تعد قضية الانتحار من أكثر المشكلات الإنسانية التي نالت اهتماما كبيرا في مجالات البحث والمناقشة على اعتبار انها تشكل احدى اغرب اوجه العنف الموجه لذات الانسان. فالغرابة تكمن في أن الموت هنا لا يأتي بفعل شخص آخر بل الانسان نفسه هو من يقوم بتدمير ذاته ويضع نهاية لحياته هو من يختارها بنفسه. ومع تزايد انتشار هذه الظاهرة في مختلف انحاء العالم قدمت الكثير من الدراسات والاحصاءات التي كان الهدف منها الوقوف على اسباب هذه الظاهرة. فموت حوالي نصف مليون شخص سنويا في العالم نتيجة الانتحار بمعدل منتحر في كل دقيقة امر يستحق بالتأكيد أكثر من دراسة. بعض هذه الدراسات اشارت الى ان إقدام الشباب على الانتحار يزداد في فصلي الخريف والربيع من كل عام. وكأن هناك علاقة ما بين خصـــائص هذين الفصلـين ونفسية المنتحرين. كما اكدت هذه الدراسات أن 18 في المئة من الشباب المنتحرين و24 في المئة من الفتيات "الشابات" المنتحرات كانوا يعانون خلال حياتهم اليومية من أمراض نفسية يحتل الاكتئاب منها المرتبة الاولى. لم تبد هذه الظاهرة - وان كانت ليست واسعة الانتشار - بعيدة عن المجتمعات العربية على رغم صورة التقارب الاجتماعي ودور المؤسسات الدينية، لكن ايضا تسجل الدول العربية بعض حالات الانتحار على رغم التحفظ الواضح في الحديث عنها مراعاة للاطار الاجتماعي ونظرة الناس لاسرة المنتحر. البحرين هي الاخرى سجلت بعض حالات الانتحار على مدار الاعوام الماضية من دون ان يكون هناك معدل واضح لانتشار هذه الظاهرة. فخلال الفترة ما بين العامين 2004 - 2005 سجلت هناك عشر حالات انتحار في مناطق مختلفة من البحرين لافراد بحرينيين اقدموا على الانتحار اما بشنق انفسهم أو باستخدام السلاح. هذه الاحصاءات وان كانت لا تبدو دقيقة بشأن حالات الانتحار، بسبب التكتم الشديد الذي يحيط بهذه الظاهرة فإنها قد تبدو منعطفا جديدا يتجه نحو امكانية تزايده في الاعوام المقبلة.
رأي علم النفس
يقول نائب رئيس جمعية الاجتماعيين البحرينيين إبراهيم العلوي: "لكي نتمكن من تقييم هذه الظاهرة وتدارسها لابد من معرفة اسبابها. فهناك عوامل كثيرة ترتبط بهذه الظاهرة وعلى رأسها العوامل الشخصية مثل تعامل الشخص مع الازمات والمشكلات او إحساسه بالإحباط او الشعور بالإثم. جميع هذه العوامل تسمى في علم النفس عوامل مشجعة على الانتحار. أي تشكل القابلية على الانتحار". ويضيف: "ان هذه العوامل التي ذكرتها قد تتظافر مع عوامل اجتماعية اخرى تتعلق بالاسرة نفسها ومدى ترابطها او إحساس الشخص بالعزلة او سلوكيات الوالدين... جميعها عوامل قد تتظافر وتؤثر بشكل مباشر في اقدام الفرد على الانتحار، إذ استطاعت ان تكون فكرة الانتحار ويبقى التنفيذ الذي غالبا ما يأتي عندما تصل ظروف الشخص الى مرحلة قاهرة جدا وبالتالي تتجه سلوكيات العنف إلى داخل الشخص ليقدم بالتالي على تدمير الذات بالاقدام على الانتحار". فيما يرى الباحث الاجتماعي عبدالله الحداد ان الانتحار يشكل ابلغ لحظة من الضعف النفسي الذي يمر به الانسان أي فشل الانسان في التوفيق بين القيم الاجتماعية والدينية التي ينشأ عليها والواقع المؤلم الذي يعيشه. يقول الحداد: "احساس الفرد بعدم قدرته على الاستمرارية في الحياة نتيجة الشعور بالاحباط المتزايد يؤدي به الانتحار. وهذه الفكرة لا تأتي وليدة اللحظة وانما تتردد على عقلية المنتحر حتى تتضخم وتصبح القناعة الوحيدة لديه ويبقى عليه التنفيذ". ويضيف: "الانسان بطبيعته مجموعة من الاحلام ليس بالضرورة ان تتركز على الجانب المادي وانما طموحات متعددة تشكل الحافز لدى الفرد للاستمرارية في الحياة وعندما تصطدم هذه الاحلام بصعوبات كثيرة تشكل انتكاسات لدى جميع الناس، لكن لدى بعض الافراد تصبح هذه الانتكاسات اكثر حجما وتأثيرا على نظرته إلى الحياة".
أشكال الانتحار
يستند العلوي الى الدراسات التي اعدتها الامم المتحدة بشأن الفئات العمرية التي تكون عرضة للانتحار اكثر من غيرها بالاشارة الى ان اكثر الفئات العمرية التي أقدمت على الانتحار كانت ما بين 22 - 25 و55 - 65 عاما بحسب الاحصاءات الدولية. اما بالنسبة لاشكال الانتحار فيرى العلوي ان اشكال الانتحار تندرج تحت شكلين: ما يسمى بالانتحار القصدي، وما يمكن تعريفه بترديد فكرة الانتحار لكن الشكل الثاني قد يؤدي الى الشكل الاول فيما لو استمرت العوامل التي أدت الى التفكير اصلا في الانتحار. يقول العلوي: "هناك شكلان هما الانتحار القصدي مثل ان يقدم الفرد على تعليق نفسه بالمروحة داخل حجرته من دون علم أي شخص او استخدام سلاح قاتل وهنا تكون عوامل الاحباط قد وصلت الى حد كبير بحيث يرفض الشخص تماما فكرة الاستمرارية بالحياة". ويضيف: "اما غير القصدي فينقسم الى نوعين اما ان يكون ايماءات بالانتحار بحيث يوحي الفرد بفكرة الانتحار لشخص اخر "برغبته في الانتحار" وغالبية هذه الحالات يتم انقاذها وهذا النوع يكون الفرد غير قاصد ان يدمر نفسه لكنه يرغب في الحصول على عطف الاخرين او التعبير عن حال الاحباط لديه. النوع الثاني هو ان يقوم الفرد بالتهديد او التلويح مثلا لافراد اسرته او المقربين منه بنيته في الاقدام على الانتحار. وهذه السلوكيات يمكن ان تتراكم وتتحول مع مرور الزمن الى سلوك انتحاري قصدي بفعل استمرار الظروف المسببة للاحباط لدى الفرد".
تدارس الحالات
تشير الدراسات العلمية الى ان الاشخاص الذين حاولوا الانتحار ولم ينجحوا بسبب انقاذهم يتوجب ان يتم تدارس حالاتهم والسلوكيات المختلفة التي ادت بهم الى محاولة الانتحار و فيما اذا استمرت قد تؤدي الى الوصول الى الانتحار القصدي، بحسب العلوي. يقول العلوي: "لابد من تدارس حالات الافراد الذين اقدموا الانتحار وتم انقاذهم لان الاسباب التي ادت الى اقدامهم على فكرة الانتحار قد تتضاعف وتؤدي بهم الى الاتجاه نحو الانتحار القصدي".
انتحار العمالة الاجنبية
بحسب تقارير الامم المتحدة فإن العوامل الاقتصادية مثل الفقر والبطالة تمثل إحدى اهم أسباب اقدام الإفراد على الانتحار وخصوصا بين العمالة الاجنبية مثل الظروف القاسية لهذه العمالة والغربة عن موطنها الاصلي والاحساس بالاحباط نتيجة عدم تحقيق الهدف الاساسي من التغرب الا وهو تحسين الوضع المادي. لذلك تجد هذه التقارير ان اكثر الناس عرضة للانتحار هم من العمالة الوافدة. يقول العلوي: "لقد اصدرت الامم المتحدة خلال الاعوام الماضية عدة تقارير أشارت فيها إلى ان الأسباب الاقتصادية مثل الفقر والبطالة والهجرة عن الموطن الاصلي تؤدي بالافراد إلى الانتحار. فمثلا أحد التقارير التي جاءت نتيجة تدارس اسباب انتشار الانتحار بين العمالة الوافدة من دول شمال افريقيا إلى فرنسا أشار إلى أن اهم اسبابه الفقر والظروف القهرية التي تواجهها هذه العمالة والإحساس بالإحباط بعد التغرب عن الموطن الاصلي". ويضيف: "الواقع لا ارى ان هناك ظروفا استثنائية تختلف عما ذكر في تقارير الامم المتحدة بشأن أسباب الانتحار في البحرين ولم تخرج عن اطار الظروف الاسرية او الظروف الاقتصادية مثل انتشار الفقر او البطالة بين الافراد والاهم من جميع هذه الاسباب شخصية الفرد نفسة ومدى قابليته للاقدام على الانتحار". فيما يرى الحداد ان اسباب الانتحار لا تأتي بصورة اسباب منفردة بل مجتمعة، اذ هناك عدة عوامل اساسية قد يشكل العامل الاقتصادي ابرزها بالنسبة إلى حالات الانتحار في البحرين. يقول الحداد: "عندما اتحدث عن العامل الاقتصادي فلا اقصد العمل فقد يكون الشخص يعمل ويقدم على الانتحار لان العمل يشكل عاملا اجتماعيا بالدرجة الاولى وإنما افتقاد الحافز المرتبط بالعامل الاقتصادي نتيجة المتغيرات الحياتية. ايضا العلاقات الاجتماعية وما طرأ عليها من تغييرات، ففي الماضي كان الناس يعيشون ظروفا تبدو قاهرة من الناحية المادية، لكن العلاقات الاجتماعية كانت تمنح الفرد حافزا كبيرا واحساسا بالقيمة الاجتماعية، لكن الان نحن نعيش حال الفردية المغرقة وكل فرد يتدبر اموره والعلاقات الحميمة انتهت، ما عزز دور الفردية السلبية في حياة الانسان". ويضيف: "في الدول الغربية يعيش الفرد حالا من الاعتماد الذاتي ولا تشكل العلاقات الاجتماعية وخصوصا الاسرية عنصرا اساسيا في حياته، لذلك يعتاد على الانفرادية لكن في دولنا هناك اشبه بالتشوه بالمفاهيم ما بين حالات الاعتماد الذاتي والاستقلالية وما بين الحاجة إلى العلاقات الاجتماعية. فالواقع الاقتصادي غربي والواقع الاجتماعي هو اصلا شرقي ولكنه يخضع لمتغيرات كثيرة، ما يفرض نوعا من التناقض ما بين حياته كشخص شرقي في مجتمعات محافظة وما بين انماط سلوكية فرضتها المتغيرات الاقتصادية".
الإناث أم الذكور؟
يقول العلوي: "لقد اشارت التقارير إلى ان الذكور اكثر عرضة للانتحار من الاناث لان العوامل الاقتصادية تركز بثقلها على الذكور اكثر من الاناث بحكم ان الاناث - وخصوصا في المجتمعات الشرقية - تعتمد الى حد كبير على الذكور في توفير المصدر المادي بحكم الرابط الاجتماعي. والفتاة عندما لا تعمل لا تشكل ذلك العبء المادي مثل ما يحدث بالنسبة إلى الرجل، ايضا المرأة اكثر صبرا من الرجل واكبر مثال على ذلك عملية الولادة التي خصها الله بها ولم يخص الرجل".
الانتحار في البحرين
يقول العلوي: "لا يمكن ان نعتبر ان ظاهرة الانتحار منتشرة في البحرين حتى وان كانت هناك حالات انتحار سجلت في الاونة الاخيرة. فانتشار ظاهرة ما يتطلب ان يكون هناك معدل يتكرر بشكل واضح، لكن ما يحدث في البحرين هو حالات فردية لا يمكن ان نقول ان هناك معدلات سنوية تحدث بين البحرينيين لان الارقام متدنية جدا. فيمكن ان يأتي العام وينتهي وتسجل فيه حالة او حالتان او حتى خمس حالات ويأتي عام آخر بعده لا تسجل فيه أي حالة انتحار". اما الحداد فيرى اننا اصبحنا ندخل تدريجيا في ظاهرة الانتحار نظرا إلى وجود حالات اقدمت ونجحت في الانتحار وبين وجود افراد في المجتمع لديهم ايماءات الانتحار. يقول الحداد: "لقد اصبح من الطبيعي ان يقول لك شخص: لقد فكرت في الانتحار اكثر من مرة، او ان يهدد بالتخلص من نفسه امام أي صدمة او مشكلة يواجهها وهذا لم يكن موجودا في الماضي نتيجة المتغيرات الكثيرة التي هيأت تقبل فكرة الانتحار بصورة اكبر مما كان عليه في الماضي لذلك أصبحت ظاهرة اجتماعية نظرا إلى وجودها داخل المجتمع البحريني". ويضيف: "الواقع ان المجتمع بصورة عامة اصبح يقدم عوامل محبطة للافراد، اذ عجز هذا المجتمع عن تقديم قيم دينية تتماشى مع المتغيرات التي يواجهونها وكذلك حالات التناقض التي يعيشها المجتمع ما بين التقاليد المحافظة والممارسات الدخيلة على المجتمع نتيجة الظرف الاقتصادي لذلك اجد انها ظاهرة وقد تتزايد في المستقبل".
المخدرات والرغبة في الانتحار
وفيما اذا كانت الوفيات التي تحدث نتيجة تعاطي جرعات زائدة من مواد مخدرة يمكن ادراجها تحت مسمى الانتحار، يقول العلوي: "ان فكرة تعاطي المخدرات مرتبطة الى حد بعيد بالانتحار فاقدام الفرد على تعاطي مادة يعلم جيدا بمدى خطورتها على حياته والإدمان عليها هي حال من حالات تدمير الذات، وهذا ما يتفق الى حد بعيد مع فكرة الانتحار البطيء". يرى العلوي ان التصدي لاي ظاهرة مثل الانتحار يجب ان يتم تدارسه بشكل صحيح لنتمكن من التعامل معها وتحقيق نتائج ايجابية، وهذا لا يتحقق من دون الخوض في جوانب اقتصادية واجتماعية ونفسية والاهم دور المؤسسة الدينية. يقول العلوي: "لابد من تدارس الظاهرة بشكل علمي والتعرف على الاسباب الحقيقية لهذه الظاهرة من خلال الحالات التي اقدمت على الانتحار او الحالات التي تم انقاذها. فالشخص الذي ينعم بحياة كريمة واستقرار أسري ومادي تبدو فرص التفكير في الانتحار ضئيلة لدية الى حد كبير". ويضيف: "اما بالنسبة إلى حالات الانتحار التي تنتشر في بعض دول العالم المتقدم فتتركز اسبابها على العزلة الاجتماعية وعدم وجود الوازع الديني. والواقع ان الدين يشكل عنصرا اساسيا في ردع أي توجه نحو التخلص من الحياة لان الاديان السماوية تحرم الانتحار بشكل قاطع. لذلك نجد ان الكثير من دول العالم المتقدم بدأت تتلمس واقع الفراغ الديني لدى مجتمعاتها وبدأت تتجه نحو سد هذا الفراغ من خلال التحفيز على التوجه نحو الدين لان الدين يمنح ايضا القيم الروحية والنفسية". يرى الحداد ان المجتمع البحريني يحتاج الى صوغ الحياة الاقتصادية حتى تغذى الجوانب الاجتماعية بشكل ايجابي والابتعاد عن النمطية والتوجه نحو القيم المادية والفردية التي تتلاشى معها القيم الروحية. يقول الحداد: "هناك حال تشوه للشكل الاقتصادي والمفاهيم السائدة بين حاجة الانسان إلى العمل وما توفره الدولة وكذلك حالات احباط في التعامل مع المتغيرات السياسية وهذا يصب في الشكل الاجتماعي وعلاقات الافراد. لذلك يجب على الدولة ان تدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى وضع اسس لهذا المجتمع لتوفير بيئة سليمة للافراد".
رأي الدين
للدين مبدأ يجزم بتحريم الانتحار، ويقول عالم الدين والكاتب الصحافي سيدضياء الموسوي: ان جميع الفقهاء في الدين الاسلامي وفي الاديان السماوية يحرمون قتل الانسان لنفسه. ويضيف "طبعا الانتحار لا يجوز تحت أي ظرف وهو محرم لدى جميع الفقهاء والمذاهب والاديان مهما كانت الظروف التي تحيط بالانسان، لكن اذا اتينا الى منظور اخر فقد يكون الانتحار وراءه اسباب نفسية أو الاحساس بالاحباط الذي يعانيه الانسان وفقدانه الشعور بجدوى الحياة، لكن كل هذه الاسباب لا تبرر الاقدام على الانتحار". وعن نظرة الدين إلى الشخص الذي انهى حياته بالانتحار، يقول الموسوي: "لا نستطيع ان نقول ان الشخص الذي مات بالانتحار خرج من الدين فهو يبقى مسلما ويدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه ويتم التعاطي معه كبقية المسلمين، ولكن في النهاية يأثم على ارتكابه هذا الفعل". وفيما اذا كان الموسوي يعتقد ان تسجيل عشر حالات انتحار خلال العامين 2004 - 2005 يمثل انتشارا لهذه الظاهرة الخطيرة، يقول: "بالتأكيد نعاني من ازمة الأمن الاجتماعي القائمة على التفكك الاسري وانتشار بعض الظواهر السلبية في المجتمع في ظل غياب الرقابة الاجتماعية من قبل المجتمع نفسه. جميع هذه العوامل تتداخل مع عوامل اخرى كالفقر والاحباط والازمة الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية... جميعها عوامل محبطة للفرد ولكن مهما بلغت هذه العوامل فإنها لا تبرر الاقدام على الانتحار". ويضيف: "هناك مقولة شهيرة لاحد علماء النفس مفادها "ان الجيل الواحد لا يتحمل اكثر من هزيمة" ونحن الان نواجه هزائم اجتماعية واقتصادية وهذا لا يقتصر على البحرين وانما في مختلف انحاء العالم العربي". ويؤكد الموسوي ان المؤسسة الدينية تشهد تضخما في العمل الديني من دون ان يكون هناك تميز بسبب عدم محاكاة الخطاب السائد للمتغيرات التي طرأت على اشكال الحياة. يقول الموسوي: "بلا شك هناك تضخم في العمل الديني ولكن ينقصه التميز لذلك فإن الكثير من الشباب لا يستهويهم هذا الخطاب في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والانفتاح على العالم. مازالت هناك خطابات لم تتطور لذلك فالشباب لا يرون انفسهم بهذه الخطابات لبعد لغتها عن لغة جيلهم، وبالتالي فإن الكمية ليست بالمعيار الصحيح لقياس الوازع الديني وهذا ما يدفعني للقول بضرورة ان يدفع بهذا الخطاب للتطور". ويضيف: "المجتمع البحريني مجتمع متدين، ولكن الكثير من اوجه هذا التدين جاءت بفعل العادة الاجتماعية وليس العبادة والقناعة النفسية المبنية على العقل". اذا، هنالك مؤشرات خطيرة على تفاقم ظاهرة "الانتحار" في المجتمع البحريني، الامر الذي يتطلب جهدا مؤسسيا كاملا تشترك فيه الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وكذلك بطبيعة الحال الاسرة البحرينية التي تقع على عاتقها المسئولية الاولى... المطلوب جهد وطني لمواجهة الظاهرة واحتوائها وعدم الاختباء منها او الهروب لان المواجهة الشجاعة هي نصف الحل... انجانا الله وانجاكم جميعا في هذا الشهر الفضيل من كل سوء
العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ