أكد استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الكلى صادق عبدالله ان نسبة عمليات البتر في البحرين عالية بسبب استشراء مرض السكري، "إذ تصل نسبة المرضى الذين يتعرضون لبتر من 11 الى 15 في المئة غالبيتهم في الخمسين والستين من العمر"، واستطرد "بدأنا الآن نرى مرضى في الثلاثين والاربعين من العمر وذلك نتيجة اهمال علاج المرض، اذ يمكن التقليل من مشكلات البتر او منعها اذا توافر وعي المريض بالمشكلة وسرعة طلب الاستشارة من اختصاصي". جاء ذلك في الندوة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكر والتي نظمتها كلية العلوم الصحية يوم أمس في قاعة المعارف تحت شعار "السكر والقدم"، وشارك فيها عدد من المختصين بأمراض السكر، بالاضافة الى الكثير من الممرضين وطلاب الطب والمهتمين، وهدفت الندوة الى توعية المهنيين واعطائهم المعلومة واكسابهم مهارة تقديم الخدمة الجيدة للمريض، كما هدفت الى توجيه المرضى الى العناية بأقدامهم ومتابعة العلاج لتجنب المضاعفات المحتملة من جراء اهمال العلاج. وأضاف عبدالله "تبلغ نسبة الاصابة بمرض السكري في البحرين 30 في المئة، وهناك ما نسبته 25 في المئة منهم لديهم تقرحات مزمنة، وتعتبر قرحة القدم من اصعب المشكلات التي يتطلب علاجها وقتا طويلا للالتئام بالاضافة الى الكلفة الكبيرة، كما انها من اهم الاسباب التي تؤدي الى البتر"، وأضاف "ان اكثر من 45 في المئة من الموازنة المخصصة للمرضى في وزارة الصحة تصرف على علاج مرض السكري". كما تحدث عن مضاعفات السكري على الاقدام واعتبرها من اهم مضاعفات المرض من النوع الثاني، واوضح ان من اهم اسباب تقرح الاقدام هو الالتهابات الخمجية التي تؤدي الى حدوث تقرحات ومن ثم الغرغرينا ما يؤدي الى البتر، وتشمل الاسباب فقدان الاحساس بالاقدام فما نسبته 85 في المئة من المرضى يفقدون الاحساس بالقدمين كما ان 50 في المئة منهم يتعرضون لتلف الاوعية الدموية الدقيقة، واشار الى ان حدوث الغرغرينا في اصبع او اثنين لا يعني محدودية المرض انما يعني ان المرض متقدم وان ما نسبته 90 في المئة من الاوعية الدموية قد وصل الى مرحلة التلف. واعتبر نسبة الاصابة بالسكري في البحرين كبيرة اذا ما قورنت بالدول الكبرى اذ بلغت نسبة المصابين بالسكري في اميركا من 4 الى 7 في المئة، وفي بريطانيا 5 في المئة، وبلغ عدد المصابين في العالم 120 مليون مصاب، كما أكد ان دولا مثل الكويت استطاعت ان تقلل البتر الى 35 في المئة بعد العام الاول من تطبيق برنامج تثقيفي واسع بالتعاون مع عيادة علاج الاقدام بالمستشفى الاميري. وقال عبدالله: "نحن بصدد تنظيم برنامج أقدام مدى الحياة وهو عمل تطوعي من الممرضين والممرضات ستبدأ فعالياته في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وهو حملة توعوية شاملة عن مضاعفات مرض السكري على الاقدام ولاكتشاف حدوث فقدان الاحساس بالقدم مبكرا". من جهتها تحدثت المشرفة على الشرق الاوسط الاقليمي في الاتحاد الدولي للسكر والاستاذة بكلية العلوم الصحية كوثر التيتون عن اهمية توعية مريض السكر حتى نتفادى البتر، وتطرقت الى جملة من الارشادات الواجب اتباعها لمريض السكر مثل اهتمام الشخص بتخفيض الوزن والامتناع عن التدخين ولبس الحذاء والجورب المناسبين لحماية القدمين من اي احتكاك والتهاب حتى لا يؤدي الى التقرح