشاهده في المغرب. ومن جانب آخر، تقدم الدراما السورية مفاجآتها من خلال مسلسل "بالشام أهلي" الذي يؤرخ حياة شاعر النساء نزار قباني، ويسلط الضوء على أهم المراحل في حياة الشاعر السوري نزار قباني من خلال تفاصيل خمس قصص حب مر بها الشاعر، على خلفية الحياة الاجتماعية والسياسية التي عايشها قباني، أثر وتأثر بها، كما يركز على مصر باعتبارها إحدى أهم المحطات في حياة قباني الذي كان انتقل إليها عندما عمل دبلوماسيا في السفارة السورية في اطار عمل يرصد حياة الشاعر منذ سنوات طفولته الأولى وحتى رحيله ما بين 1923 و،1998 رصد لإنتاجه ثلاثة ملايين دولار ليكون أحد أكثر المسلسلات العربية كلفة. والعمل من تأليف يولا بهنسي، وسيناريو وحوار الكاتب السوري قمر الزمان علوش، ومن إخراج باسل الخطيب، وسيؤدي بطولة المسلسل عدد كبير من الفنانين السوريين، على رأسهم تيم حسن، الذي سيلعب دور نزار الشاب، وسلوم حداد، وصباح جزائري وأسعد فضة ونورمان اسعد وجمال قبش وغيرهم. ومن الجانب الاجتماعي، جاء مسلسل حكايا الليل والنهار، مأخوذ عن أفكار ساخرة للكاتب الكبير محمد الماغوط، إذ يتناول في كل حلقة موضوعا مستقلا ليس له علاقة بما قبله أو بما بعده، سوى وحدة الجغرافيا العامة وهي الوطن، يؤدي الأدوار شخصيات مختلفة لا تتكرر، كما سنتابع في هذا العمل عالما مختلفا وجديدا، فالماغوط يطل بعد هذا العمر الطويل على المجتمع بنظرة حب للناس فهو من أنصار البسطاء وضد الظلم. والعمل للكاتب عماد ياسين وكوليت بهنا وإخراج علاء الدين كوكش وإنتاج مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري. أما مسلسل "أشواك ناعمة" فهو يتناول بجرأة مشكلات خمس عشرة مراهقة، ولعل جرأته تنبع من أنه يتطرق الى المسكوت عنه في شريحة المراهقات بين سن الثانية عشرة والخامسة عشرة، وإلى أساليب التربية المنزلية التي تتراوح بين التشدد المتعسف والتحرر الزائد. وهو يعرض حياة 15 مراهقة، كما هي في الواقع، الذي نسكت عنه أو لا نعرفه، من خلال هذا العرض لنوعيات المراهقات نتعرف الى حياة كل منهن، والجانب السري فيها، وتأثير التربية المنزلية على سلوكياتهن. لذلك فإن مقولة العمل تتلخص في عرض إشكال هذا الواقع، ومدى ملاءمة أسلوب التربية المنزلية والمدرسية له، والشخصية التي تدور القصة حولها ومن خلالها هي المرشدة الاجتماعية، ومنها نتعرف الى مشكلات الطالبات وجوانب شخصياتهن، وهي تمثل النظرية التربوية الحديثة، والعمل من تأليف رانيا بيطار وإخراج رشا شربجي والإنتاج لشركة لين، وعمل فيه نخبة كبيرة من الفنانات السوريات