اختتم الفنانان عبدالشهيد خمدن ومحسن غريب معرضهما الأول المشترك «الوجه الآخر» بجمعية الفنون التشكيلية، مشتغلين على شكل الحرف العربي وتقوساته في تداخلات عديدة وتصميمات مختلفة، مراكمين هذا الجهد في إنجاز المشروع الفني لكل منهما، بما يبرز الجهد البحريني في مجال الخط العربي.
في معرض «الوجه الآخر» تأخذك الأقواس وزهوة اللون بما يشي بك إلى أن ثمة خيطاً رفيعاً يربط بين الجهد الفني لخمدن وغريب في إنجاز اللوحة ففي لمسات كل من الفنانين التفات لعبة الأقواس التي هي العمود الفقري لشكل الخط العربي.
ففي الوقت الذي تأخذك زهوة اللون ومراكمة الحروف على بعضها في لوحات غريب، تجد خمدن قد جمع في لوحاته بالإضافة إلى الحرف أشياء أخرى كالوجوه والورود والأيدي.
تبدو اشتغالات الفنان محسن غريب في اللوحة أشبه بلعبة فنية تتداخل فيها أقواس الحرف وتتراكم فوق بعضها مشكلة تصميمات متفردة ذات ألوان زاهية متفائلة كمن يفتح أفقا صباحيا جميلا، حيث يجتمع في اللوحة كل من الأزرق البحري والأخضر البهي، والبرتقالي في لعب الفرشاة بالحروف برخاوتها حين تأخذ محلها في اللوحة مكان القصبة الصارمة.
أما الفنان عبدالشهيد خمدن فقد بدت اشتغالاته متجهة للجمع بين قوس الحرف وشكل الوجه أو الورود أو الأيدي بما يحيلك إلى أن ثمة بحثاً للمواءمة بين أقواس هذه الأشكال وقوس الحرف، وما هذا الأخير سوى تنويع من تنويعات تلك الأشكال في الطبيعة أو عند الإنسان، وبذلك لا يكون الحرف في شكله سوى مخزن من مخازن المعنى الذي استمده في رحلته نحو إنجاز المعنى على مستوى الشكل.
العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ
