العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ

منتخبنا ضرب أروع الأمثلة... وحاز على إعجاب آسيا

بعد العودة بالمركز الثاني من البطولة الآسيوية لبناء الأجسام

نجاح آخر يضاف الى سلسلة النجاحات التي حققها منتخب البحرين لبناء الأجسام، بعد حصوله على المركز الثاني في البطولة الآسيوية الأربعين لبناء الأجسام التي اختتمت أخيرا في مدينة اندونج الكورية الجنوبية. وعلى رغم خسارته للقب الآسيوي الذي كان يحتفظ به في السنتين الماضيتين، إلا أن ما تحقق في البطولة الأخيرة من نتائج مشرفة وتحقيق المركز الثاني هو إنجاز بحد ذاته قياسا بالظروف التي واجهها الفريق وغياب 3 من ابرز اللاعبين الذين تكون ميداليتهم شبه مضمونة للمنتخب. وما يحسب لهذه المجموعة من اللاعبين التي تضم مزيجا من الشباب الذي يشترك للمرة الأولى في المنافسات الآسيوية و الخبرة التي تملك سجلا حافلا في البطولات هو روح الفريق التي ظلت سائدة حتى نهاية البطولة.

خليفات الساعد الأيمن

ولأن "اليد الواحدة لا تصفق" كما يقول المثل الشعبي، فإن مدير المنتخب لؤي خليفات كان هو اليد اليمنى التي ساهمت في نجاح المنتخب ومحافظته على السمعة الكبيرة التي تتمتع بها لعبة بناء الأجسام في البحرين. ولم يدخر خليفات جهدا في سبيل راحة الفريق، إذ كان قريبا جدا من اللاعبين وكان متابعا لهم ولجميع تحركاتهم، ونال خليفات ثقة اللاعبين وجميع أعضاء البعثة البحرينية بفضل تواصله معهم وقربه منهم وحرصه الشديد على تسيير أمورهم خلال تواجدهم في هناك. وجهود خليفات كانت واضحة على الفريق، ومن يشاهده مع اللاعبين لا يمكن أن يقول إن هذا مدير البعثة، وهذا كان سببا في نجاح الفريق في مهمته.

المدرب الشاب الفرساني

بعد أن أثبت طارق الفرساني نجاحه المتميز كلاعب، ها هو في هذه البطولة يعلن عن نفسه نجما في عالم التدريب، طارق الفرساني أعطى عصارة خبرته إلى اللاعبين، توجيهاته المستمرة تشعر الجميع بالاهتمام، نظرته الثاقبة الى كل لاعب كانت تبعث الثقة في نفوس اللاعبين. وكونه أحد أبطال اللعبة، كان يعرف جيدا احتياجات كل لاعب وكان يعرف دوره جيدا كمدرب وما يجب عليه فعله من أجل الفريق ومن أجل إتمام مهمته الصعبة على الوجه الأكمل. الفرساني كان محبوبا من جميع اللاعبين، وكان أقرب الأشخاص إليهم، وبصماته كانت واضحة على اللاعبين وما وصلوا إليه من مستوى متقدم، ويكفي انه كان سببا في عودة بعض اللاعبين إلى ممارسة اللعبة وبمستوى أفضل مما كانوا عليه سابقا مثل اللاعب محمد ميرزا الذي شارك في وزن فوق الـ 90 كلغ، وسيد فيصل الذي شارك في وزن 75 كلغ.

فريق المستقبل

نال أبطال البحرين الذين شاركوا في البطولة الآسيوية الأربعين لبناء الأجسام إشادة جميع المتابعين للبطولة، وخصوصا اللاعبين الشباب الذين يشاركون للمرة الأولى في البطولات الآسيوية، فاللاعب عباس مكي اعتبر من مفاجآت واكتشافات البطولة وقدم مستوى متميزا وتفوق على عدد من اللاعبين الآسيويين الذين يفوقونه خبرة. وتوقع خبراء اللعبة الموجودون في البطولة مستقبلا متميزا إلى اللاعين بدر سلطان في وزن 60 كلغ ونصرالله الموسوي في وزن 65 كلغ، وعلى الرغم من مشاركتهما الأولى في البطولات الآسيوية، إلا أنهما قدما أداء متميزا اتسم بالثقة أثناء عملية العرض على المسرح، كما أن تفاصيل العضلات كانت متميزة، وتوقع المتابعون أن يكون لهما شأن كبير في البطولات المقبلة. واللاعب فاضل موسى خسر ذهبية وزن 80 كلغ لكنه حصل على إعجاب الجمهور الكوري الذي يعتبر هو الحكم الحقيقي في مثل هذه المنافسات الغامضة. حسين جاسم أثبت انه بطل وزن الـ 70 كلغ من دون منافس، وربما سيظل كذلك لبطولتين أخريين، ووضح جليا تفوقه على منافسيه وإذا ما ظل محافظا على مستواه فسيحتفظ بلقب هذا الوزن لفترة أطول. سيد فيصل عاد بقوة للمنافسات الآسيوية، وتمكن من الحصول على المركز الرابع على رغم غيابه الطويل، وظهر بمستوى جيد أشاد به المتابعين. نوح حسن حصل على المركز الخامس، وكان بإمكانه الحصول على مركز أفضل، وإذا استثنينا البطل القطري علي تبريزي فإنه كان بإمكانه مزاحمة باقي اللاعبين الثلاثة على الميداليتين الفضية والذهبية. تنبأ المراقبون في البطولة أن يحقق نوح نتائج أفضل، وخصوصا انه يتمتع ببنية قوية ستساعده في الوصول إلى القمة. المخضرم محمد ميرزا، عاد بقوة لممارسة اللعبة من جديد بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، حصل على المركز الرابع، وكان يستحق أكثر من هذا المركز، بشهادة المتابعين للبطولات الآسيوية فاللاعب محمد ميرزا قدم في هذه البطولة أفضل مستوى له طوال مشاركاته السابقة، وتوقع المتابعون أن يحصل على إحدى الميداليات الثلاث.

معاناة قاسية

من لا يعرف لعبة بناء الأجسام عن قرب، لا يدرك حجم التعب والمعاناة التي يعيشها اللاعب في هذه الرياضة، فبالإضافة إلى التدريبات القاسية وتحمل رفع الأثقال هناك النظام الغذائي الذي يجب أن يتبعه ممارس هذه الرياضة، والنظام الغذائي يكون قاسيا مع اقتراب البطولة، وهي المرحلة التي تسمى بـ "التنشيف" التي تكون أخطر هذه المراحل وربما يتعرض فيها اللاعب إلى بعض المضاعفات مثل الجفاف بسبب النظام الغذائي المتبع خلال هذه الفترة. ولا تقف معاناة اللاعبين عند هذا الحد، إذ يبذل اللاعبون مجهودا كبيرا من أجل السيطرة على أوزانهم أو خفضها من أجل الوصول إلى وزن معين من أوزان اللعبة، فيتحملون الريجيم القاسي وبعضهم يصوم عن الأكل طوال اليوم، وبعضهم يذهب إلى الأندية الصحية من أجل الاستفادة من التقنية الحديثة مثل البخار والسونا من أجل ذلك.

إشادة آسيوية

أصبح المنتخب البحريني لبناء الأجسام مضرب مثل بالنسبة للجنة المنظمة للبطولة من حيث التنظيم والعمل بروح الفريق الواحد، وكانت كلمات الإشادة تلقى على منتخبنا من خلال اجتماعات اللجنة المنظمة بمديري الفرق ومن خلال اجتماعات الاتحاد الآسيوي للعبة أثناء البطولة. وأعلنها رئيس الاتحاد الآسيوي عبدالله الكعبي صراحة بأن المنتخب البحريني هو أفضل الفرق تنظيما، وأفضل المنتخبات اهتماما باللعبة، وقال إنه يفخر بما وصل اليه المنتخب البحريني من مستوى متقدم والسمعة الكبيرة التي حصل عليها على المستوى الآسيوي، مؤكدا أن ذلك لم يأت من فراغ ولكن بتخطيط سليم من القائمين على اللعبة في البحرين. ومن جهته، قال نائب رئيس الاتحاد الدولي وأمين السر العام في الاتحاد الآسيوي بول جوا إن المنتخب البحريني من المنتخبات التي لها سمعة جيدة في آسيا، وأثبت انه يملك قاعدة قوية من اللاعبين، والدليل هو ما شاهدناه في هذه البطولة عندما زج بعدد من اللاعبين الجدد الذين اثبتوا جدراتهم وأكدوا بأنهم سيكونون منافسين عنيدين في المستقبل. أما إحدى المشاركات في التنظيم جي يونج، فقد أشادت بالمنتخب البحريني وبالروح العالية التي تتمتع بها البعثة البحرينية، وقالت يونج إنها معجبة بفريق البحرين وبتنظيم الفريق، وأوضحت أنها تشعر بأن المنتخب البحريني سعيد بتواجده في كوريا وخوض منافسات البطولة.

تكريم لائق

بعد أن أعطى لاعبو منتخبنا مثلا رائعا في الجدية والانتظام والحرص على تحقيق النتائج المشرفة لمملكتنا الغالية أصبح من واجب المسئولين عن الرياضة في البحرين إعداد تكريم لائق لهؤلاء الأبطال الذين يتمنى عدد من الدول الآسيوية وجود مثلهم لديها، وربما يكون لديهم الملايين من الناس لكنهم بالتأكيد يقصدون العزيمة والإصرار والروح البحرينية التي تمكنت من مزاحمة أبطال آسيا والعالم، ووصلت إلى المركز الثاني على مستوى القارة، وخصوصا أن هذا الإنجاز يضاف إلى الإنجازات المختلفة التي حققتها رياضة بناء الأجسام على جميع المستويات العالمية والآسيوية والعربية وحتى الخليجية.


عبدالرحيم... الأب الروحي والدكتور

من الممكن وصف رئيس الاتحاد البحريني لرفع الأثقال وبناء الأجسام محمد عبدالرحيم بالأب الروحي للاعبين، فكان شعلة من النشاط طوال تواجد الفريق في كوريا، وكان قريبا من اللاعبين، وحريصا على متابعة كل صغيرة وكبيرة عن الفريق وتذليل جميع العقبات التي تواجه البعثة البحرينية. وكان بحق رئيسا للبعثة بمعنى الكلمة من خلال تأديته لواجبه على أكمل صورة أشعرت جميع أعضاء البعثة البحرينية بالارتياح، وساهم بشكل مباشر في النتائج الجيدة التي حققها الفريق في البطولة من خلال دعمه المستمر ورفعه الروح المعنوية للاعبين. ولم يكتف محمد عبدالرحيم بتطبيب الجانب المعنوي للبعثة البحرينية، فقد أثبت انه طبيب ماهر وقام بمعالجة اللاعين المرضى في بعثة منتخبنا وكذلك البعثات الأخرى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أنقذ حياة أحد المسافرين على متن الخطوط الجوية التايلندية التي كانت تقل بعثة المنتخب، عندما تعرض المسافر لغيبوبة وقام كابتن الطائرة بالنداء على المسافرين إذا كان يوجد بينهم طبيب، فتقدم محمد عبدالرحيم بكل ثقة، على رغم خبرته المحدودة في هذا المجال وقام بإسعاف المريض الذي كان يعاني من ارتفاع في نسبة السكر

العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً