واصل نحو 2.8 مليون حاج أمس (الأربعاء)، رمي الجمرات في مشعر منى، في أول أيام التشريق الثلاثة في أجواء إيمانية خالصة وبلا حوادث تذكر.

وشهد يوم أمس هبوب رياح شديدة مصحوبة بسحب رعدية في منى ومكة المكرمة، فيما تساقطت أمطار متوسطة وشديدة على المشاعر المقدسة في المساء. وفرح الحجاج بهطول مطر الرحمة، قبل أن يتوجه المئات منهم إلى الحرم المكي لطواف الوداع.

من جهته، أفاد عضو اللجنة الطبية التابعة لبعثة البحرين للحج بمخيمات منى وليد المانع أن العيادة استقبلت أكثر من 25 حالة إسهال وآلام في البطن من حملة واحدة، ما يشير إلى وجود تسمم، تم التعامل معها، وتم توجيه قسم المراقبة للتحقيق.

أمطار الخير هطلت على حجاجنا البارحة... وإشادة بجهود «البعثة» في مواجهة شح الأراضي هناك

جهود مشتركة لحملات حجٍ بحرينية من «الطائفتين» تخفف أزمة المبيت في «منى»

مكة المكرمة - حسن المدحوب

خفّت أزمة سكن الحجاج البحرينيين في مِنى أمس، بعد أن أبدت غالبية حملات الحج تعاوناً لافتاً فيما بينها، ضاربة بذلك مثالاً عمليّاً في الوحدة الوطنية، إذ تضافرت جهود عددٍ من الحملات من الطائفتين في التنسيق فيما بينها للتناوب على مخيماتهم، بمباركةٍ من رئيس بعثة الحج البحرينية الشيخ عدنان القطان، والأمين العام للبعثة الشيخ عبدالناصر عبدالله. وفي حديثه إلى «الوسط» قال صاحب حملة الكاظم، إبراهيم الكاظم: «تم التنسيق بين الحملات بخصوص ضيق المساحة المخصصة للحجاج في منى، وتم التآزر والتآلف بين الطائفتين للتنسيق في التناوب في السكن، ما ترك أثراً كبيراً في نفوس الحجاج من الطرفين إذ سادت روح المحبة في الله وحب الوطن والمواطنة الحقيقية في هذه الظروف الاستثنائية، ما ترك أثراً كبيراً في الوحدة الوطنية، ولسنا مستغربين من ذلك فهذا ديدن شعب البحرين، الذين يتكاتفون في وقت المحنة والأزمات».

وأضاف «من جانبنا نشكر رئيسي حملة المواسم والشوملي على تعاونهما معنا في هذه الأجواء، كما أن الشكر موصول إلى رئيس بعثة الحج الشيخ عدنان القطان، والأمين العام للبعثة الشيخ عبدالناصر عبدالله فيما قدموه من جهد معتبر، وبتعاون الجميع ستنقضي الأمور على خير».

وفي الأجواء ذاتها فقد عاش الحجاج في «منى» على وقع تساقط أمطار الخير عليهم، أثناء مبيتهم البارحة، قبل أن يتوجه المئات منهم إلى الحرم المكي للطواف الأخير، فيما يكمل الباقي طواف الوداع اليوم (الخميس)، الذي سيكون آخر أيام مناسك الحج التي سينهيها الحجاج برمي الجمار لليوم الثالث وطواف الوداع.

وبحسب المشاهدات، فقد تراجعت حدة الازدحامات في المخيم المخصص للحجاج البحرينيين في «منى» أمس، بشكلٍ لافت، بعد جملةٍ من المبادرات بين الحملات فيما بينها، أو من خلال إعادة ترتيب تفويج الحجاج إلى «منى» داخل الحملات نفسها. وبدت الأوضاع مساء أمس في المخيم البالغة مساحته 7500 متر مربع تقريباً اعتيادية بعد أن أعادت الحملات جدولة سكن حجاجها هناك، فيما كانت الظاهرة الأبرز تناوب حملاتٍ بحرينية من الطائفتين الكريمتين على السكن، الأمر الذي ساهم في تخفيف حدة الأزمة أمس. وأشاد أصحاب حملات حجٍ بحرينية على تفهم قياديي «البعثة» للأجواء الصعبة التي عاشها الحجاج في مبيتهم في اليوم الأول في «منى»، مؤكدين أن البعثة أكدت لهم أنها تسعى بكل إمكاناتها في سبيل التسهيل على الحجاج بما يمكن، غير أن هناك بعض الأمور الخارجة عن إرادتها قد تحدث بعض الإشكالات، كما حدث في نقص مساحات السكن في «منى».

وأضافوا «ما حدث في منى أمس الأول من ازدحاماتٍ كان أمراً متوقعاً وقد حذرت منه البعثة مراراً، غير أن الضغط الذي وقع لم يكن بيد أحدٍ علاجه خلال هذه المدة القصيرة، وقد كان لتعاون وتواصل رئيس البعثة الشيخ عدنان القطان، والأمين العام للبعثة الشيخ عبدالناصر عبدالله المستمر معنا أثره في إيجاد بدائل ساهمت قدر الاستطاعة في تخفيف جزء من الأزمة، إذ لولا هذه الجهود لكانت الأمور أكثر سوءاً». وتابعوا «جاءنا مئات الحجاج محتجين أمس على ضيق المساحات في منى، ويشكون من عدم نظافة المرافق العامة ودورات المياه، وبدورنا أوضحنا لهم أن هذا الإرباك ليس محصوراً في فئةٍ دون أخرى، وأن المطلوب في هذه الأجواء هو التعاون والإيثار، ومع تفهم الحجاج استطعنا أن نخفف كثيراً من حالة الإرباك».

العيادة الطبية بمنى: 25 حالة تسمم في إحدى حملات الحج البحرينية

مشعر منى - بعثة الحج

باشرت العيادة الطبية التابعة لبعثة مملكة البحرين للحج بمخيمات منى 800 حالة في أول يوم من عملها، كما تابعت أكثر من 25 حالة تسمم جماعي في إحدى الحملات.

وأوضح عضو اللجنة الطبية بالعيادة وليد المانع أن العيادة التي افتتحت في السابعة من صباح يوم العيد استقبلت حتى منتصف الليل أكثر من 800 حالة كان أكثرها في الفترة المسائية، وتراوحت الحالات بين حالات بسيطة مثل حالات الرشح والزكام والتهاب الجلد نتيجة المشي وآلام الرأس والإجهاد العام في الجسم، وبين حالات تم تحويلها إلى أقرب مستشفى منها حالة قلب شك الأطباء بوجود انسداد في بعض الشرايين، وحالة إسهال تشير إلى وجود تسمم.

إجراء عملية جراحية بالقلب لحاج بحريني في مكة اليوم

مكة المكرمة - بعثة الحج

حولت العيادة الطبية التابعة لبعثة الحج البحرينية بمكة المكرمة، حاجاً بحرينياً إلى مستشفى النور التخصصي لإجراء عملية جراحية في القلب صباح اليوم (الخميس).

واطمئن رئيس بعثة مملكة البحرين للحج الشيخ عدنان القطان على صحة الحاج البحريني، حيث زاره في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، وتمنى له الشفاء العاجل والعودة سالماً إلى البحرين.

سيدة بحرينية تفقد جنينها حال تأديتها مناسك الحج

فقدت سيدة بحرينية أمس (الأربعاء) جنينها حال تأديتها مناسك الحج في مكة المكرمة. وكانت السيدة قد شعرت بوجود نزيف صباح أمس لكنها واصلت الطواف ثم السعي، إلا أن النزيف زاد عليها، حتى فقدت الجنين، ما اضطرها إلى التوجه إلى العيادة الطبية التابعة لبعثة مملكة البحرين للحج، وتم إعطاؤها الرعاية الأولية ثم حولت إلى مستشفى النور التخصصي لإجراء المزيد من الفحوصات والتأكد من سلامتها.

مراد يطالب بعثة الحج بتوضيح أسباب التضييق على الحملات البحرينية

الوسط - محرر الشئون المحلية

طالب النائب عبدالحليم مراد بعثة الحج البحرينية بتوضيح أسباب مشكلة التضييق على الحملات البحرينية في مخيمات منى وعرفات. مبدياً استيائه الشديد لما تعرضت له الحملات من تضييق شديد في المخيمات كما شاهد بعينه كونه من حجاج بيت الله للعام الجاري 2010.

وقال مراد إنه رأى تكدس الأعداد الكبيرة من الحجاج البحرينيين في مخيمات صغيرة مقارنه بالأعداد الفعلية للحجيج، لا تكاد أن تسع ربع عدد الحجاج البحرينيين البالغ عددهم 13 ألف حاج بحريني؛ الأمر الذي أوقع حملات الحج البحرينية في ضيق وحرج شديد مع الآلاف من الحجاج، وخاصة أن منهم الكثير من الحجاج المرضى ومنهم الشيوخ وكبار السن الأمر الذي شكل لهم، بالإضافة إلى التزاحم الشديد أوضاعاً غير صحية.

وطالب مراد البعثة بإلقاء نظرة سريعة على المخيمات في منى للوقوف على طبيعة المشكلة وخاصة أن البحرينيين دفعوا الكثير من أموالهم للوصول إلى هذه البقاع الطاهرة، وأن لهم حقوقاً على البعثة البحرينية يجب مراعاتها من أهمها توفير المساحات الكافية من الأراضي في المناسك لضمان سلامة الحجاج والحفاظ على أمنهم الصحي من التلوث في ظل تكدس الآلاف من الحجاج البحرينيين في الخيام وصعوبة إيجاد موطئ قدم لجلوسهم، فضلاً عن مكان يتحركون فيه بحريه نظراً لضيق المساحة الشديد المخصصة لكل حاج.

مليونان و800 ألف حاج يرمون الجمرات في أول أيام التشريق أمس

منى - أ ف ب

بدأ نحو 2,8 مليون حاج أمس (الأربعاء) في ثاني أيام عيد الأضحى، رجم الجمرات في مشعر منى، في أول أيام التشريق الثلاثة في أجواء إيمانية خالصة وبلا حوادث تذكر منذ انطلاق مناسك الحج الأحد.

وقال جهاز الإحصاء السعودي إن قرابة مليون و800 ألف حاج وفدوا إلى البلاد من الخارج وقرابة مليون من داخل السعودية.

ويقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى (جمرة العقبة) وذلك بعد أن قاموا الثلثاء، يوم عيد الأضحى، برمي جمرة العقبة فقط وحلقوا شعر الرأس وقاموا بطواف الإفاضة حول الكعبة وسعي الحج بين الصفا والمروة.

ويشتد الحماس ببعض الحجيج وهم يرمون الجمرات (شواخص) بحصيات سبع لكل واحدة ويرددون مع كل رمية «الله أكبر» فيما ترتفع بين كل جمرة وأخرى أصوات تلهج بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة.

ويشرف رجال الأمن والمتطوعون على احترام مسارات الحجاج بحيث لا تلتقي طرقات الذاهبين إلى الجمرات مع طرقات العائدين منها حتى لا يحصل تداخل وتدافع.

كما كان لإنجاز جسر الجمرات بأدواره المتعددة أثر إيجابي في تحقيق تسهيل مهمة الحجاج من دون حوادث أو اكتظاظ مميت كما حصل في مواسم حج سابقة.

وكانت منطقة الجمرات تشهد في السابق ازدحامات مرورية خانقة وحوادث مميتة إلا أن بناء جسر الجمرات الضخم والمكون من خمسة مستويات والذي افتتح الموسم الماضي حال دون تكرار هذه الحوادث.

وكان 364 حاجاً لقوا حتفهم دوساً بالأقدام في يناير/ كانون الثاني 2006 في موجة هلع. وقبل سنتين من ذلك لقي 251 حاجاً مصرعهم.

وفي يوليو/ تموز 1990، لقي 1426 حاجاً حتفهم في تدافع في نفق. ونصبت مراوح عملاقة لرش رذاذ من الماء لتلطيف إثر أشعة الشمس على جموع الحجاج الذين ازداد تدفقهم وحداناً وجماعات على منطقة الجمرات في منى بعد الظهر.

وأوضح الحاج اليمني عارف الشعيبي (21 عاما) وهو يمسك بكيس اسود صغير وضع فيه الحصيات التي كان يهم برميها «من المستحسن وفق السنة، الرجم بعد الظهر». ويتم رجم الجمرات الثلاث للمتعجل (في العودة الى دياره) على مدى يومين أي الأربعاء والخميس، ولغير المتعجل على مدى أيام التشريق الثلاثة من الاربعاء إلى الجمعة.

واشاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي في مؤتمره الصحافي اليومي مساء الثلثاء «بالانسيابية وسهولة الحركة داخل المشاعر المقدسة التي كانت نتاج منع تنقل السيارات الصغيرة داخل المشاعر المقدسة».

وأضاف، وفق ما أوردت صحيفة «الرياض»، أن قوات الأمن أعادت حتى الأمس من على مداخل مكة المكرمة 88 ألف حاج لأنهم لا يحملون تصاريح.

وإثر الانتهاء من رمي الجمرات يتوجه الحاج إلى مكة المكرمة للسعي وطواف الوداع ويغادر بعضهم الأراضي السعودية إثر ذلك في حين يتوجه الآخرون إلى الحرم المدني لزيارة قبر النبي محمد لمن لم يقم بذلك قبل مناسك الحج، وتنتهي مناسك الحج الجمعة.