العدد 2436 - الخميس 07 مايو 2009م الموافق 12 جمادى الأولى 1430هـ

وزيرا الصحة والتربية والتعليم يفتتحان مركز الصحة المدرسية

771 حالة ترددت عليه... و79 ممرضة في المدارس

افتتح وزير الصحة فيصل الحمر ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي صباح أمس (الخميس) مركز خدمات الصحة المدرسية الكائن في منطقة توبلي بحضور عدد من مسئولي الوزارتين.

وقالت استشارية الطب النفسي للأطفال والناشئة ومشرفة خدمات الصحة النفسية المدرسية إيمان أحمد حاجي إن مجموع الحالات المترددة على المركز بلغت 771 حالة، وبلغ مجموع الحالات الجديدة المحولة 226 حالة؛ 59 في المئة منها تم تحويلها لصعوبات تعليمية وتخلف عقلي، و25 في المئة منها تم تحويلها بسبب الاضطرابات السلوكية والنفسية و16 منها بسبب الصعوبات التعليمية والاضطرابات النفسية والسلوكية.

وأضافت حاجي «وفي دراسة أجريت ما بين العام 1991 و2001 أشارت النتائج إلى أن نسبة تحويلات المدارس للعيادة النفسية للأطفال والناشئة بلغت ما يقارب 40 في المئة من مجموع التحويلات، وكانت حالات الصعوبات التعليمية هي الأكثر حيث شكلت 65 في المئة من مجموع الحالات، تليها الاضطرابات السلوكية ومن ثم الاضطرابات النفسية».

وذكرت استشارية الطب النفسي أن الكثير من الحالات كان تحويلها متأخرا بسبب تردد الأهل في إحضار أبنائهم للعيادة بسبب الوصمة المرتبطة بالعيادات النفسية أو عدم وجود الوعي الكافي بالاضطرابات النفسية وتأثير الصحة النفسية السليمة في نمو الطفل جسديا ونفسيا واجتماعيا وتأثيرها على التحصيل الدراسي وبناء الشخصية السوية والمستقلة في المستقبل، وأشارت إلى أنه كان من الضروري إنشاء مركز متخصص يعنى بالصحة النفسية لطلاب.

وبينت حاجي «نتطلع مستقبلا إلى توفير عدد من المراكز التي تعنى بالصحة النفسية في مختلف المحافظات، إذ إن وجود مركز واحد وفريق واحد لا يفي باحتياجات أعداد الطلبة والطالبات بالمدارس، كما نطمح إلى إنشاء مركز متخصص لتشخيص صعوبات التعلم بأنواعها والتخلف العقلي تابع لوزارة التربية والتعليم ليتسنى للمركز الاهتمام والتركيز على الصحة النفسية الوقائية والعلاجية للاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الطلاب، كما نطمح إلى الاهتمام بالصحة النفسية للعاملين في الحقل التعليمي وإجراء الدراسات والبحوث في مجال الصحة النفسية».

على الصعيد نفسه أفادت رئيسة خدمات الصحة المدرسية بوزارة الصحة مريم الهاجري بأن المركز يوفر الرعاية الصحية الشاملة لشريحة الطلبة والطالبات الذين يمثلون أكثر من 30 في المئة من سكان المملكة لخلق جيل سوي يساهم في التنمية ولتفادي المشكلات التي يعاني منها المجتمع وتترك آثارا سلبية عليه.

وقالت الهاجري: «بلغ مجموع الممرضين والممرضات في المدارس حاليا 79 ممرضا وممرضة يتوزعون على مختلف المدارس يقومون بمتابعة نمو الطلبة، بالنسبة للمركز يتم من خلال المركز تقديم خدمات الإرشاد والصحة النفسية وخدمات الرعاية الأولية وخدمات ممرضي وممرضات الصحة المدرسية بالتعاون مع مستشفى الطب النفسي وإدارة الصحة العامة وإدارة المراكز الصحية والأقسام الأخرى بوزارة الصحة وإدارة الخدمات الطلابية في وزارة التربية متمثلة في الإرشاد الصحي والإرشاد النفسي والاجتماعي وإدارة التربية الخاصة والإدارات المختلفة بوزارة التربية والتعليم».


91 حالة حُولت من المرشدين الاجتماعيين للصحة المدرسية

في سياق متصل عرضت استشارية طب العائلة نيرة سرحان خدمات الرعاية الأولية لأعداد الحالات المحولة من المدارس إلى الرعاية الصحية بخدمات الصحة المدرسية موضحة «بلغ عدد الحالات المحولة إلى الصحة المدرسية 91 حالة تم تحويلها من قبل المرشدين والمرشدات الاجتماعيين أو من قبل ممرضي وممرضات الصحة المدرسية في المدارس، وتم تحويلها لأخذ المشورة الطبية عن كيفية التعامل معها في المدرسة، وتم تقييم الحالات من خلال زيارة فريق من الصحة المدرسية إلى المدرسة لمقابلة ومعاينة الطالب أو الطالبة بوجود أولياء الأمور وإدارة المدرسة».

وأضافت سرحان «70 في المئة من هذه الحالات غالبيتها كانت من الإناث بما مجموعه 64 حالة، أما الذكور فقد شكلوا 30 في المئة فقط أي ما مجموعه 27 حالة فقط، كما أن غالبية الحالات هي من المرحلة الابتدائية بنسبة 67 في المئة أي 61 حالة».

من جانبها تحدثت رئيسة خدمات الصحة المدرسية «على الرغم من البرامج المتميزة والإنجازات التي تم تحقيقها في مجال الصحة المدرسية خلال هذه السنوات؛ إلا أننا مازلنا بحاجة إلى تطويرها وتحسينها، فالمدارس أصبحت مسئولة بشكل أساسي عن تعزيز الصحة بين طلابها ومنسوبيها والمجتمع بأكمله في خضم التحديات التي يواجهها الطلاب وهو ما يحتم علينا وضع استراتيجية شاملة لمواجهتها، ومن هذا المنطلق، ومع انطلاقة مشروع البحرين للإصلاح والتحديث لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فإن مسألة الصحة المدرسية غدت مهمة تفرض نفسها على قائمة الأولويات الوطنية».

وأضافت رئيسة خدمات الصحة المدرسية «ومن خلال اللجنة المشتركة بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم تم تحديد ووضع الاستراتجيات ذات المستويات العالية للصحة المدرسية والتي تساعد المجتمع في الإسهام في التنمية الصحية طوال العمر وهذا ما تدعو إليه رؤية المملكة الاقتصادية 2030، كما تم وضع نموذج يشمل تشكيلة واسعة من الأنشطة والخدمات التي تقدم للمدارس من خلال خدمات الصحة المدرسية متمثلة في خدمات الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة وخدمات الصحة النفسية الطلابية وخدمات ممرضات الصحة المدرسية والمدارس المعززة للصحة.


دور ممرضات ومشرفات الصحة المدرسية

وذكرت الهاجري «يُناط بممرضات الصحة المدرسية متابعة نمو الطلبة وقياس الأوزان والأطوال وفحص النظر والأسنان والتغيرات الجسمانية والنفسية سنوي، والتأكد من استكمال الطلاب لكل التطعيمات وتوفير مستلزمات الإسعافات الأولية والأدوية اللازمة للعيادات المدرسية وحصر ومتابعة الطلبة الذين يعانون من أمراض مزمنة والقيام بالتوعية الصحية لجميع الأطراف التعليمية».

وواصلت «أما مشرفات تمريض الصحة المدرسية فيقمن بمتابعة سير العمل في المدارس التي بها ممرضات وممرضون، ووضع خطة عمل واضحة بالتنسيق مع ممرضات الصحة المدرسية وإدارات المدارس والعمل على الحفاظ على الصحة وتعزيزها من خلال وجود الممرضات والممرضين بالمدارس، بالإضافة إلى التثقيف الصحي والتوعية والتدريب والإشراف على الأشخاص مقدمي خدمات الصحة المدرسية في المدرسة، والمشاركة في الاجتماعات المتعلقة بصحة الطلبة وذويهم والعاملين في المدرسة ووضع الخطط والبرامج لرعاية الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء الأمور والمجتمع».

وتمضي الهاجري «كما تقوم مشرفات تمريض الصحة المدرسية بحصر الطلبة الذين يعانون من أمراض مزمنة ومتابعتهم والتأكد من توفير المستلزمات ومواد الإسعافات الأولية والأدوية اللازمة للعيادة المدرسية والتعاون مع لجنة السلامة والصحة المدرسية في وضع الخطط والبرامج لمواجهة الطوارئ والإعداد والتنسيق لحملات التطعيمات سنويا والتأكد من استكمالها كافة، ومتابعة الحالات المكتشفة حديثا سواء كانت مزمنة أو معدية والقيام بالزيارات التفقدية الدورية للممرضين والممرضات في المدارس وإعداد الإحصاءات السنوية».

في السياق نفسه عبر وزيرا الصحة والتربية والتعليم عن شكرهما للقيادة على ما تحظى به الوزارتان من دعم ومساندة على تحقيق الأهداف الوطنية في مجالي توفير الرعاية الصحية وتوفير الخدمات التعليمية. وقال النعيمي: «ساهم مشروع توفير الممرضات في المدارس الحكومية والتوسع فيه سنويا في تقليل نسبة غياب الطلبة، ومراجعة المراكز الصحية في الفترة الصباحية نتيجة وجود الممرضات، وثمن جهودهن داخل المدارس في متابعة الحالات المرضية ومتابعة الوجبات الغذائية التي تُباع في المدارس».


الخدمات التي يقدمها مركز الصحة المدرسية

وتم خلال الحفل تقديم عرض مفصل عن الخدمات التي يوفرها مركز خدمات الصحة المدرسية، إذ يقوم الاختصاصيون في المركز بتقييم وعلاج الاضطرابات النفسية لدى الطلاب مثل القلق والاكتئاب والصمت الاختياري وغيرها، كما يقومون بتقييم وعلاج الاضطرابات السلوكية مثل النشاط الزائد والعدوانية والتخريب المتعمد وغيرها، إلى جانب تطبيق المقاييس النفسية واختبارات الذكاء والاختبارات الخاصة بصعوبات التعلم وتقييم وعلاج اضطرابات النطق وتنظيم المحاضرات التوعوية والدورات التدريبية وورش العمل للمرشدين والمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم وعمل البحوث والدراسات الميدانية.

وفي مجال خدمات الرعاية الأولية تتم متابعة الحالات المرضية المحولة من المرشدين والمرشدات الاجتماعيين أو من ممرضي وممرضات الصحة المدرسية بالمدارس إلى الرعاية الصحية بمركز خدمات الصحة المدرسية لأخذ المشورة الطبية عن كيفية التعامل معها في المدرسة، إذ يتم تقييم الحالات من خلال زيارة فريق من مركز الصحة المدرسية للمدارس لمقابلة ومعاينة الطالب بحضور ولي أمره والإدارة المدرسية، بالإضافة إلى قيام الاختصاصيين في هذا البرنامج بتقديم العديد من المحاضرات وورش العمل للمعنيين بالصحة المدرسية وإصدار الأدلة الإرشادية الخاصة بهذا المجال.

ويأتي مشروع مركز خدمات الصحة المدرسية استكمالا للمشروع الذي وافق عليه مجلس الوزراء والمتعلق بتعزيز الصحة المدرسية من خلال توفير الممرضات في المدارس وإنشاء مركز لخدمات الصحة المدرسية.

العدد 2436 - الخميس 07 مايو 2009م الموافق 12 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً