أرسل محمد جعفر العرب قصيدة إلى تقي محمد البحارنة، هذا نصها:
«أبا أسامة»
هل غاض بحر الكرمِ
أم جف حبر القلمِ
أم ان أمراً كان في
السر به لم أعلمِ
سألت في المسجد من
قد حضروا والمأتمِ
هل عندكم من خبر
يكون فيه مغنمي
عن شاعر محلقٍ
عطاؤه كالدّيمِ
شهرته أكبر من
شهرة نار العلمِ
كان سؤالي لهم
مثل السؤال المبهمِ
فقلت نادي حارتي
رئيسه معلمي
قصدته وقد جلست
حيث حطت قدمي
ثم له أديت ما
عليّ مثل العجمِ
رحب بي وقال لي
قولاً أزال سأمي
فقلت يا أستاذ هل
مخزون هذا المعلمِ
فيه أرى ما قد به
أملأ عيني وفمي
فقال لي في الرد مثل
من بلي بالصممِ
فعدت للدار وقد
جنيت ما لم أرمِ
وبعد كل ما سمعت
كان شحذ هممي
هو الذي أسعفني
وقد بررت قسمي
أبا أسامة أجب
ما السر في التكتمِ
محمد جعفر العرب
يا سائلاً عن غائب... من سفر لم يقدمِ
والعذر عند العُرْب مقبول... وعند العجمِ
أنت وفيّ، والوفاء من حميد الشيمِ
هيجت أشجاني، وأوريت زناد القلم
اني أرى محبة الصديق، خير مغنمِ
قلّ الوفاء، رغم دعواه على كل فمِ
تسألني الشعر، وهل في الشعر زاد المعدمِ
وهل به ترقى الشعوب بين شتى الأممِ
بالعلم والايمان نرقى لا بنظم الكلمِ
والشعر لا يكتب الا بمداد من دمِ!
فيه معاناة من الصبر، وجهد السقمِ
حتى اذا جاء موشى... حافلا بالنغمِ
تلقفته أذن.. قد بليت بالصمم!
أرى زمان الشعر، ولى هاربا... واندمي
تقي محمد البحارنة
العدد 1140 - الأربعاء 19 أكتوبر 2005م الموافق 16 رمضان 1426هـ