أخفق الأهلي البحريني في حسم لقائه الأول لصالحه في رحلة الذهاب للأندية الأبطال العرب بعد عرض سلبي قدمه أمام الوحدات الأردني وخرج متعادلا من دون أهداف واضعا نفسه في موقع الحرج الصعب في رحلة الإياب التي ستقام في الأردن وإن لم تكن مستحيلة. ويحتاج الأصفر إلى الكثير من الأمور الفنية والتكتيكية، وخصوصا في منطقة الوسط والهجوم. والتعادل الإيجابي في المباراة المقبلة يؤهل الأهلي إلى الدور ربع النهائي. وشهدت المباراة عودة حارس عرين الأصفر النجم علي سعيد بعد غياب طويل قضاه في معالجة إصابته في الرباط الصليبي واستطاع أن يبرز بشكل واضح بمستواه الجيد بعد هذا الغياب وأثبت وجوده بأنه الحارس الأمين لمرمى الأهلي في بدايته للعودة إلى صفوف المنتخب.
الشوط الأول
بدأ الأهلي بطريقة 4/4/،2 بينما لعب الوحدات الأردني بطريقة 4/5/1 تتحول إلى 3/4/3 في الهجوم وبدأ في الضغط على حامل الكرة في الأهلي واستطاع إلى حد كبير أن يمنع الوسط الأهلاوي عن التقدم إلى الأمام مستفيدا من البطء الواضح في حركة لاعبي الأهلي التي أعطته الفرصة في السيطرة النسبية لمنطقة الوسط الذي حاول أن يستغل المساحات التي تركها وسط الأصفر خالية نتيجة الانتشار غير السليم على مساحات الملعب، ولكن الوحدات وعلى رغم السرعة في الانتقال من منطقته إلى منطقة الأهلي، فإن عدم التركيز والاستعجال والتسرع فوت عليه بعض الكرات التي كانت من الممكن أن يستفيد منها في صنع كرات خطرة ولعبت الفردية والأنانية دورا كبيرا وقطع الكرات بسهولة ومنحت للوحدات فرصة واحدة أضاعها سفيان عبدالله الذي أطاح بالكرة بعيدة من المرمى في الدقيقة. أما الأهلي الذي لعب بطريقة 4/4/،2 إذ أشرك مدرب الفريق محمود عباس في الوسط المتقدم في الجهة اليمنى وأيضا عدنان علوي في الجهة اليسرى يتقدمان لمساندة الملا وعلي أحمد حبيب، ولكن كما قلنا البطء في الانتقال وعدم الانتشار الجيد على مساحات الملعب وعدم مساندة اللاعب الذي في حوزته الكرة لم تعطه الفرصة في السيطرة على مجريات الأمور، فصار متراجعا أكثر في منطقته منتظرا هجمات الوحدات من دون أن يبدأ المهمة في الهجوم من نفسه إلا في بعض الحالات النادرة، إذ كانت محاولات محمود عباس معظمها فردية في الانتقال إلى الهجوم، ما أفقد الفريق الجانب الهجومي. وأضاع الملا أثمن فرص فريقه في الدقيقة 15 عندما هيأ الكرة لنفسه أثناء خروج حارس الوحدات ولعبها خلفية في المرمى ولكن إلى خارجه. الانتشار غير الجيد للأهلي أعطى الوحدات الفرصة في غلق منافذ الدفاع والانتقال إلى الهجوم السريع، وفي الجانب الآخر لم يستفد الأهلي من الكرات الثابتة القريبة من منطقة الجزاء والتي وصل عددها إلى ثلاث لم تستثمر بسبب عدم تركيز، وكان بإمكان واحدة منها الاستفادة ترجمتها إلى هدف. عموما، كان الشوط الأول متوسطا من الفريقين ولم نر فيه اللمحات الفنية المتوقعة من الفريقين فخرج سلبيا في الأداء والنتيجة. ولم يختبر مرمى الأهلي الذي حرسه النجم علي سعيد بعد غيبة طويلة للعلاج من إصابة الرباط وأيضا مرمى الوحدات هو الآخر لم يتعرض للضغط الهجومي الواضح والخطر.
الشوط الثاني
كان هذا الشوط نسخة كربونية للشوط الأول في كل شيء ولم يتغير كثيرا من سابقة، إذ لعب الفريقان بطريقة الشوط الأول نفسها وصحب هذا الشوط التحسن النسبي في الأداء، ولكن هذا التحسن لم يضف الجديد في الفنيات، إذ واصل الأهلي ترك مساحاته في الوسط فارغة من دون أن يضع موانعه لاندفاع وسط الوحدات إلى الأمام، وكاد الوحدات في هذا الشوط أن يحرز أكثر من هدف لولا يقظة علي سعيد في المرمى الذي استطاع أن يصد كرتين خطرتين وأيضا استطاع الدفاع بقيادة علي صنقور أن يكون سدا لكرات الوحدات الخطرة. الأهلي في الناحية الهجومية أصر من دون مبرر على الدخول من العمق من دون أن يفتح الطرفين، وخصوصا أن لديه محمود عباس صاحب السرعة الذي الذي اكتفى بالانطلاق إلى العمق، ما أوجد صعوبة في الاختراق واحتفاظه بالكرة كثيرا أثناء المراوغة ما أعطى الفرصة لدفاع الوحدات في قطع الكرات من دون عناء، بالإضافة إلى تباعد لاعبي وسط الأهلي فيما بينهم كثيرا أعطى المنافس الأحقية في التوجه إلى الهجوم، إلى ذلك لم توجد الشجاعة الكافية في التوجه إلى الهجوم مكتفين بدورهم الدفاعي فقط، ومع ذلك كان الوسط الأهلاوي سلبيا في تعامله في الجانب الهجومي وسمح للوسط في الوحدات في الانتقال إلى منطقته عبر الفراغات والثغرات الكبيرة، ولكن الوحدات أيضا كان سلبيا في التعامل مع هجماته، إذ افتقد إلى التركيز أثناء بناء كراته الهجومية على رغم امتلاكه الكرة أكثر إلا أنه عجز في إحراز أي هدف من خلال الفرص القليلة التي سنحت له في هذا الشوط. تحمل الدفاع الأهلاوي العبء الأكثر في رد الهجوم الوحداتي وكراته الخطرة، كما نعتقد أن مدرب الأهلي جانبه الصواب في التبديلات، وخصوصا عندما أخرج سيدعدنان علوي ومحمود عبدالرحمن وكانت جهودهما واضحة في الهجوم نوعا ما وأفضل من الشكر ومحمد عبدالغني وصار تدوير للهجوم، فبعدما ثبت محمود عباس في الهجوم مع علي حبيب عاد المدرب وأرجع علي أحمد حبيب إلى الوسط ودفع موسى عبدالأمير إلى الهجوم، ما أفقد اللاعبين التركيز وعدم الانسجام وكان واضحا في صنع الكرات الهجومية. عموما، كان هذا الشوط أفضل حالا من سابقة إلا أن السلبية في وسط الأهلي واضحة ولم يضف الجديد خلال هذا الشوط حتى مع التبديلات للمدرب.
حكام المباراة
أدار المباراة الحكم العماني عبدالله الحراصي الذي استطاع أن يوصلها إلى بر الأمان وكانت قراراته صائبة، وساعده في مراقبة الخطوط سالم البطاشي وعبدالله العموري والدولي البحريني خليفة الدوسري حكما رابعا.
غياب جماهيري
على رغم تمتع النادي الأهلي بقاعدة جماهيرية عريضة إلا أن الحضور كان خجولا ومؤسفا وليس له ما يبرره وكنا توقعنا حضورا أكبر من الذي شاهدناه، ولكن على رغم ذلك فإن الرابطة الأهلاوية عند حسن الظن في مساندتها الفريق ومن دون توقف وبمشاركة علي جواد والرفاعي إبراهيم بوعلي الذي شارك بفعالية ضاربا المثل الكبير بمساندة الأندية المشاركة في البطولات الخارجية.
في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة مباشرة شكر مساعد مدرب الوحدات الأردني جمال محمود الضيافة البحرينية، متمنيا تأهل المنتخب البحريني لنهائيات كأس العالم، وقال: "المباراة من الناحية الفنية جيدة جدا ولعبناها من دون معلومات كافية عن الأهلي، وبالتالي لم نستطع أن نكشف الأهلي من البداية، وعلى رغم ذلك نحن راضون عن المستوى الفني للفريق وقد أضعنا الكثير من الفرص أمام المرمى وكنا نحن الأفضل طوال المباراة والمسيطرين على مجرياتها ونأمل في رحلة الذهاب أن نعوض هذه الفرص ونخرج فائزين بإذن الله". وأضاف "الأهلي ليس بالفريق السهل كما يعتقد البعض ونحن عملنا على إغلاق المناطق على هجومه ولم نسمح له بالتوغل ونحن لم نلعب للتعادل بتاتا، بل عمدنا للفوز وحصد النقاط الثلاث وكانت التعليمات واضحة للفريق في تهدئة وإسراع اللعب أثناء المباراة بحسب الظروف".
مدرب الأهلي: سنكون أفضل في الإياب
قال مدرب الأهلي البوسني كريسو: "لقد قمت بمراقبة الفريق الأردني في لقائه مع رفح الفلسطيني، والوحدات يمتلك عناصر متميزة وجيدة لديها الخبرة الكافية ولديهم فكر كروي في الخطوط الثلاثة، ولكن أعتقد أن الجانب المهاري لدى لاعبينا هو الأفضل، ومع أنني توقعت الفوز إلا أننا خرجنا متعادلين، وسيكتمل الفريق في مباراة الإياب بعودة الدولي أحمد الحجيري وبعض المصابين إلى الفريق، ونأمل أن يوجد لدينا المخلص في الهجوم ونتغلب على سلبيات لقاء الذهاب ونصلح من الأخطاء ونقدم العرض الأفضل".
العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ