العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ

ذكريات عاطلة

يوم كم انتظرناه... درسنا واجتهدنا لنحفل به... إنه يوم التخرج من الجامعة وتكريمنا. ولكن التكريم الأكبر هو تجسيد هذه الدراسة من خلال العمل في وظيفة لائقة ومجسدة لمؤهلنا.

في غبطة وسرور وبعد طول انتظار توجهت لتسجيل اسمي ضمن قائمة الخريجين في الحفل وفي طريقي الطويل للجامعة تواردت في ذاكرتي بعض الأفكار والذكريات، أربع سنوات ونحن نقطع هذا الطريق، كم هو طويل ومتعب سرناه وتحملنا كل الظروف من تقلبات الجو والتعب لكننا لم نتذمر يوما لأننا نحمل بداخلنا أملا وحلما كبيرا، حلم تمنيناه فكان هذا الحلم والأمل دافعنا للإقدام والاجتهاد وإكمال مسيرة العلم للنهاية، تذكرت كم تعبت في ظل ظروفي القاسية والمسئوليات الأخرى الملقاة على عاتقي، كم بكيت بسبب ظرف طارئ ألم بي في دراستي، كم سهرت وواصلت ليلي بنهاري، ضغطت على نفسي ولم أدرس ما لا يقل عن 6 مقررات دراسية وختمتها بسبعة مقررات لتعجيل تخرجي والحصول على وظيفة طالما حلمت بها، لكنني وللأسف عجلت بتعطلي وها أنا عاطلة وبعد كل هذا التعب والتحمل والأمل. ثلاث سنوات بمسمى عاطلة جامعية وكم هي كلمة مؤلمة.

هل هذا هو التكريم بعد كل هذا التعب، أحببت الدراسة بشكل كبير واشتقتها خصوصا بعدما عدت لأخذ الزي وتمنيت أنني لم أضغط على نفسي وبقيت طالبة على كراسي الدراسة يملأني الأمل بدلا من كوني عاطلة عن العمل محبطة ومحطمة نفسيا لا يملأني إلا اليأس والشعور بالظلم.

تمنيت أن أعود طالبة لدراسة الماجستير ولكن كيف لعاطلة في ظل ظروف الحياة الصعبة أن تدرس بهذه المبالغ، وإن درست ما هو مصيري فأنا لم أحظ بوظيفة بمؤهل بكالريوس فكيف لي أن أجد وظيفة بمؤهل ماجستير؟

حياة الجامعة كانت جميلة وأجمل محطة في حياتي إذ إنني أعشق الدراسة بكل تعبها وعواقبها إلا أنها أصبحت في ظل ظروفنا ذكريات مؤلمة.

درست علم الاجتماع لإيماني بأهمية المجتمع والموارد البشرية وكوني إنسانة اجتماعية أحب الانخراط في المجتمع وبين فئاته والتعاطي معه، وطمعا في كونه تخصصا مستحدثا في جامعة البحرين وأننا سنكون أول دفعات المتخرجين منه... إلا أنه خاب ظني في ذلك إذ بعد تخرجنا اكتشفنا أنه لا أهمية للمجتمع ولا للموارد البشرية في بلد التطور والتقدم؟ إذ التجاهل الكبير لتخصصنا حيث ومنذ تخرج أول دفعة قبل ثلاث سنوات لم يقدم أي امتحان توظيف أو أي مقابلة ولم يوظف أي من خريجي علم الاجتماع إلا من رحم ربي بـ(واسطة) فالتجاهل يصل جميع وزارات الدولة مبتدئة بوزارة التربية إذ في كل عام تطرح تخصصات للتوظيف وتستبعد تخصص علم الاجتماع ومازلت متحيرة في أن أطرحه سؤالا طالما لم أجد الإجابة الشافية يا وزارة التربية... من يدرّس مقررات علم الاجتماع، المواطنة، خدمة مجتمع، المهارات الحياتية؟ ومن تم توظيفه في المدارس حيث لكل 250 مرشدا اجتماعيا؟

لماذا كل هذا التجاهل لتخصصنا؟ هل لم يعد للمجتمع أهمية؟ أم هو جهل بأهمية المجتمع وموارده البشرية؟ ام هي حجج واهية لتجميد توظيف هذه الاعداد الكبيرة من الخريجين؟ لا ندري ما هو السبب ونتمنى الإجابة الشافية.

رائدة عيسى أحمد علي

العدد 2432 - الأحد 03 مايو 2009م الموافق 08 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً